الأخبار

تهريب المخدرات والأسلحة والخمورعبر الأنفاق

 

2nfa22

 

لم تعد أنفاق التهريب على الحدود بين مصر وقطاع غزة ممرا لتهريب السلع والبضائع الأساسية فقط، بل شملت عمليات التهريب أيضا السلاح والخمور والمخدرات بما فيها العقاقير الطبية المدرجة في جدول المخدرات.

 

وتصاعدت وتيرة عمليات التهريب قبيل ثورة يناير وأثناءها ليشمل السيارات المسروقة والأسلحة الثقيلة القادمة من ليبيا والسودان وأيضاً أعضاء الجماعات المتشددة التي تنفذ العمليات داخل سيناء.

 

وقال شهود عيان من سكان المناطق الحدودية برفح المصرية بأن السلطات الأمنية المصرية كثفت من إجراءاتها الأمنية في الفترة الأخيرة على الأنفاق الحدودية الفاصلة بين قطاع غزة والأراضي المصرية والتي سبق للجيش المصري تدمير العشرات منها على خلفية المجزرة التي حدثت للجنود المصريين برفح في رمضان الماضي وأعاد أصحاب تلك الأنفاق تطهيرها من جديد وإعادتها للعمل بالرغم من التحذيرات الأمنية لهم وذلك في إطار حملة يشنها الجيش منذ الأسبوع الأول من فبراير الماضي لإغلاق تلك الممرات التي تُستخدم للتهريب.

 

وقام الجيش المصري بغمر العشرات من تلك الأنفاق الحدودية خاصة بمنطقتي الصرصورية والبرازيل بالمياه وتعدّ عملية غمر الأنفاق بالمياه واحدة من طرق عدة تستخدمها السلطات المصرية في تدمير الأنفاق خلاف الردم وإغلاق الأنفاق بالتدبيش وهي عملية يتم من خلالها وضع الحجارة والرمال داخل الأنفاق أو بالتفجير إذا كانت الأنفاق بعيدة عن الكتلة السكنية عبر زراعة متفجرات بداخلها.

 

وأكد شهود عيان من أهالي مناطق الحدود أن دوي انفجارات متتالية سمعت الأسبوع الماضي ، وتبين أنه ناتج من عملية تفجير الأنفاق ويرى كثير من المواطنين بأن ذلك يعد المرة الأولى التي يتم فيها العودة إلى أسلوب التفجير، بدلاً من الإغراق الذي اعتمده الجيش منذ بداية الحملة قبل نحو شهر ونصف والتي لم تؤتى ثمارها ونتائجها المرجوة على حد قولهم بسبب قيام الفلسطينيين بغزة بتجليد الأنفاق بمواد خرسانية وعازله وأيضا قيامهم بإستخدام شفاطات المياه لمنع تسربها وانهيار الأنفاق.

 

في حين رجح بعض الأهالي في المنطقة الحدودية بين مصر وغزة من أن الإغراق للأنفاق في المناطق السكنية والمأهولة يؤدي إلى انهيارات أرضية للتربة وبالتالي يضر بالمساكن المجاورة للأنفاق مما أدى إلى قيام الجيش باستخدام طرق أخرى .

 

وقال شهود عيان من حي النور برفح أن الجيش قد نصب كمينا ظهر أمس بالحي وشدد من إجراءات تفتيش السيارات والمارة كما أكدوا بأنه أمام مسجد حي النور برفح يوجد موقف لسيارات الأجرة والملاكي لخدمة ونقل القادمين لمصر والمسافرين لغزة عبر الأنفاق الحدودية.

 

وقال مصدر أمنى أن أحد المواطنين قد أطلعه على ورقة “استمارة السفر والوصول ” عبر الأنفاق مدون فيها أسم المسافر وأسم صاحب النفق وسبب الزيارة وتاريخ المرور وممهورة بتوقيع ضابط من شرطة حماس مشيرا بأن حماس تبيح حفر الأنفاق مقابل حصولها على مبالغ مالية تصل لعشرة آلاف دولار بالإضافة إلى 10 % من دخل النفق.

 

وبالرغم من التشديدات الأمنية على الحدود والتي تعلو وتيرتها حينا وتفتر أحيانا كثيرة إلا أن عمليات التهريب لا زالت تتواصل ليلا ونهارا فالشاحنات المحملة بمواد البناء جعلت من الشارع العام برفح أشبه بطريق المحاجر وخلفت الغبار بطول الطريق مما أدى إلى إصابة العشرات من الأطفال وكبار السن بأمراض الجهاز التنفسي خاصة الربو وضيق التنفس وأيضا هروب العديد من السكان لأماكن إيواء أخرى.

 

وتعد الأنفاق الأرضية المنتشرة بطول الشريط الحدودي بين مصر وقطاع غزة بطول 13 كيلومتر مرتعا خصبا لأنفاق التهريب التي لجأ الفلسطينيون إليها أعقاب فرض إسرائيل حصارًا مشددًا على القطاع لتوفير احتياجاتهم الغير المتوفرة بفعل الحصار بعد تمكن حركة حماس وسيطرتها على غزة فهي بمثابة المتنفس الوحيد لأهالي القطاع البالغ عددهم 1.7 مليون نسمة على العالم الخارجي بل هي الرئة الوحيدة التي تمنح أهلها الحياه ويعتمدون عليها بشكل رئيسي فيتم من خلالها تهريب جميع السلع الرئيسية والبضائع لسد احتياجات أهالي القطاع.

 

الدستور الاصلى

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى