الأخبار

«داعش» يذبح موظف إغاثة بريطانياً

 

67

بث تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام، المعروف بـ«داعش»، مساء أمس الأول، فيديو بعنوان «رسالة لحلفاء أمريكا»، على موقع «دايلى موشن»، ذبح خلاله رأس ديفيد هاينز، موظف الإغاثة البريطانى، المختطف فى العراق منذ عام، وتوعد ديفيد كاميرون، رئيس الوزراء البريطانى، بذبح آخر، حال مشاركة بلاده فى التحالف الأمريكى للحرب على «التنظيم».

وبث الفيديو مركز «سايت»، ويظهر فى بدايته ديفيد كاميرون، وهو يتحدث عن خطر «داعش»، وضرورة مواجهته بشتى الطرق، ثم ديفيد هاينز، موظف الإغاثة البريطانى، الذى يبلغ من العمر 44 عاماً، وهو جاثياً على ركبتيه، بالطريقة نفسها التى قُتل بها الصحفيان الأمريكيان، مؤخراً، ومرتدياً بدلة برتقالية، ويقف خلفه مسلح ملثم يحمل فى يده اليسرى سكيناً ينحر بها فى نهاية التسجيل الرهينة البريطانى.

ويعد ذبح «هاينز»، الثالث من نوعه، لرهينة غربى من قِبل «داعش»، بعد نحر الصحفيين الأمريكيين جيمس فولى، وستيفن سوتلوف.

ويظهر فى الفيديو ومدته دقيقتان و27 ثانية، خلف الضحية البريطانية الجديدة أحد عناصر «داعش»، وهو ملثم، ويبدو أنه نفس الشخص الذى نفذ ذبح الصحفيين الأمريكيين، من مواصفاته، ولكنته البريطانية، وهو يوجه رسالة إلى «كاميرون»، قائلاً: «هذا المواطن البريطانى سيدفع ثمن وعدك يا (كاميرون) بتسليح البشمركة ضد الدولة الإسلامية، تحالفكم الشيطانى مع أمريكا التى لا تزال تقصف المسلمين فى العراق، ومن آخر تلك الاعتداءات قصف سد حديثة الذى سيكون السبب فى تعجيل تدميركم، واضطلاعك بدور العبد الذليل المطيع سيستدرجك وقومك إلى حرب دموية وخاسرة أخرى».

وكانت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية، قالت إن الملثم، يشتبه فى أن يكون عبدالمجيد عادل عبدالمجيد عبدالبارى، وهو مغنى الراب البريطانى من أصل مصرى، ونجل القيادى الجهادى عادل عبدالبارى، ويبلغ 23 عاماً، وانضم إلى «داعش» مؤخراً.

وفى نهاية الفيديو يظهر رهينة بريطانى آخر هدد «داعش» بذبحه إذا أصر «كاميرون» على قتال «التنظيم»، وكان «هاينز»، خُطف العام الماضى، وكان يعمل لحساب وكالة «أكتيد» الفرنسية فى العراق، وهو أب لاثنين من بيرث فى اسكتلندا، ويبلغ من العمر 44 عاماً.

من جهة أخرى، نشر أبوحامد البرقاوى، القيادى بـ«داعش»، كتيباً بعنوان «الحروب الصليبية، نظرة وتحليل»، عبر أحد المواقع الجهادية، تحدث فيه عن شكل الحرب عليه، والدول التى وصفها بالأعداء، ومنها أمريكا، وتركيا، وأشار الكتيب، إلى أن النظام العالمى بقيادة أمريكا، فاقد للسيطرة على كثير من البلدان التى كانت يوماً فى متناول يديه، فسيناء مثلاً لم تعد كما كانت من قبل، فالمجاهدون فيها يهددون النظام المصرى، ومن ورائه اليهود، ويصعب القضاء عليهم، ولو كانت لدى أمريكا القدرة على إنهائهم لفعلت، وفى ليبيا التى يعرف الغرب الكافر أهميتها، خرجت الأمور عن السيطرة، وبدأت جحافل التوحيد تقض مضاجع الكفار، وتوسد إليهم الضربات تلو الضربات، ويسيطرون على مساحات ومدن برمتها، فلو كان الكفر العالمى بكل قوته لما سمح بذلك».

وعن الوضع فى العراق، قال «البرقاوى»، إن العدو هناك متهالك، بعد أن خلقت ممارساته ضد أهل السنة جواً طبيعياً لتقدم المجاهدين على الأرض، والسيطرة على مساحات شاسعة، وبسبب الضربات القاتلة والمفصلية ضد النظام المجوسى من قِبل المجاهدين، التى أسهمت بشكل كبير فى إضعاف الرافضة وهلاكهم.

وأشار «البرقاوى» فى كتيبه، إلى أن تدخل حكومات عربية، وصفها بالطاغوتية، مثل مصر، سيكون بفاتورة مسجلة دفعها قد يكون نفوذاً سياسياً، أو يداً طولى فى الحكومة التى ستنشأ، أو خيرات من البلد وغيرها من المطامع، لافتاً إلى أن دور تركيا، سيكون تقديم الدعم اللوجيستى، أكثر من البرى، وإغلاق الحدود، واحتمال كبير أنها ستشارك برياً فى حال لم تستطع الجيوش العربية حسم المعركة.

من جانبه، قال يوسف القرضاوى، الداعية الإخوانى، إنه لا يرضى أن تقاتل أمريكا «داعش»، مضيفاً عبر حسابه على «تويتر»: «أختلف مع داعش تماماً فى الفكر والوسيلة، لكنى لا أقبل أبداً أن تكون أمريكا هى من تحاربهم، لأنه لا تحركها قيم الإسلام، بل مصالحها وإن سفكت الدماء».

فى المقابل، قال مصطفى زهران، الباحث فى الحركات الإسلامية، إن «داعش»، يدرك جيداً أن دور بريطانيا جوهرى فى الحرب على التنظيم، ضمن التحالف الأمريكى، لذلك يتوعد ويهدد بريطانيا، ويحاول ترويعها، باستهداف مواطنيها فى العراق وسوريا، مضيفاً: «أمريكا تعيد تفاصيل التاريخ مرة أخرى، كما فعلت فى مواجهة تنظيم القاعدة، وطالبان فى أفغانستان، ومن المتوقع أن يواجه التحالف الجديد، ما واجهه تحالفها فى أفغانستان».

وقال اللواء حمدى بخيت، الخبير الأمنى، إن أمريكا بمعاونة بعض الدول العربية، ستعمل على تقويض تحركات «داعش»، على المستوى الإقليمى، بينما «التنظيم» يتخيل أن استهدافه للأجانب فى العراق سيقوّض تحركات الغرب ضده، لكن هناك الأطراف المحلية والإقليمية التى اتفقت كافة، على التخلص من

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى