الأخبار

سيتم إبادة “المسلمين” في أفريقيا الوسطى

 

72

 

حذرت جماعات حقوق الانسان من أنه لن يتبقى مسلم واحد في جمهورية أفريقيا الوسطي مالم تتخذ قوات حفظ السلام الدولية الإجراءات اللازمة لمنع المليشيات المسيحية المسلحة من شن هجمات “تطهير عرقية” لمجتمعات مسلمة بأسرها.

ودعت منظمة العفو الدولية ومنظمة هيومن رايتس ووتش – وفقا لما نقلته صحيفة “الجارديان” البريطانية اليوم “الخميس” حكومة أفريقيا الوسطى وقوات حفظ السلام الإفريقية والفرنسية إلى حماية السكان المسلمين المتبقيين من الهجمات الانتقامية المروعة من قبل المليشيات المسيحية “انتي بالاكا”.

وأضافت الصحيفة أن القوات الدولية فشلت حتى الآن في حماية المدنيين في كثير من الأماكن، واتاحت الفرصة لمليشيات “انتي بالاكا” المسيحية باثبات وجودها ما أدّى إلى اندلاع موجة جديدة من العنف تهدّد الآن بالانتشار إلى مناطق أخرى في جمهورية إفريقيا الوسطى”.

وقال بيتر بوكارت، مدير قسم الطوارئ في هيومن رايتس ووتش: “على هذا المعدل لن يكون هناك أي مسلم متبقي في جمهورية أفريقيا الوسطي، حيث تنزح الآن العائلات الملسمة المتبقية والتي عاشت بسلمية تامه في هذه الدولة لقرون طويلة”.

وسجلت كلتا المنظمتان روايات بعض المتضررين من هجمات المليشيات المسيحية، حيث قالت امرأه مسلمة: “لقد قتلوا أطفالي الأربعة بكل بشاعة، لقد ذبحوهم أمام عيني”. فمنذ يناير وحتي الأسبوع الأول من فبراير نزحت آلاف العائلات من المدن التي تقطنها الأغلبية المسلمة مخافة هجمات المليشيات المسيحية.

وقالت مستشارة الأزمات في منظمة العفو الدولية جوان مارينر: “إن الميليشيات تشن هجمات تطهير عرقى عنيفة ضد المسلمين في جمهورية إفريقيا الوسطى، ما أدى إلى نزوحهم من هناك بمعدلات قياسية”، مضيفة أن الوضع “يتطلب ردًا فوريًا، وحان الوقت لكي تقوم قوات حفظ السلام الدولية في جمهورية إفريقيا الوسطى بحماية السكان المدنيين، والانتشار في المناطق المهددة، ووقف النزوح القسري ضد المسلمين”.

وقدرت منظمة هيومن رايتس ووتش في مدينة يالوكيه -وهي أكبر مدينة لتجارة الذهب – عدد السكان المسلمين بـ 30 ألف وعدد المساجد بثمانية قبل اندلاع الصراع وحينما زارت المنظمة المدينة لم تجد فيها إلا 500 مسلم فقط ومسجد واحد. حيث تجمع السكان المسلمين بالمسجد تحت حماية القوات الفرنسية، فيما قامت المليشيات والمواطنون المسيحيون بسلب ونهب وتدمير منازل ومساجد المسلمين.

وأفادت الصحيفة إلى أن المدن التي كان يقطنها المسلمون أصبحت كمدن أشباح فمعظم المسلمين نزحوا إلى التشاد والكاميرون و الكونغو.

وتابعت الصحيفة أن ما يقدر ب 50 ألف مسلم قد سافروا من مطار بانجي العسكري على طائرات إخلاء برعاية التشاد والكاميرون والنيجر والسنغال بينما نزح عشرات الألاف في القوافل البرية والتي غالبا ما كان يهاجمها قوات “انتي بالاكا” المسيحية.

وأشارت الصحيفة إلى أن المليشيات المسيحية تلقي باللوم على المسلمين لظهور حركة سيليكا المتمردة والتى استطاعت أن تستولي على الحكم في مارس عام 2013 وارتكبت انتهاكات ضد غالبية السكان المسيحيين في البلاد على مدى الأشهر الـ 11 الماضية.

ونفذت المليشيات “انتي بالاكا” المسيحية عدة هجمات منظمة على المسلمين منذ سبتمبر الماضي ولم يستثنوا صبيا ولا امرأة.

ونفذت الإعدام العلني للمسلمين المدنيين وتشويه اجسادهم بعد حرقهم.

من الجدير بالذكر أن مجلس الأمن قد نشر قوات حفظ السلام في ديسمبر الماضي حينما خرجت اعمال العنف على نطاق
السيطرة وضمت القوات 5 الاف و 500 جندي من الاتحاد الأفريقي وألفا و600 جندي من القوات الفرنسية والتي تمركزت في العاصمة بانجي والعديد من المدن الأخرى شمال وجنوب غرب العاصمة.

صدى البلد

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى