الأخبار

6 أعوام على أحداث محمد محمود

بدأت المعركة بفض اعتصام مصابي الثورة صباح مليونية «المطلب الواحد» والحصيلة مئات المصابين وأكثر من 50 شهيدًا

طنطاوي في اليوم الأخير: لا نرغب في الحكم وعلى استعداد لتسليم السلطة فوراً

مرت 6 أعوام على أحداث محمد محمود التي بدأت في 19 فبراير 2011، احتجاجا على سحل قوات الأمن المركزي لمصابي الثورة المعتصمين في ميدان التحرير، وانتهت برحيل حكومة الدكترو عصام شرف واعتذار المجلس العسكري الذي كان يدير البلاد عقب ثورة 25 يناير 2011.

«اشهد يامحمد محمود كانوا ديابة وكنا أسود»، صار هذا الهتاف الذي ردده آلاف الشباب الغاضبين في طرقات محمد محمود بميدان التحرير أيقونة الهتاف ضد الداخلية كلما حلت ذكرى الأحداث.

احتشد مئات الآلاف عشية الأحداث بميدان التحرير للمشاركة فى مليونية رفض وثيقة السلمي وتسليم السلطة يوم 18نوفمبر عام 2011، بمشاركة 70حركة وحزبا وائتلافا، وهي الجمعة التى أطلق عليها البعض اسم مليونية المطلب الواحد، وشهدت التظاهرات فى المحافظات المختلفة مشاركة قوى يسارية وليبرالية ومجموعات شبابية ومستقلين إلى جانب تيارات إسلامية كالإخوان والسلفيين والجماعة الإسلامية.

وفي نهاية اليوم أعلن أنصار أبو إسماعيل الاعتصام بالميدان لحين إلغاء الوثيقة إلا أنهم تراجعوا وغادروا الميدان بعد ذلك، ولم يتبق بالتحرير إلا عدد قليل من المعتصمين بالإضافة للعشرات من مصابي الثورة الذين كانوا معتصمين بالميدان منذ أسبوع في الحديقة أمام مجمع التحرير.

وفي الصباح مليونية المطلب الواحد تم فتح مداخل التحرير أمام حركة السيارات، إلا أن الجميع فوجئ بالمئات من مجندي الأمن المركزي صبيحة يوم السبت 19نوفمبر، يتوافدون على التحرير، وتم سحل مصابي الثورة واقتلعوا خيامهم وطاردوهم بالميدان.

توقفت حركة سير السيارات بالميدان، وتم حمل المصابين لمسجد عباد الرحمن وبعضهم فقد الوعي، بعد ذلك توافد نشطاء على الميدان احتجاجا على سحل مصابي الثورة، ورددوا هتافات ضد الشرطة والعسكر، لكن الشرطة طاردت كل من تواجدوا بالميدان وقبضت على بعضهم .

احتدمت المواجهات بين المتظاهرين وبين قوات الأمن، وقامت قوات الأمن باستخدام الغازات المسيلة للدموع بغزارة، مما دفع المتظاهرين للرد عليهم بالحجارة، وزاد عنف المواجهات بشدة وقت الظهيرة، وقام المتظاهرين بتكسير بعض عربات الأمن المركزي وإضراموا النار في إحداها ردًا على عنف فض الاعتصام.

استمرت عمليات الكر والفر بين المتظاهرين وقوات الشرطة طوال اليوم، فبعد أن سيطرت الشرطة على الميدان بالمدرعات انسحبت منه في منتصف اليوم، واستخدمت قوات الأمن المركزي القنابل المسيلة للدموع، والرصاص المطاطي، والخرطوش بينما يرد المعتصمين بالحجارة وتحول الميدان إلى ساحة حرب شوارع حيث يشهد التحرير والشوارع الجانبية حالة كر وفر من الجانبين، وأصيب المئات من المتظاهرين إصابات بالغة .

استمرت الاشتباكات حتى وقت متأخر من الليل في الشوارع الجانبية المؤدية لميدان التحرير، وازداد عدد المصابين بشكل كبير ما بين اختناق وغيبوبة.

تواصلت الاشتباكات من السبت للأربعاء، وفي يوم الأحد 20 نوفمبر اقتحمت قوات مشتركة من الشرطة والجيش محاولين فض الاعتصام لكن المتظاهرين عادوا للميدان بعد مطاردتهم واستمرت الاشتباكات، كان فيديو قتل عدد من المتظاهرين وجرهم بجوار صندوق قمامة نقطة فاصلة فى أحداث محمد محمود حيث توافد بعدها المئات على الميدان احتجاجا على المشهد، وفي يوم الثلاثاء عاد أنصار الشيخ حازم أبو إسماعيل مجددا إلى الميدان، وأرتفع عدد الشهداء والمصابين.

ألقى المشير طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة فى ذلك الوقت كِلمة حول أحداث التحرير مساء الثلاثاء، أوضح خلالها أن المجلس العسكري قرر قبول استقالة حكومة شرف مع تكليفها بتسيير الأعمال لحين اختيار تشكيل وزاري جديد والتزام المجلس بإجراء الانتخابات البرلمانية المقبلة في موعدها ، وإجراء الانتخابات الرئاسية قبل شهر يونيو 2012

.

وأكد المشير طنطاوي أن القوات المسلحة لا ترغب في الحكم وأنها على استعداد لتسليم السلطة فوراً إذا وافق الشعب المصري على ذلك في استفتاء شعبي.

وهي الكلمة التي قابلها المتظاهرون بهتافات: «الشعب يريد إسقاط المشير» و«الجدع جدع والجبان جبان وإحنا يا جدع هنموت في الميدان» و«يسقط يسقط حكم العسكر».

فى يوم الأربعاء تواصل سقوط الشهداء والمصابين مع إطلاق أنواع جديدة من الغازات من قبل الأمن المركزي، ووصل للميدان مسيرات تضامنية حاشدة من طلاب الجامعات وشباب الألتراس، ورددوا هتافات ضد حكم العسكر.

اعتذر المجلس العسكري يوم الخميس عن أحداث التحرير، وأقام مستشفى عسكري في الميدان، وعزى أسر الشهداء، وأغلق الثوار شارع محمد محمود، وبدأت حملة تنظيف للميدان، وانسحبت الشرطة بعد هدنة معها، ووضع الجيش حواجز خراسانية وأسلاك شائكة بالطرق المؤدية للداخلية، وتم الدعوة لمليونية جمعة تنحي العسكري، وإقامة صلاه الغائب على أرواح شهداء أحداث محمد محمود، لتنتهي أحداث محمد محمود الدامية التى خلفت أكثر من 50 شهيدا ومئات المصابين.

البداية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى