الأخبار

الدبلوماسية الناعمة لرئيس ايران الجديد تمثل تحديا لاسرائيل

 

213

 

اصطدمت حملة الرئيس الايراني الجديد لاستمالة الغرب واختلاف نهجه عن سلفه الذي كان ينفي حدوث محارق نازية لليهود بحائط شك في اسرائيل زاد صلابة بمواصلة طهران لبرنامجها النووي.   وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو انه لن ينخدع بمبادرة حسن روحاني للتواصل وطالب العالم ألا ينخدع بها ايضا.   ولذلك سيكون نتنياهو حين الى الولايات المتحدة الأسبوع المقبل -وفقا لوصف مساعدين- في مهمة لفضح ادارة ايران الجديدة التي يرى فيها الغرب شريكا محتملا واعدا في المفاوضات الرامية لوقف ما يخشى ان يكون توجها لتطوير أسلحة نووية.   وقال مسؤول اسرائيلي رفيع يشارك في الاجتماعات السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة لرويترز “توقعنا منذ انتخاب روحاني ان يجرى حوار أمريكي مع ايران.   “هدفنا هو تأكيد ان هذه المحادثات ..اذا اجريت.. سيرافقها فعل وبصورة عاجلة. الايرانيون يبتسمون ويخدعون وهذا ما يتعين فضحه.”   وتقول ايران ان برنامجها النووي اهدافه سلمية فقط. وتطالب اسرائيل -التي يفترض على نطاق واسع انها الدولة الوحيدة التي تملك ترسانة نووية في الشرق الأوسط- بتوقف كامل لمشاريع ايران النووية بما في ذلك تخصيب اليورانيوم وانتاج البلوتونيوم الذي يمكن استخدامه في انتاج قنبلة نووية.   وسيشير نتنياهو في محادثاته مع الرئيس الامريكي باراك اوباما في البيت الأبيض يوم الاثنين وفي كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الثلاثاء الى ما يرى انه نفاق ايراني يهدف الى تفادي فرض عقوبات اجنبية مع دخول المرحلة النهائية لانتاج اسلحة نووية.   وحسب تعبير القناة الثانية بالتلفزيون الاسرائيلي فمن المفترض ان يقوم نتنياهو بدور لا يحسد عليه “كمفسد للحفل” في محاولة للحد من اي توقعات غربية بحدوث انفراجة بخصوص برنامج ايران النووي.   وفي كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس رأى اوباما ان اقتراحات روحاني ربما “تقدم الاساس لاتفاق ذي مغزى” مع ايران لكنه لم يصل الى حد تقديم اي عرض بتخفيف العقوبات التي تشل الاقتصاد الايراني.   وسلم مسؤول أمريكي كبير تحدث بشرط عدم ذكر اسمه بصحة الشكوك الاسرائيلية بشأن صدق روحاني لكنه أصر على ضرورة اختبار مقترحات روحاني عبر المشاركة الدبلوماسية.   وقال المسؤول “انهم متشككون في النوايا الايرانية -وهو امر يمكن فهمه بالنظر لتاريخهم مع طهران- لكننا نرى احتمالا لتحقيق تقدم.. سيفوق بالتأكيد ما تحقق على مدى سنوات عدة مضت” مضيفا ان واشنطن تنسق مع اسرائيل وحلفاء أمريكا في الخليج.   وأكد روحاني في أول كلمة له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الثلاثاء والتي قاطعها الوفد الاسرائيلي استعداد ايران للدخول على الفور في محادثات “محددة باطار زمني” بشأن القضية النووية. وعلى الرغم من ذلك لم يعرض تقديم أي تنازلات جديدة.   وقال وزير المالية الاسرائيلي يئير لابيد ان مقاطعة الكلمة اعطت الايرانيين ميزة.   وأضاف في بيان اشار الى درجة من الشقاق الداخلي الذي قد يمثل تحديا آخر لنتنياهو “علينا ان ندع الايرانيين يكونون هم من يرفض السلام ولا نبدو كما لو اننا غير منفتحين للتغيرات.”   وتفادى روحاني في مقابلة مع شبكة سي.ان.ان التلفزيونية يوم الثلاثاء استخدام كلمات تنفي حدوث محارق اليهود -التي كان يستخدمها سلفه المتشدد محمود أحمدي نجاد- مع ابتعاده ايضا عن الاعتراف بمقتل ستة ملايين يهودي بأيدي النازيين.   وقال روحاني ان المحارق “جريمة منكرة” على الرغم من ان نطاقها مسألة متروكة لتقديرات المؤرخين.   وقال افرايم زوروف مدير مكتب مركز سيمون فيزنتال بالقدس وأحد متعقبي النازيين “من الناحية الظاهرية التصريحات مرحب بها وتمثل تغييرا مرحبا به عن تصريحات سلفه. لكن بالنسبة لكونها صادرة من رئيس دولة لا تزال تدعو علنا لتدمير اسرائيل فليس لهذه التصريحات ..بصراحة.. أهمية كبيرة وهي فعليا بلا معنى.”   واثناء وجود نتنياهو في الامم المتحدة العام الماضي لوح بنموذج قنبلة من الورق المقوى ليوضح ما وصفه بتقدم ايران نحو القدرة على انتاج أسلحة نووية. لكن مصادر اسرائيلية قالت انه سيختار هذا العام توصيل رسالة اقل بهرجة.   وقالوا انه سيشير الى انه بالاضافة لتخصيب اليورانيوم حققت ايران تقدما على مسار مواز يمكن ان ينتج البلوتونيوم.   وقال مستشار للحكومة الاسرائيلية مشارك في وضع السياسة الخاصة بايران لكنه ليس من دائرة المقربين لنتنياهو “لا أظن ان هذا وقت الحيل. سيجعل كلامه مباشرا لتجنب أي سوء فهم لاسيما مع الامريكيين.”   وقال مساعدو نتنياهو ان الخطاب الذي سيلقيه أمام الجمعية العامة الأسبوع المقبل لم يكتمل وربما ينتظر الى ما بعد مناقشة قضايا ايران والحرب الأهلية السورية ومحادثات السلام الاسرائيلية الفلسطينية مع اوباما يوم 30 سبتمبر ايلول.   وقال مسؤول اسرائيلي ان خطاب نتنياهو “سيزيج الستار عن التمويه الذي يمارسه الايرانيون في مسعى لكسب الوقت بينما يسيرون قدما لتحقيق النجاح النووي” واصفا النقطة التي سيتوفر فيها لدى ايران يورانيوم مخصب كاف لصنع قنبلة نووية سريعا اذا ما قررت ذلك.   وتعهد اوباما بعدم السماح بوصول ايران للوسائل التي تمكنها من صنع قنبلة نووية دون ان يستبعد -مثل اسرائيل- القوة العسكرية. ويعتزم وزير الخارجية الامريكي جون كيري ونظراؤه في الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وألمانيا الاجتماع مع وزير خارجية ايران غدا الخميس لبحث القضية النووية.

…   ..   .   رويترز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى