الأخبار

مسئولية المعارضة في الخروج من الأزمة

 

 

36

أحمد أبودوح يكتب:

لماذا إذن كل هذا الضجيج؟، ألم يكن متوقعا قرار المحكمة الدستورية العليا برفض مشروع قانون الإنتخابات المقدم من مجلس شورى (الإخوان)؟
السؤال الأهم هو: هل سوف يخرج مجلس الشورى بقانون يتسم بشىء من العدالة؟، هل سوف ترضخ جماعة الإخوان المسلمين لمطالبات القوى السياسية لها بضرورة مراعاة المبادىء الأساسية للعدالة وتكافؤ الفرص في صياغة القانون الجديد؟

 

وهل سوف توافق الجماعة على إقالة الحكومة الحالية التي تثبت يوما بعد الأخر أنها تمعن في الفشل وتتفنن في إستفزاز المصريين؟، وهل إن قررت الجماعة صياغة قانون جديد يحظى بالتوافق من قبل كافة القوى السياسية.. هل سوف توافق جبهة الإنقاذ على خوض الإنتخابات البرلمانية المقبلة؟

 

لا أعتقد أن أي من هذا من الممكن أن يحدث، فالجماعة الأن تحولت من موقف الهجوم إلى الدفاع، ولاسيما مع تزايد الضغوط عليها من قبل حلفائها السلفيين، وهو الأمر الذي سوف يؤدي بها إلى التضحية ببعض من مكتسباتها للحفاظ على المكتسبات الأكبر.

 

أقول أنه ليس من المهم الأن بالنسبة إلى الجماعة التشبث بمادة تسمح للعضو المنتخب بتغيير صفته الحزبية بعد دخوله البرلمان، ولا مهما أن تضم أكبر عدد من النواب الناجحين بعد إنتخابهم كما كان يفعل النظام البائد، ولكن سوف تقاتل الجماعة (وبلا شك) للحفاظ على نظام تقسيم الدوائر كما هو الأن، وسوف تحرص على مليء الدوائر التي من الممكن أن تكون قد أصابها بعض الخلل (طبقا للجماعة) فى توزيع المقاعد، بمزيد من المقاعد لأنصارها، وسوف تركز في ذلك إهتمامها بالطبع على الدوائر التي تقع في الأقاليم أو المناطق النائية، التي تضمن فيها نوعا من الولاء لمرشحيها.

 

لقد أدى تكبر الجماعة وإصرارها على المضي في تعميق الإنقسام، والتصعيد من حالة الاستقطاب في الشارع المصري إلى تخلي أقرب حلفائها عنها، وهو ما ينم عن غباء سياسي لم نشهد له مثيل من قبل.

 

إن هذا العبث الذى تدير الجماعة به علاقاتها مع القوى المعارضة لها، وتلك الرجعية التي لم يسلم منها حتى حلفائها ومناصريها، هي نفسها تلك التي تعتمد عليها في إدارة شؤون البلاد، وتسيير أموره الداخلية والخارجية معاً.

 

فعندما يتحدث هشام قنديل في أمور تتعلق بنظافة ثدي المرأة قبل إرضاع الأطفال، وكأنه موظفا صغيرا في إحدى وحدات تنظيم الأسرة في قرية ما، وعندما تتأمل خطاب الرئيس مرسي في ألمانيا، وحديثه عن محاولات البلطجية لإسقاط طائرة هليكوبتر في بورسعيد! أو طريقة حديثه إلى الإعلاميين والصحفيين الألمان عن أن قرار فرض الطوارئ وحظر التجوال في مدن القناة جاء إستجابة للمطالبات الشعبية هناك!

 

في الوقت الذي كان فيه الأطفال الصغار في بورسعيد والسويس يطئون تلك القرارات وبأحذيتهم.. عندما تنظر إلى كل هذا بقليل من التأمل تدرك حقيقة العبث الذي تعيشه البلاد الأن، وتدرك أيضا أن هذا النظام يخسر مساحات كبيرة من الملعب السياسي في كل يوم يخرج فيه أحد رجاله لمجرد التحدث إلى الناس.

 

يجب على المعارضة إذن أن تنتهز الفرصة، وأن تتحلى بمزيد من المسئولية في مواجهة هذا التخبط الذي يعاني منه النظام، كما يتعين عليها أيضا أن تستغل خسارة ذلك النظام لقطاعات عريضة من مناصريه نتيجة لسياساته وممارساته، وتوظيف ذلك للحشد ضد تلك السياسات الممارسات، وللسعي لبناء معارضة جادة عن طريق طرح البدائل بصورة مستمرة، حتى تتبلور تلك الرؤية لدى المواطنين العاديين اللذين بدأوا يشعرون بأن سمة شيء لن يحدث، وأنه ليس هناك سمة ضوء في نهاية النفق.

الدستور الاصلى

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى