الأخبار

الإخوان المتآمرون على مصر..

7
جماعة الإخوان هي صناعة المخابرات البريطانية، كما وضح الكاتب والمحلل للشئون العالمية  جون كولمان من خلال كتابه “التسلسل الهرمي للمتآمرون”، حيث أشار إلى لجنة الـ300، وهي عبارة عن حكومة عالمية تتكون من أهم الاقتصاديين في أمريكا وأوروبا وتعمل على توجيه الاقتصاد الأوروبي، وهذه اللجنة يمتد تاريخها إلى 150 عام، وتظهر تحت مسميات مختلفة مثل المتنورين، الماسونية، المائدة المستديرة، ومجموعة ميلنر، ولهذه اللجنة أهداف عدة أهمها : مصادرة الحس القومى والفخر الوطنى، والضغط من أجل انتشار الطوائف الدينية مثل جماعة الإخوان، والأصولية الإسلامية وإجراء التجارب للسيطرة على العقل .
وبعد الحرب العالمية  الأولى، اتجهت أنظار بريطانيا الى السعودية والعراق بحثا عن النفط، وكان لابد من بسط الهيمنة الدينية لضمان مصالحها، وقامت بتدعيم فكر دعوة محمد بن عبد الوهاب، في نفس الوقت التي كانت تحارب فيه مملكة الحجاز لجماعة “إخوان من أطاع الله” عام 1929، وتم القضاء عليهم، وكانت المخابرات البريطانية قد قامت بتأسيس جماعة الإخوان فى مصر بقيادة حسن البنا فى عام 1928،  وقامت بريطانيا بتمويله من شركة قناة السويس “البريطانية” في ذلك الوقت.
وفكر جماعة الإخوان هو امتداد لفكر الإيرانى جمال الدين الأفغانى ومن بعد محمد عبده، والسوري رشيد رضا، وظل حسن البنا على مدى عشرون عاما ينفذ أجندته السياسية التابعة لبريطانيا .
وفى عهد الملك فاروق، قام حسن البنا باغتيال عدد من الشخصيات المطالبة بالتحرر، وكان ذلك يصب في مصلحة بريطانيا أولا ثم عرش الملك، وذلك بعد تأسيس المجموعة السرية المسلحة والمدربة، وبعد هزيمة الجيوش العربية في فلسطين حاول البنا إشاعة الفوضى، وتم اغتياله .
الرئيسان الراحلان عبد الناصر وأنور السادات كانا يتبعا جماعة الإخوان حتى قامت ثورة 23 يوليو 1952، حتى أنه تم التعبير عن الثورة وقتها بالحركة المباركة، وظهر الخلاف بين عبد الناصر والإخوان عند رفض الأول اعتقال حسن الهضيبي الذي عارض بشدة الإفراج عن الإخوان المعتقلين بمن فيهم قتلة النقراشى باشا، وبعدها قامت المخابرات البريطانية  بمساعدة الإخوان بعمل تكتلات جديدة في عدد من الدول العربية والإسلامية، خاصة بعد إعدام عدد من المنتمين لجماعة الإخوان وعلى رأسهم سيد قطب بعد اتهامهم  بمحاولة اغتيال عبد الناصر .
وسار أنور السادات على نفس النهج حتى ظهر الفكر الشيوعي، والحركات  المناهضة لسياسات السادات الخارجية، وأراد استخدام الإخوان على غرار ما تفعله بريطانيا، وذكرت بعض الوثائق التى تم الإفراج عنها أن بريطانيا كانت تنظر بعين التعاطف لحكم السادات، ووصفت الإخوان بأنهم سلاح مفيد للسادات، وفى ذلك الوقت بدأ انشقاق المتشددين من جماعة الإخوان وتكوينهم لحركات إرهابية عالمية “تنظيم القاعدة الآن” وذلك بمساعدة المخابرات البريطانية ونجاحا لما تقوم به لجنة الـ300 كما ذكرنا من قبل، وهذه المجموعات المتشددة هى من قامت باغتيال أنور السادات .
وبعد تقلد حسنى مبارك منصب رئس الجمهورية، تم إتاحة الحركة السياسية لجماعة الإخوان مع العمل على تجفيف المنابع، وتم استخدام العامل الآمنى، ما أثار التعاطف الشعبى مع الجماعة، لكن الملفت للنظر أنه بدأت الجماعة فى اتخاذ التجارة عملا لها وتوسعت هذه الاستثمارات حتى فى أوروبا خاصة بريطانيا وألمانيا، وذلك لتوفير مصادر الأموال حتى أنها وصلت لدرجة التحكم فى اقتصاد هذه الدول.
وظلت بريطانيا تساعد جماعة الإخوان والراديكليين من المنشقين عنهم حتى أنها كانت تحمى بعض العناصر المساعدة لابن لادن رغم مساعدتهم فى نشر بيانات تنظيم القاعدة، وتركتهم يعملون حتى لو بطريقة غير قانونية.
وظهرت بعض الوثائق الخطيرة التي تفيد باجتماع الإخوان وإسرائيل وأمريكا بمباركة بريطانية، وتكشف سر 25 يناير 2011 وخاصة يوم 28 يناير والعمل على نشر الفوضى العارمة فى البلاد باقتحام السجون والأقسام وقتل المتظاهرين فى الشوارع، حتى يستطيعوا إجبار النظام على التنحى وهو ما حدث بالفعل، وكان ذلك كله بترحيب وإشادة من بريطانيا وأمريكا، حتى أن هيلاري كلينتون سارعت لتهنئة الجماعة،  وسارعوا جميعا بكل ما أوتوا من قوة لمساعدة الجماعة للوصول للحكم فى انتخابات 2012 وهو ما تمثل فى وصول المعزول محمد مرسي، وأظهر خطاب مرسي الى رئيس الوزراء الإسرائيلى مدى الحب والتعاون والإخاء فيما بينهم وهذا يثبت  صحة الوثائق التي تم الكشف عنها .
وعند قيام ثورة 30 يونيو، هربت بعض القيادات إلى الخارج، وخاصة بريطانيا وقطر وغزة، وتمت أول الإجتماعات المعلنة من 13 الى 18 أغسطس وكان من أهم نتائجها هى الإصرار على الترويج بأن ما حدث فى 30 يونيو ما هو إلا إنقلاب عسكرى والعمل على زعزعة الامن المصرى .
 وجاء بعد ذلك اجتماع تركيا، حيث شارك به حسن مالك رجل الأعمال الإخوانى، وأجهزة مخابرات كلا من تركيا وبريطانيا وقطر وألمانيا، وذلك لإشاعة الفوضى وتمويل جماعة بيت المقدس الموجودة بمصر، وتعزيز نبرة أن الجيش يعادى ثوار 25 يناير،  ودعم أثيوبيا فى بناء سد النهضة .
وتوالت الإجتماعات بألمانيا بحضور ممثلى أجهزة مخابرات أمريكا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وإسرائيل وذلك لمواجهة الثورة فى مصر، وكان التشديد على مساعدة جماعة الإخوان بالمال والسلاح، واستخدام الضغط الإقتصادى لزعزعة الآمن وإفشال الثورة، وصناعة جيش حر على غرار ما يحدث فى سوريا وليبيا .
وبعد إحراج المجتمع الدولى بما يحدث فى مصر من إرهاب وتفجيرات وقتل وسفك دماء الآبرياء، قامت بريطانيا بإعلان جماعة بيت المقدس إرهابية، وفى ذلك أمر خبيث وهو أن تبعد شبهة ارتكاب جرائم الإرهاب عن جماعة الإخوان، لكن بريطانيا أيضا قامت بعمل تحقيق حول أنشطة الإخوان فى بريطانيا وذلك بعد الضغط من عدة مظاهرات قام بها البريطانيون المناهضون لفكر الإخوان .
وفشلت كل محاولاتهم بالضغط على مصر، وسارالشعب فى طريقه لتحقيق استحقاقاته ونجح فى الإتفاق أو الإجماع على رئيس لهم بإختيارهم للرئيس عبد الفتاح السيسي .

الفجر

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى