الأخبار

“يا واخد قاتي يا ناوي على موتي”

133

 

 

«يا واخد “قاتي” يا ناوي على موتي».. مثل شعبي عن قديم قمنا بتحريفه قليلا حتى يتناسب مع الموقف، فربما تحته يمكننا أن نصف فورة المواطن اليمني بسبب قرار الحكومة القاضي بمنع استخدام نبات “القات” الشهير في اليمن خلال أيام العمل، مع لسماح بدخوله الأسواق يومي الخميس والجمعة من كل أسبوع فقط.
فقد شهدت محافظة الضالع، جنوبي اليمن، أمس، احتجاجات رافضة لتلك الإجراءات التي اتخذتها السلطات العسكرية المحلية في مدينة عدن، مطالبين سلطات المحافظة بالتدخل للسماح بدخول القات لعدن، حيث يعتمدون عليه كمصدر رئيسي للدخل.
والقات هو أحد النباتات المزهرة التي تنبت في شرق أفريقيا واليمن “جنوب غرب شبه الجزيرة العربية”.

تحتوي نبتة القات على منشط وهو مسبب لانعدام الشهية وحالة من النشاط الزائد، وصنفته منظمة الصحة العالمية كعقار ضار من الممكن أن يتسبب في حالة خفيفة أو متوسطة من الإدمان.

“القات” مصنف كمخدر.. عدا اليمن وإثيوبيا والصومال

على الرغم من أن القات يعد تم تصنيفه من قبل منظمة الصحة العالمة كأحد المواد المخدرة، وتم منعه في العديد من دول العالم ويمثل تداوله أو تعاطيه أو الاتجار فيه الاتجار في اى نوع آخر من المخدرات، إلا أن اليمن خالف كل القوانين وكل الأعراف الدولية وقرر أن لا يعيش يومًا بدون نبات القات.
في الماضي كانت يقتصر استخدام القات على مواعيد محددة وخلال الفترة ما بين العصر والمغرب، حتى أصبح الأمر بمثابة نشاط يومي في اليمن كالتنفس، فحسب متابعون فإن استخدام القات يبدأ من الساعة الثانية ظهرًا ويمتد حتى المساء، والسبب في ذلك يعود لأن اليمنيون يعتبرون أن القات هو مصدر سعادتهم وتمضية أوقاتهم الوحيد، إذ أن اليمن ليس بها يسنمات وأماكن للخروج والفسح، وبالتالي يتجمع المنيون في المساء ويبدأون مضغ نبات القاط والحديث في شتي أمور الحياة.
وينتشر تعاطي القات على نطاق واسع في اليمن والصومال وجيبوتي وإريتريا وإثيوبيا وكينيا وتنزانيا وأوغندا وجنوب أفريقيا.

“القات” عيوب ومميزات
ويحتوي القات على منشطات ذهنية تزيد من حالة النشاط تستمر لساعة ونصف أو ثلاث ساعات إذ سرعان مايراود الخمول الجسد ويدفعه للمزيد من تلك النبتة للمزيد من الطاقة، كما انه محفز جنسي.
وله مضار طبية أخرى، إذ انه مسئول عن ارتفاع ضغط الدم واحتشاء عضلة القلب ومضغه لساعات طويلة سبب في نوبات قلبية مفاجئة وهي سبب رئيسي في انعدام الشهية والأورام الخبيثة في الفم.
كما أن للقات أضرار أخرى على المستوي الاقتصادي، إذ أن العديد من المزارعين يعمد الي زراعة القات لما يحققه من عائد اقتصادي كبير عليهم، حيث يصفه البعض بـ”الذهب الأخضر”، كما أن القات من النباتات المستهلكة للماء بشكل كبير جدًا، و هو ما يشكل ضرر على دولة تعاني ندرة في الماء مثل اليمن.
كيفية تناول نبات “القات”
يضع المتعاطي أوراق القات في فمه ثم يقوم بمضغها وتخزنيها في فمه ويمتصها ببطء عن طريق الشعيرات الدموية في الفم، أو يبتلع المتعاطي عصيرها مع قليل من الماء أو المياه الغازية بين الحين والآخر.
تستمر عملية الاجترار هذه لساعات طويلة، حيث يبدأ المضغ (التخزين) بعد تناول الغداء الذي يكون غالباً بين الواحدة والثانية ظهراً إلى قبيل غروب الشمس، ثم يعاود بعضهم التعاطي مرة أخرى حتى ساعة متأخرة من الليل.

“اليمن السعيد” نسي أزماته.. وثار من أجل “قاته”
على الرغم من الصراع الذي تعيشه اليمن والحروب المستمرة بعد الإطاحة بالرئيس السابق على عبدالله صالح، ومحاولة الحوثيون السيطرة على السلطة بمعاونة الرئيس سالف الذكر، إلا أن اليمنيون لم يغب عن ناظرهم للحظة أهمية نبات القات في حياتهم اليومية، وكان هناك العديد من الجهود الحكومية “الصورية” للسيطرة على انتشاره ولكنها كانت لا تأتى أكلها. حتى أن من اليمنيين من يقول انه إذا احتجت أن تقابل سياسي أو مسئول يمنى، فعلى الأغلب سيكون ذلك في جلسة “تخزين”. و والمقصود بالتخزين هنا هو تلك الجلسة التي يتم فيها تناول القات.
لا يوجد إثبات تاريخي واضح حتى أن الآن لسبب تسمية اليمن بـ”السعيد”، هناك من يقول لأنه كانت دولة مليئة بالخيرات والثقافة والفنون ولكن تشبث المجتمع اليمني بمضغ نبات القات رغم الأزمات التي يعانيها و تقديسه للحظات النشوة والسعادة التي يحظي بها، قد تعطي جانب آخر لسبب تسمية باليمن السعيد.

 

الدستور

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى