الأخبار

“الوطن” تعرض الطرق الآمنة لعودة العمال المصريين من ليبيا

144

 

 

 

PreviousNext

منذ الاحتفال بذكرى ثورة 25 يناير العام الماضي ومنفذ السلوم مغلق أمام السائقين المصريين، نتيجة كثرة حوادث خطفهم من قبل متطرفين ليبيين، كان قبل ذلك التاريخ يتوغل السائقين المصريين من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب في ليبيا لنقل العمال المصريين، ولكن الآن لم تعد هناك مواقف للسيارات الأجرة التي تقل المصريين من وإلى ليبيا ويضطر العمال إلى دفع مبالغ كبيرة لبعض الليبيين الذين يستغلون الأوضاع لإجبارهم على دفع مبالغ مضاعفة لتوصيلهم عبر الطرق الآمنة التي لم يسيطر عليها بلطجية أو متطرفين.

قال عامر الأبيض (30 عامًا) من سوهاج، إن العمال المصريين في ليبيا يعانون المحن من أجل العودة إلى مصر، فضلًا عن الأعداد الكبيرة المحتشدة في “مصراتة” الليبية والتي تسيطر عليها جماعة الإخوان الإرهابية، ويضطهدون المصريين هناك ويمنعوهم من الخروج ويجبرونهم على العمل داخلها بدون وجه حق، مشيرًا إلى أن المعلومات التي وصلته عن سوء أحوال المصريين في ليبيا تلقاها من الركاب المصريين العائدين من ليبيا في المدن الشرقية، مضيفًا أن “مصراتة” أصبحت عقبة أمام طريق العودة من طرابلس وينصح بتفادي المرور بها من خلال طرق جنوبية ثم العودة إلى الساحل.

وأشار “الأبيض” إلى أنه عمل سائقًا لنقل المصريين من سوهاج إلى طرابلس منذ 10 سنوات وأنه كان يقطع الطرق الليبية من الشرق حتى أقصى الغرب في طرابلس قرب الحدود التونسية، لافتًا إلى أن الطريق الساحلي هو الطريق الأكثر اختصارًا على السائقين وأنه الطريق الأساسي حيث يمر بالمدن الليبية الساحلية، وأنه يبدأ من طرابلس ثم يمر على “مصراتة” ومنها إلى “هراوة” ثم “سرت” ثم “ليبراجا” ثم “إجدابيا” ثم “طبرق” ثم الحدود المصرية، لكنه لم يعد آمنًا بعد تدهور الأحوال في “مصراتة” وسيطرة الإخوان والجماعات الإسلامية وعلى أجزاء من الطريق، ناصحًا المصريين العائدين من “طرابلس” ومن المدن الليبية بالابتعاد عن “درنة” و”مصراتة” وسلك الطرق الجنوبية.

وأكد “الأبيض” أن “مصراتة” هي أكبر العقبات أمام العائدين من ليبيا وأن هناك طريقان لتفادي المرور بها، الأول هو المرور من جنوبها وسلك طريق يدعى “بني وليد” حيث يتم الدخول من منطقة “ترهونة” قبل مصراتة والنزول جنوبًا في اتجاه “بنى وليد” حيث يشتهر أهلها بحبهم للمصرين وللقذافي وهى تضم قبيلة القذافي “وارفلة”، ثم المرور بطريق “نسمة” الطويل ثم الصعود ناحية الساحل مرة أخرى عند كوبرى “ازدادا” ثم المرور بمدينة “الهيسة” و”هراوة” و”سرت” و”ليبراجا” و”إجدابيا” وأخيرًا “طبرق” ثم الحدود مع مصر، مشيرًا إلى أن هذا الطريق يزيد مسافة 100 كيلومتر فقط عن الطريق الساحلي المباشر وأن هذه المسافة قصيرة جداً مقارنة بإجمالي المسافة التي تصل إلى 1250 كيلومتر.

وأضاف “الأبيض” أن الطريق الثاني لتفادى “مصراتة” هو اتخاذ الطريق الجنوبي مباشرة وهو الأكثر أمانًا حيث يبدأ من طرابلس إلى “سبها” ثم الجفرة إلى “مرادة” مبروراً بـ”زلة” و”إجدابيا”، مشيرًا إلى سوء رصفه وتمهيده لكنه بعيدًا عن سيطرة الجماعات الجهادية وإخوان “مصراتة” ويزيد عن الطريق الساحلي المباشر بأكثر من 750 كلم.

وحول توافر سيارات الأجرة التي تقل المصريين من المدن الليبية إلى الحدود المصرية، قال بكرى حسن (40 عامًا) أحد السائقين المصريين بالسلوم، إنه لا توجد سيارات أجرة لنقل المصريين إلى الحدود المصرية وأن السلطات المصرية تمنع عبور السائقين المصريين بسياراتهم إلى ليبيا لجلب المصريين، خوفًا من اختطافهم كبقية حوادث خطف السائقين في السنة الماضية، وأن العمال يلجأون إلى السيارات الخاصة الليبية وسيارات النقل والميكروباص وأنه لا توجد مواقف لنقل المصريين وتكون العودة من خلال تجمعات من العمال واتفاقهم مع ليبي بنقلهم إلى الحدود نظير مبالغ كبيرة، فضلاً عن عمليات النصب التي يتعرض لها العمال من جانب الليبيين خلال نقلهم إلى مصر، حيث يتم الاتفاق معهم على مبلغ معين ثم مضاعفته في منتصف الطريق وإجبارهم وتهديدهم بالدفع أو النزول في الصحراء، قائلًا: “ساعات يتفقوا مع المصري أن التوصيلة بـ250 دينارًا وبعد ما يركب في نص الطريق يقوله 350 وكمان ينزلة في نص الطريق يركبه عربية تانية ويدفعل فلوس تانى بالعافية”.

وأوضح “حسن” أن العمال المصريين العائدين رغم ما تعرضوا له من نصب وانقطاع الرزق إلا أنهم يفتخرون بالجيش المصري بعد الضربة الجوية التي ردت اعتبارهم، مشيرًا إلى أنه كان يتوقع أعدادًا أكبر من التي تنزح من ليبيا الآن بعد حادث ذبح مسيحيي مصر بليبيا والضربات الجوية، وأن أعداد النازحين قليلة وليس كثيرة وتكاد تقترب من العادية.

في الشأن نفسه، قال عبدالله خليفة (29 عامًا،) سائق بموقف السلوم، إن روايات العمال المصريين تؤكد وجود أعداد كبيرة ترغب في العودة، لكنها لم تتمكن من العودة، وأنه على استعداد للمخاطرة ودخول ليبيا لجلب المصريين، مشيرًا إلى أنه يشعر بالفخر بعد الضربة وشعر بالشجاعة لدخول ليبيا ومواجهة الإسلاميين وقطاع الطرق لاستعادة العمال من داخل المدن الليبية، وأن السلطات المصرية منعت عبور سيارات الأجرة والنقل منذ ذكرى الاحتفال بثورة 25 يناير في العام الماضي.

وطالب “خليفة” بعودة كل المصريين حتى لمنح الجيش الحرية في التعامل مع الإرهابيين في ليبيا، قائلاً: “المفروض كل العمال يرجعوا من ليبيا وهما مش هيعرفوا يعيشوا من غير المصريين وهيحتاجونا”، لافتًا إلى أن هناك مدن ليبية تحترم المصريين وتوفر لهم الطرق الأمنة الجنوبية في “بنى وليد” لعودتهم، وعلى المصريين الابتعاد عن طرق الشمال التي تنشر بها البلطجة والجماعات الجهادية.

 

 

 

 

 

 

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى