بعد انتحار ممثل عالمى .. هل الاكتئاب مرض قاتل؟

منذ أيام قليلة طالعتنا الصحف بانتحار الممثل العالمى روبن وليامز، صاحب أدوار الفكاهة والملقب بـ”صانع السعادة”، وذلك عقب إصابته بحالة اكتئاب شديد، فهل يمكن أن يؤثر الاكتئاب على المرضى إلى درجة الانتحار. ويجيب عن هذا السؤال الدكتور محمد الشوبكى، استشارى الأمراض النفسية والعصبية، بالإيجاب، مشيرًا إلى أن الاكتئاب لا يعنى العزلة والبقاء وحيداً فى الغرفة، بل هو مرض عصبى شديد، قد يؤدى بالفعل إلى الانتحار، مشيراً إلى أن له أنواعاً متعددة، تختلف ما بين خفيفة ومتوسطة وشديدة يمكن أن تؤثر على الشخص فيحاول إيذاء نفسه أو الآخرين. وأشار الشوبكى أن الاكتئاب من أكثر أمراض العصر انتشارا فى العالم فحسب الإحصائيات الرسمية فإن العالم به أكثر من 300 مليون مريض بالاكتئاب، لا يتم علاج منهم سوى 35% فقط، أما باقى المرضى فإنهم إما يبقون بدون علاج، أو يلجأون إلى وسائل غير صحيحة فى العلاج قد تؤدى إلى مضاعفات ومشكلات أكبر. وتابع الشوبكى أنه لإدراك حجم المشكلة فى مصر يكفى أن ندرك أن أعداد المصابين بالاكتئاب فى مصر وصل إلى أكثر من مليون مكتئب، وهناك أكثر من 55 عقار مختلف لعلاج الاكتئاب، لا تعالج إلا 65% من المرضى فقط، لافتًا أنه يوجد بعض أنواع الاكتئاب التى قد تؤدى بالفعل إلى الانتحار، ومنها الاكتئاب الانتحارى، أو المزمن، أو الحاد، ويقصد بهذا النوع من الاكتئاب الذى يستمر لأكثر من 6 أشهر ويفقد الإنسان خلاله، القدرة على الاستمتاع بالحياة، ويرغب فى العزلة، والابتعاد عن الحياة، والأشخاص، ويبدأ الإنسان فى الوصول إلى مرحلة من عدم الرغبة فى الحياة من الأساس. وأوضح استشارى الأمراض النفسية أن المريض تظهر عليه بعض الأعراض المميزة مثل فقدان الشهية، والذى يترتب عليه فقدان الوزن، بالإضافة إلى عدم القدرة على النوم، والإصابة بالهوس، والوساوس، التى قد تدفع الإنسان إلى اليأس والانتحار. وذكر الشوبكى أنه يتم التوصل إلى طرق العلاج من خلال العرض على طبيب نفسى، والذى يصف عددًا من الأدوية المضادة للاكتئاب والذهان، كما أن المريض يكون فى حاجة إلى جلسات وعلاج نفسية، من خلال الجلوس مع المريض، والتعرف على أفكار المريض، وأسباب الوصول إلى تلك الحالة، واكتشاف ما إذا كان هناك أمراض أخرى متلازمة مع الاكتئاب الحاد مثل الإصابة بالفصام، مضيفًا أن أسرة المريض يجب أن تخضع إلى جلسات إرشادية لمعرفة كيفية التعامل مع المريض ومساعدته على تناول الأدوية.

اليوم السابع