الأخبار

وزير الأوقاف لـ”خادم الحرمين”:

49

 

ألقى الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف المصري، كلمه أمام الوفود العربية بمكة المكرمة، مشيدًا بجهود المملكة العربية السعودية وخادم الحرمين الشريفين في تسيير أمور الحجاج.

وقال وزير الأوقاف المصري خلال كلمته: “إننا تعلمنا الفقه ونعلمه على أنه التيسير بدليل، ولم يقل أحد من أهل العلم ولا من أهل الفقه لا في القديم ولا قي الحديث ممن يعتد بقوله إن الفقه مبنيًا على التشدد أو التضييق، لأن الله (عّز وجّل) يقول: (يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ) { البقرة: 185} ، ويقول سبحانه: (وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ) {الحج :78}، وإذا كان التيسير مطلوبًا في كل حال وشأن، فإن حاجة الناس إليه في الحج أشد، وهو ما أكده رسولنا (صلى الله عليه وسلم) في أكثر من موقف من مواقف الحج بقوله: (افعل ولا حرج)”.

وقال “مختار جمعة” موجها كلامه للسلطات السعودية: “إن ما تقومون به في شأن توسعة الحرم وتطوير المشاعر المقدسة أو تعدد طوابق أداء بعض المناسك أو امتداد بعض المعالم إنما يأتي انطلاقا من هذه القاعدة العامة، والرؤية الثاقبة والفهم الدقيق لمفهوم التيسير، فامض على بركة الله عز وجل في كل ما ييسر على الحجيج شئون حجهم، فكل ما ينفق في هذا المجال هو الأبقى والأنفع، وخير الناس أنفعهم للناس”.

وأضاف أن دعوة خادم الحرمين الشريفين للعلماء والمفكرين بعقد مؤتمر دولي لمواجهة الإرهاب تستحق كل التقدير، وإن تحذيره للشرق والغرب من خطر الإرهاب، وإمكانيه وصوله إلى أوروبا بعد شهر وإلى أمريكا بعد شهرين قد آتى أكله، ولم يستطع العالم أن يصك آذانه دونه، وإن الأمر ما زال يحتاج إلى تواصل الجهود حتى نقتلع الإرهاب الأسود من جذوره، ولا سيما إرهاب تلك الجماعات التي تتخذ من الدين ستارًا، فتقتل وتخرب وتدمر وتفسد باسم الدين.

وتابع: “تبني خادم الحرمين الشريفين ودعمه لحوار الحضارات وترسيخكم لأسس التعايش السلمي والعيش المشترك بين البشر جميعا في ضوء الاحترام المتبادل بين الأديان والشعوب لخير دليل على استيعابكم لروح الحضارة الإسلامية السمحة، وإنه لنفس المنهج الذي يسير عليه أزهرنا الشريف الذي شرف بقبول خادم الحرمين الشريفين واستحقاقه للدكتوراه الفخرية في العلوم الإنسانية تقديرًا لجهوده في خدمة الإسلام والمسلمين، كما أن توجيهاته الكريمة بترميم الجامع الأزهر قد لاقت تقدير العالم الإسلامي شرقه وغربه لما للأزهر الشريف من مكانة راسخة في نفوس المسلمين جميعا”.

وأضاف قائلًا: “إن الله (عزّ وجلّ) قد اختار خادم الحرمين الشريفين واختاركم في هذه المرحلة الصعبة الفارقة من تاريخ امتنا، اختاركم سدًا منيعًا، وحصنًا قويًا صلبًا لهذه الأمة، في وجه التحديات والمخاطر التي تواجهها، فعالجتم الأمور بحكمة وحسم لا يجتمعان ولا يتأتيان إلا بتوفيق من الله (عزّ وجلّ)، وإن وقوفكم المشرف إلى جانب الشقيقة مصر برؤية حكيمة ثاقبة قد جنب الأمة العربية كلها وجنب المنطقة كلها ويلات عديدة لا يُدركها إلا القادة الحكماء المخلصون لدينهم وأمتهم وأوطانهم من أمثالكم”.

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى