الأخبار

5 وجوه أبرزتها دراما رمضان

124

 

 

 

ضابط الشرطة فاسد عقب “25 يناير”.. مثالي بعد 30″يونيو”

حالها كالبورصة تنحدر إلى أسفل السافلين في وقت، وترتفع إلى القمة حينًا آخر، ارتبطت لدى العامة بالبدلة البيضاء صيفًا والسوداء شتاءً، التي بمجرد رؤيتها تُستدعى، لدى فريق، كل الصور الذهنية عن آيات التعذيب والإهانة، والآخر يرى فيها الأمان والحماية.. تختلف التفسيرات لدى الجمهور، وتتفق الدراما الرمضانية هذا العام على صورة واحدة لضابط الشرطة.

عقب ثورة 25 يناير 2011، أظهرت الأعمال الدرامية الرمضانية مساوئ ضباط الداخلية، وكان على رأسها مسلسل “ذات” الذي تناول في آخر حلقاته، تعرض ابنة البطلة “نيللي كريم” للاعتقال لتصويرها وقفة احتجاجية عقب أحداث كنيسة القديسين، واختفائها، وبحث أمها عنها حتى شاركت في الثورة.

وجاء مسلسل “آدم” للفنان تامر حسني، وأبرز تعذيب البطل على يد ضابط شرطة، الذي ظن بأنه قتل الأجنبي عمدًا لسرقته ولم يصدق “آدم” في دفاعه عن فتاة كادت تُغتصب على يد السائح، وقبلها عذّب الضابط أهله طوال فترة هروب “آدم”.

وتبدّلت أحوال الدراما الرمضانية في 2014، وخصوصًا عقب ثورة 30 يونيو وأبرزت ضباط الشرطة أفرادًا مثاليين لا يرتكبون أخطاءً، وإن خطأ أحدهم فله دوافعه أيضًا.

لم تخل الدراما الرمضانية في 2014، تقريبًا من وجود رجال الشرطة الصالحين، وعلى رأسهم مسلسلات “عد تنازلي”، و”الصياد”، و”صاحب السعادة” و”تفاحة آدم”، وأبرزوا أدورًا هامة تلعبها وزارة الداخلية وضباطها في حماية المواطن ومواجهة الإرهاب، وأحيانًا التعاطف مع المجرمين نظرًا للظروف التي أوقعتهم في هذه الأعمال السيئة.

“أهل اسكندرية”، المسلسل الوحيد الذي هاجم ضباط الداخلية، مُنع من العرض دون سبب واضح، وأرجع مؤلفه الكاتب بلال فضل، سبب منعه إلى أسباب سياسية نظرًا لأسلوبه الهجومي

الإرهابي في دراما رمضان.. استاذ جامعي أنيق

عداء قديم تتصارع فيه المصالح، لا يتضمن اعتبارات لقيم أو أشخاص، انتقل العداء للأشخاص وظهر في صورة “الجهادي”، يُغلفه الدين ويبطنه المصالح، يسعى إلى تحقيق ما يريد على حساب أشياء أخرى لا بأس لديهم أن يكون الدين أحدها.

شخصية جديدة ظهرت في دراما رمضان هذا العام.. الشخصية الجهادية التي لا تسعى إلى هدف من سوى إلى مصالحها الشخصية، بينما يسعى التنظيم الذي ينتمي إليه إلى تحقيق هدف اجتمع عليه أعضاء التنظيم.

تبلورت هذه الشخصية في دور “سليم” الذي جسده الفنان عمرو يوسف في مسلسل “عد تنازلي”، حيث انضم إلى تنظيم إرهابي بعدما كان بعيدًا كل البعد عن هذا الاتجاه، إلا أن الصدفة وحدها جعلته يتعرض لموقف مع الشرطة انتهى به الحال إلى اعتقاله وتعذيبه، وتعرض ابنه للقتل، لينضم إلى هذا التنظيم بعدها بدافع الانتقام.

فيما قبل، كانت الأعمال السينمائية والدرامية تتناول شخصية الإرهابي، بصورته التي ترسخت في الأذهان من خلال جلباب أبيض ولحية طويلة، غير مهذبة وملامح منفرة بعيدة، في حين بلورت الشاشة الصغيرة هذا العام شكل الجهادي في هيئة استاذ بكلية هندسة، لا يهمه إقامة خلافة إسلامية، ولا يرتكب جرائم باسم الدين، ولا يرتبط حديثه دائمًا بالحلال والحرام، بل يسعى إلى الانتقام ممن قلب حياته رأسًا على عقب، وقتل ابنه، وعذبه في السجن، وقتل صديقه، وغيرها من الأمور التي رأى “سليم” فيها جزاءً لهم.

الجهادي والإرهابي وجهان لعملة واحدة، أبرزهما مسلسل “عد تنازلي”، “سليم” و”الشيخ جابر” الذي أدى دوره الفنان سيد رجب، إرهاب باسم الدين، اغتيالات وتفجيرات وقنابل، لا يهمه أعداد الأرواح التي يحصدها، القتل والدم والضحايا من وجهة نظره قرابين يقدمها لأهداف التنظيم، معتقدًا مباركة الله لهم بهذا الشكل، في حين لم يقتنع “سليم” بأفكاره يومًا بل كان انضمامه للتنظيم مجرد غطاء يستطع من خلاله الانتقام، ورغم التباين بين شخصية الجهادي والإرهابي، إلا أن النتائج واحدة تلطخها الدماء.

دراما “الصوفية” بين “الدجل والنصب” في رمضان

مما لا شك فيه أن مناقشة “الصوفية” في الأعمال الدرامية هذا العام، وإن كانت قليلة إلا أنها تصدرت الشاشة، وأثارت جدلًا واسعًا، وعلى الرغم من قدسية الحالة الصوفية وتوخي الحذر في التعامل مع مفاهيمها، إلا أن “النصب والدجل والشعوذة” أصبح الراعي الرسمي للصوفية التي جسدتها دراما رمضان 2014 ، دون التطرق لأفكارها أو التطرق لجوانبها الإيجابية من التبحر في علوم الدين والصفاء وتطهير النفس، وظهرت ملامح “الدجل الصوفي” جلية في مسلسلي “السبع وصايا” للمخرج خالد مرعي و”تفاحة آدم” للمخرج علي إدريس.

“تفاحة آدم”.. إلى جانب تجسيد الفنان خالد الصاوي ضمن أحداث المسلسل شخصية نصاب محترف يحاول دائمًا النصب أو الاحتيال على الشخصيات الفاسدة، إلا أن التصوف، وإن كانت مشاهده قليلة، ارتبط معه بالشعوذة، وبرزت تلك المشاهد التي جمعت بين مظاهر التصوف وأخرى يستخدمها بعض “النصابين” كستار لهم.

ومن ناحية أخرى يعتبر مسلسل “السبع وصايا” من أبرز المسلسلات التي ناقشت في أغلب أحداثها “الصوفية” بدءًا من “التتر” مرورًا بالشخصيات وانتهاء بأحداثه والسيناريو والحوار، ومنذ الحلقة الأولى تعلقت مشاهد المسلسل بالصوفية، ولا سيما بعد التركيز على الأشعار الصوفية لابن عربي وجلال الدين الرومي، وكانت مشاهد الأضرحة واضحة في “السبع وصايا” حيث وجد أبطال العمل ضالتهم وملاذهم في الضريح عند كل خطيئة، وكأن “الأضرحة” هي الحل لكل الخطايا بعد ارتكاب الذنوب، هذا إلى جانب “بوسي” التي جسدتها الفنانة رانيا يوسف، السيدة التي يلجأ إليها الناس لحل مشكلاتهم والتحلي ببركاتها.

عباءة وسبحة ونيران… مشهد ينم عن شخصية “الدجال” في المسلسل، الذي لجأ إليه “عرنوس” وزوجته “إم إم” لإخراج الجن، من جسده وسط أناشيد صوفية.

كانت للأناشيد الدينية عاملًا كبيرًا، في المسلسلات ذات الطابع الصوفي، ففي مسلسل “تفاحة آدم” قُدمت “الصوفية” من خلالها الفنانة مروة ناجي في تجربتها التمثيلية الأولى، موشحًا دينيًا كان سببًا في تعلق بطل العمل النصاب “آدم” بها، ومن ناحية أخرى قدم “السبع وصايا”، “أناشيد صوفية” مستوحاة من الموسيقى الصوفية الممزوجة بـموسيقى “الروك” الغربية، ممتزجة بألحان هشام نزيه، جذبت جمهورًا كبيرًا حتى وإن لم يفهم البعض كلماته إلا أن البحث حول فهم معاني “الفراديس” جعلت للصوفية جمهورها، والذي يعد عاملًا مساعدًا لنجاح العمل الفني.

يذكر أن أغنية “الفراديس” من كلمات الشاعر الصوفي محي الدين ابن عربي، من العصر الأندلسي، وتتحدث عن قصة سيدنا آدم وشجرة التفاح في الجنة.

جدير بالذكر أن مسلسل “الخواجة عبدالقادر”، كان المسلسل الأول في رمضان الماضي، الذي ناقش فكرة الصوفية وتناولها بطريقة قريبة من الواقع، وحصدت الأناشيد الدينية على نسبة كبيرة من المشاهدة والتأمل حينها.

المثلية الجنسية “تابوه” تحطم في دراما رمضان

يعتبر من أخطر “التابوهات” المحرمة التي لم يجرؤ أحد خلال الفترة الماضية من عبور الخطوط الحمراء المحيطة بها، فتناولت دراما رمضان هذا العام قضية “الشذوذ الجنسي” بين النساء في السجون بشكل مباشر، لم يتناسب مع طبيعة شهر رمضان، حيث وصفها البعض بالجرأة، بينما تعامل معها البعض الآخر بوصفها “خادشة للحياء”.

لعلها لم تكن المرة الأولى التي تتناول هذه القضية الحساسة، ولكنها المرة الأولى التي ترسخ لها الدراما بشكل كبير من خلال شاشة التلفزيون ومن خلال أكثر من عمل، لتصبح قضية مطروحة في التليفزيون.

وتناولت المخرجة “كاملة أبو ذكري” من خلال مسلسل “سجن النسا” قضية الشذوذ الجنسي بين النساء في سجن القناطر، من خلال شخصية السجينة “جعفر” التي تمتلك ملامح هي أقرب للرجال، كما يتم التعامل معها من قبل النزلاء باعتبارها رجل تتحرش بالإناث من النزيلات وليتحولن في عينيها إلى فرائس، وتسعى لممارسة علاقات جنسية غير سوية مع السجينات.

يبدأ المشهد بدخول “جعفر” إلي الحمام وراء إحدى السجينات لتقول لها “انتي وحشتيني أوى”، وتبدأ في محاولة التعدي عليها، فتصرخ السجينة، وتنادى على أحد ليغيثها، وعلى الفور تقوم”عزيزة” أو الفنانة سلوى خطاب بإنقاذ السجينة من يد “جعفر”، وتُطلق عليها السجينات لمعاقبتها، وتقول لها “انتي إيه مش مستحملة نفسك”.

لم تختلف معالجة “المثلية الجنسية” بالنسبة المخرج خالد مرعي والمؤلف محمد أمين راضي من خلال مسلسل “السبع وصايا”، عن “سجن النسا”، ولكنه طرحها في مساحة أكبر من خلال شخصية “نظيرة” المثلية، التي أدت دورها الفنانة صفوة، فعندما رأت “بوسي” أو الفنانة رانيا يوسف لأول مرة ذكّرتها بحبيبتها القديمة “سهام” التي قُتلت، لتحاول جعل “بوسي” تحل مكانها وهو ما رفضته بشدة معلقة: “ماليش في المزاج ده شوفي واحدة تانية”، ما جعل “نظيرة” تحرض عدد من السجينات ضدها لضربها.

وبين المشهدين تكمن حقيقة المثلية الجنسية في مصر خاصة بين النساء، وهو ما أظهره المشهدين، فتح بابًا للنقاش حول قضية كانت تعتبر الأخطر على مر سنين بالرغم من وجودها منذ بداية الخليقة، فالمجتمع العربي لديه عادات وتقاليد تمنعه من مناقشة مشكلات مجتمعيه ، خاصة تلك التي تضعه واجه لوجه أمام مبادئه التي لا يمتلك سواها.

الصحافة في دراما رمضان.. البحث عن الحقيقة

البحث عن الأخبار والركض خلف سبق صحفي، صورة رسختها وسائل الإعلام عن الصحفي في أذهان المشاهد، حتى تكاد مهنة البحث عن المتاعب تقتصر على رغبة الصحفي في كتابه اسمه على خبر على أوراق صاحبة الجلالة، إلا أن دراما رمضان هذا العام أظهرت الصحفي والإعلامي بصورة أقرب إلى الحقيقة، فالصحفي أو الإعلامي في الأساس يبحث عن “الحقيقة”.

ثلاثة مسلسلات تناولت صورة الإعلامي بشكل مختلف عن أعمال السنوات الماضية، ففي مسلسل “ابن حلال”، لم تقتنع الصحفية فاطمة بيومي، التي لعبت دورها الإعلامية ريهام سعيد، بأن “حبيشة” الذي جسده الفنان محمد رمضان، ارتكب جريمة قتل “يسر”، وأنها ملفقة له لإخفاء الجاني الحقيقي لكونه نجل أحد الشخصيات ذات النفوذ في الدولة.

في رحلة بحثها عن الحقيقة، تتعرض فاطمة لكثير من التهديدات وتخسر وظيفتها، في رحلة بحثها عن الحقيقة، وفضح مرتكبي الجريمة الحقيقيين، في ظل صمت أسرة “يسر” ووالدتها التي تؤدي دورها الفنانة وفاء عامر، حتى تتعرض الصحفية للخطف والتعرية والاغتصاب وتركها بالصحراء.

وفي مسلسل “عد تنازلي”، لعبت الممثلة ريم حجاب دور الصحفية التي خلقت فيها الصحافة حس البحث عن الحقيقة، حتى إذا كان بعيدًا عن عملها، فبحثت وراء “سليم” الذي أدى دوره عمرو يوسف، حتى تعرف حقيقة ما يحدث، ولماذا انضم للتنظيم الجهادي، ولماذا يتحول من استاذ جامعي إلى جهادي وإرهابي يصنع المتفجرات، ويحكم عليه بالإعدام ثم يهرب لينتقم، فوصلت إلى والدة زوجته بحثًا عن الحقيقة، لتدور أحداث المسلسل بطريقة “الفلاش باك”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى