الأخبار

سكتناله دخل بـ « …. »

71

أجدادنا الاوائل كان عندهم حق عندما قالوها منذ زمن بعيد.. »سكتنا له.. دخل …..«.. اشارة الي ان السكوت والتخاذل في التعامل مع من يخطيء او يرتكب جريمة او مصيبة.. لا يأتي الا بالمزيد من الاخطاء والجرائم والمصايب.

ما اقدم عليه ألتراس الزمالك هو تجسيد لمعني »البجاحة« الذي اصبح يسود الشارع بصفة عامة، فقد اقتحم بوابات ستاد القاهرة دون ان يتصدي له احد، واخذ »يترجل« في طريقه الي مقر مؤتمر وزير الرياضة دون ان يعترضه احد، ثم دخل الي القاعة دون مقاومة من احد، فكان من الطبيعي ان »يولع شماريخه« ويعتدي ويضرب ويخرب دون ان يسأله احد: »انت رايح فين.. او بتعمل ايه«!

هل هناك فوضي اكثر من هذه.. وهل هناك انفلات افظع مما حدث.. وهل اصبحت »الفتونة« هي السلوك العادي جدا داخل المجتمع.

ما يرتكبه الالتراس بكل انتماءاته اصبح خطرا.. ولعل جريمة الوايت نايتس لم تكن الاولي.. فقد سبق لألتراس الاهلي ان »عمل عملته« في بروفة داخل صالة النادي ثم نفذ جريمته في ستاد برج العرب بعد ان حرق اتحاد الكرة ونادي الشرطة.. وقبلها خرب ألتراس المصري في جامعة قناة السويس واعتدي علي الطلبة وهيئات التدريس.. ودمر ألتراس الاسماعيلي في ستاد الدفاع الجوي، واستولي ألتراس الاتحاد علي غرفة مجلس ادارة النادي.. و»بلاوي سودا« كثيرة جدا، دون اتخاذ اي اجراءات لايقاف مهازل لم تسيء للرياضة المصرية فقط.. وانما لسمعة البلد بأكملها.
والغريب والمحزن.. انه بعد كل كارثة يخرج النائب العام ليعلن انه سيتم التحقيق وانه جاري الكشف عن المتهمين وان العدالة ستأخذ مجراها، وللاسف الشديد لا يحدث شيئا، ستتكرر نفس الاحداث.. وبصورة افدح.

لقد كان المشهد في نادي الفروسية باستاد القاهرة مرعبا ومثيرا.. بدأ بتجميع ألتراس زملكاوي بالقرب من بوابة الاستاد الملاصقة لمدرسة الموهوبين.. واخذ عددهم في التزايد دون ان يلفت هذا نظر رجال الامن ولا مسئولي امن الاستاد لكي يطلبوا دعما.. واغلب الظن انه كانت هناك توقعات بردود افعال سلبية بعد التصريحات الساخنة التي اطلقها ممدوح عباس رئيس الزمالك في اليوم السابق لمؤتمر العامري.. ورغم كل ذلك لم يحرك احد ساكنا.

انه يوم اسود اخر في جبين الرياضة المصرية.. ولكنه ايضا استمرار للغز محير يجعل الكل يتساءل: »هو فيه ايه«.. لا يمكن يكون السبب لائحة أو قانون.

الشروق

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى