الأخبار

عضو بـ«الإرشاد» يقدم تقاريرعن الإخوان لـ«السفارة الأمريكية»

128110_660_3401619_opt

 

قال الدكتور عبدالرحيم على، مدير المركز العربى للبحوث والدراسات والخبير فى حركات الإسلام السياسى، إن تنظيم الإخوان يدرك تماماً أن نهايته ستكون فى تظاهرات 30 يونيو، مشيراً إلى أن أحد أعضاء مكتب الإرشاد يقدم تقارير بصفة دورية للسفارة الأمريكية عن التنظيم من الداخل مقابل راتب شهرى، مضيفاً: «عصام العريان متهم بالتخابر فى قضية اقتحام سجن وادى النطرون».

وأضاف عبدالرحيم، فى حوار لـ«الوطن»، أن أجهزة الدولة رصدت ما جرى فى لقاء المهندس خيرت الشاطر، نائب مرشد الإخوان، مع آن باترسون السفيرة الأمريكية، قائلاً: «أمريكا نصحت الإخوان بالتهديد بثورة إسلامية حال خلع الرئيس محمد مرسى من منصبه».

■ كيف رأيت خطاب الرئيس مرسى الأخير؟

– رأيته خطاباً ضعيفاً كان محمّلاً بالخوف الشديد من مظاهرات 30 يونيو، يملؤه الخوف والرعب من القوات المسلحة، ولعلك رأيت كيف كان يُداهن قادة الجيش كما كان يداهن القوى الثورية، لأنه يدرك وجماعته أنهم فقدوا شعبيتهم وشرعيتهم، والشعب لم ينطلِ عليه حديث الإفك الذى كان يقوله، فضلاً عن تدنى خطابه لدرجة لم يسبق لها مثيل فى خطابات الرؤساء.

■ وكيف ترى مشهد مليونية «الإخوان» تحت شعار «لا للعنف» بميدان رابعة العدوية، والرسائل التى أرادوا توصيلها قبل مظاهرات 30 يونيو؟

– يجب أن نرد أولاً على فكرة الأعداد والحشود، والقصد من مليونية رابعة العدوية هو إرهاب الناس قبل تظاهرات 30 يونيو، لكن لا بد أن نقرأ المشهد جيداً، وما يقولونه بأن الأعداد كانت 2 و3 ملايين، أولاً: ما يسمى بالمليونية حشدت أنصارها من الإسكندرية حتى أسوان، بأتوبيسات مخصوصة جمعتها الجماعة الإسلامية، بقيادة عاصم عبدالماجد، وهو كل ما يستطيع أن يفعله «الإخوان» من وسائل حشد مختلفة. ثانياً: مكان المليونية كان فى رابعة العدوية، وهو 50 متر فى 50 متر، يتفرع منه 4 شوارع، وهى: شارع الطيران فى الاتجاهين، وشارع النصر، والمقاييس التى أتحدث عنها رفعتها أجهزة سيادية مساء الجمعة، والغرض معرفة حجم هؤلاء ومعرفة قدرتهم على تنفيذ تهديداتهم، الأهم من ذلك هو أن إجمالى ما جرى حسابه وقياسه خلال المليونية هو ما يقرب من 46 ألف متر مربع، والمتر المربع يسع ما بين 2 إلى 3 بالتقريب، والعدد هو من 90 ألفاً إلى 140 ألفاً، وهو أكبر عدد تستطيع «الإخوان» حشده فى ظل تدنى وهبوط شعبيتهم.

■ لماذا فى رأيك حدث تدنٍّ لشعبية الإخوان؟

– كل أجهزة المعلومات فى مصر رصدت تذمراً غير طبيعى داخل «الإخوان» بدأ من 15 يوماً ووصل إلى ذروته بين القاعدة حول فكرة تقسيم الوطن، هل يسعى «الإخوان» لتنفيذ أجندة أمريكية بتقسيم مصر إلى دويلات؟ هذه القضية تشغل الكادر الإخوانى فى المحافظات بشكل كبير، ويخافون أن يحمّلوا هم وأبناؤهم مسئولية تاريخية لخطأ قيادات مثل خيرت الشاطر ومحمود عزت، ومن ثم رفضوا رفضاً قاطعاً الخروج من منازلهم والمشاركة فى مليونية الجمعة، اعتقاداً منهم بأمرين؛ إما أن الناس ستحرق منازلهم، وهذا وصل إلى ناس كثيرة، أو أن قياداتهم يقسمون الوطن، وهناك صراع رهيب يحدث الآن ظهرت بوادره من يوم 21 فبراير الماضى حين كشفنا عن وثيقة «الشاطر»، وكان جزءاً من المسألة أن هناك نوعاً من الامتعاض والتأثير الإعلامى العكسى على الكوادر الإخوانية، وأنه يجب أن يثق الإخوان فى القيادة، لكن هناك عدم ثقة شديد فى كل تحركات الإخوان الآن، خصوصاً فى العلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية، فـ«الإخوان» تربوا على كره أمريكا، والآن تجد «الشاطر» يلتقى السفيرة الأمريكية، وللعلم جرى رصد اللقاء بالكامل.

■ هل الجهات السيادية ترصد ما يفعله أنصار الرئيس؟

– الرئيس «مرسى» منتخب، وقائد السلطة التنفيذية، ألا يمنع ذلك أن يكون من بين أنصاره جواسيس، أو إرهابيون؟ الأجهزة لا تغض الطرف عن هذا، ومن ثم كل أجهزة المعلومات كانت فى قلب ميدان رابعة العدوية لرصد الصغيرة قبل الكبيرة، لأن أى جهاز معلومات هو ملك للدولة وليس لرئيس أو جهة، ويمكن أن يخون الرئيس نفسه وطنه وأمته، أجهزة المعلومات تعمل على الجميع ولصالح مصر، تضع أمام متخذ القرار المعلومات، وهو ما فعله اللواء مراد موافى، مدير المخابرات السابق، حين أبلغ الرئيس مرسى بأن هناك عملية لقتل الجنود، وتعامل الرئيس مع الأمر بوضع الملف فى الأدراج ثم حدثت العملية، وأقيل بالإضافة إلى المشير حسين طنطاوى والفريق سامى عنان، ولا ننسى أن الرئيس الأسبق أنور السادات كان يطلق على الجماعات الإسلامية لقب أبنائى وأنه الرئيس المؤمن لدولة مسلمة، فغض الطرف بأمن الدولة عنهم حتى فوجئ الجميع باغتياله عن طريق أبنائه فى 6 أكتوبر، منذ ذلك التاريخ تغيرت مفاهيم الأجهزة الأمنية، بأنه «مافيش حاجة اسمها أبناء الرئيس، ولا حاجة اسمها الحزب الوطنى ولا (الإخوان) أو الحرية والعدالة»، مش ممكن يبقى فيه جاسوس فى أعلى قمة الجماعة، وهذا موجود، وترصده أجهزة معلومات، وهو عضو مكتب إرشاد يتعامل مع الأمريكان ويقبض كل شهر مرتباً نظير ذلك، وسكوبى، السفيرة الأمريكية السابقة، سلمته لآن باترسون، السفيرة الحالية، خوفاً من أن يرصده المجلس العسكرى، وبالفعل جرى رصده، ويقدم تقارير عن «الإخوان» بصفة دورية ويومية وأسبوعية وشهرية للسفارة الأمريكية.

■ هل ما زال موجوداً هذا العضو حتى الآن؟

– موجود ويتقاضى راتباً، ولسانه طويل، وقل أدبه على دولة عربية فى مجلس الشورى، وجهاز المعلومات يتابع، ووقت اللزوم ياخد قرارو، على سبيل المثال، وفى أثناء الثورة، اتصل عصام العريان برمضان شلح، وطلب منهم المساعدة فى فتح السجون، وكانوا قد اتفقوا مع حماس وأرادوا أن يتفقوا مع تنظيم الجهاد، لكن ضابطاً برتبة عميد بأمن الدولة سجل هذه المكالمات وكتب محضراً من 51 صفحة، قدمها فى الجلسة الماضية فى قضية اقتحام السجون بوادى النطرون، وكان قد سبق أن قدمه لنيابة أمن الدولة، يتهمه فيه بالتخابر مع تنظيم الجهاد.

والشهود الذين استدعوا فى قضة هروب الرئيس مرسى من سجن وادى النطرون قالوا كيف هرب وكيف جاءت 50 عربة ميكروباص كل عربية محملة بـ5 أشخاص مسلحين، وكيف استدعوا البلدوزرات من أحد المقاولين الإخوان القريبين من منطقة السجون، وضابط أمن الدولة قال فى القضية كيف اتصل قيادات «الإخوان» بعناصر غزة وطمأنتهم بشأن نجاح العملية.

■ ما رسائل مليونية «لا للعنف»؟

– «الإخوان» لديهم اعتقاد ويقين وإيمان قاطع بأن هذه هى أيامهم الأخيرة، يقولون هذا فى اجتماعاتهم السرية ولكوادرهم، ويطلبون منهم الصبر والثبات أمام أى محنة يواجهونها، وهو أمر مشابه لما حدث بعد اغتيال النقراشى مباشرة، عندما وزعت أوراق داخل وخارج السجون تؤكد ضرورة الصبر على المحنة، وعند محاولة اغتيال عبدالناصر، والآن الأمر يتكرر لأنهم بصدد محنة جديدة صنعوها بأيديهم، لذلك نحن نؤكد أن الفرصة لم تضعْ بعد، وأن بإمكانهم أن يحكّموا العقل، والمحن ليست ربانية فقط بل يمكن أن يضع الإنسان نفسه فى محنة، ويستطيع أى عاقل أن يوقف محن جماعته ومحنة شعبه وأمته وبلده بقرارات حكيمة عاقلة تعيد الأمور إلى صوابها.

■ لكن الشاهد طوال عام حكم الرئيس مرسى وجماعته لا يقول ذلك.

– مضبوط، لكن العاقل يعلم هذا، لكن الفكر الكربلائى ما زال يسيطر عليهم، وأنه إذا ما حدث شىء حتى لو كان بأيدينا فهو محنة يجب تحملها، وهو فكر كربلائى يتبناه المرشد العام وخيرت الشاطر ومحمود عزت، وهو فكر «هيودى الجماعة فى 60 داهية»، ويستدعى الرضا باقتتال الشعب وتقسيم الوطن، وهذا غير صالح دينياً ولا أخلاقياً، يجب أن يقفوا أمام المرآة ويقيّموا الأمور ويراجعوا أنفسهم، لأن مؤسسات الدولة والشعب المصرى لن يسمح لهم، وأحذر من محاولات المساس بالأقباط فى هذا اليوم، لأن مصر لا تعدم «الرجالة»، ولديها جيش حارب فى 48 و67 و73، ولا تعبأ بكلام البلتاجى «دا كان لابس بامبرز فى 1967»، هؤلاء الناس قاتلوا بشرف فى 67، وتم الغدر بهم، وردوا بعد 16 ساعة من الهزيمة بمعركة رأس العش، وسلاح الطيران المصرى لقن الإسرائيليين درساً لن ينسوه بعد الهزيمة بـ3 أيام، والصاعقة المصرية أعطت درساً كيف تكون رجلاً وليس كيف تكون إمعة أو خروفاً، بتعابير بلدك وولاد بلدك.

■ كيف تقرأ هذا الهجوم، هل هو سلوك فردى؟

– لا، «الإخوان» مرعوبون من القوات المسلحة، والجيش يغلى، وهو بركان من غضب، القيادة عاقلة وتعلم أن الأمريكان يريدون أن يجروا مصر إلى التقسيم، الجيش لا يحسب قوة «الإخوان» ولا عاصم عبدالماجد أو غيره، بل يحسب أبعاد اللعبة كلها مع الأمريكان، عاصم عبدالماجد «اتحط فى شوال سنة 1981، هو نسى نفسه ولّا إيه؟»، الآن تستأسد أمام رابعة العدوية؟ وأنا أحيله على زملائه فى السجن، عندما كان يقول لهم: «يرضى عنى الحاج أحمد رأفت»، ويقول: «اللى هتكتبه سعادتك همضى عليه».

صفوت عبدالغنى زميل دراسة، وعزمته بمناسبة رسالة الدكتوراه، فى بيتى، ولم يأتِ أو يرد على تليفونى، واتصل بى أحمد رأفت يقول لى: «مش قبل ما تعزم صفوت تقولى عشان أنا مانعهم يروحوا أى مكان»، كانوا بياخدوا الأمر من أمن الدولة، عاصم عبدالماجد لم يكن يستطيع زيارة أخيه فى المنيا دون تصريح من مفتش مباحث أمن الدولة، «النهارده عامل دكر، ونهايتك ستكون حين تتطاول على أى مصرى».

■ كيف ترى دور الجماعة الإسلامية الآن مع «الإخوان»؟

– أثناء وقبل انتخابات الإعادة بين الرئيس مرسى والفريق أحمد شفيق، التقى بى 2 من الجماعة الإسلامية فى منزلى، يتحدثان عن فكرة لماذا لا يرشح الجيش سامى عنان أو المشير طنطاوى، وكانت هذه رؤيتهم، وقيادى بالجماعة الإسلامية اتصل وقال لنا: أقسم بالله أن «الإخوان» أسوأ من اليهود. وقلت لهم إن الفريق شفيق رجل جيش ومرشح نفسه، قالوا يأتى لنا بتفويض من الفريق والمشير. باختصار هؤلاء كان يحركهم أمن الدولة بالريموت كنترول، وكانوا يعرضون على أمن الدولة يومياً أثناء الـ18 يوماً للثورة بأنهم على استعداد لفض ميدان التحرير فى أى لحظة، ورفضت أمن الدولة فكرة استخدام العنف، لأن الرئيس السابق حسنى مبارك كان يرفض ذلك، هم الآن يكررون هذا لصالح الإخوان والرئيس «مرسى» والتصدى للمعارضة.

■ ماذا عن حزب الوسط الذى يدعم أيضاً الرئيس «مرسى» وجماعته؟

– للأسف أنا دافعت ودعمت حزب الوسط، وكنت أقاتل كل الأطراف، وكان يكتب الدكتور رفعت السعيد رئيس حزب التجمع السابق أن «الإخوان» أسسوا حزب الوسط للمهندس أبوالعلا ماضى، وقلت إن ما حدث انشقاق طبيعى لشباب ينتمى للفكر الوسطى، وكتبت مقالا شهيرا عن التجربة الوسطية فى مصر مقارنة بتجربة أردوغان فى تركيا.

وأبوالعلا ماضى وعصام سلطان كانا يأتيان لبيتى للتوسط لدى صفوت الشريف وزكريا عزمى، أو التوسط لأمن الدولة واللواء أحمد رأفت، وكانت الحجة التى يقدمونها هى تدمير جماعة الإخوان، ويؤكدون أنهم بإنشاء الحزب يستطيعون تدمير الجماعة وسحب كل كوادرها، وليس سراً أن أبوالعلا ماضى ووفداً معه، طالبوا بمقابلة الرئيس مبارك وقدموا تهنئة له ووقعوا فى دفتر الزيارات، وقابلوا زكريا عزمى لمدة دقيقة، وقال لهم أنا هوصل الورق للرئيس.

■ ماذا عن رؤية أمن الدولة بخصوص حزب الوسط؟

– رؤية أمن الدولة كانت أن هؤلاء لو أنشأوا حزباً فهم رديف يحاول نيل الشرعية، وهم جزء أصيل من جماعة «الإخوان»، والجناح السياسى لهم، وكانت وجهة نظرى حينها أن روح التآمر هذه ليست صحيحة ويجب أن تنتهى من جهاز أمن الدولة، وقابلت نائب رئيس الجهاز، واطلعت على أوراق تأسيس الحزب التى كان ضمنها أنهم سيأتون بالدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، وطلبت أن نطرح هذا على المجتمع للنقاش، واتصلت بأحد مساعدى الرئيس وطلبت مكالمته لأمر عاجل، وكلمت الرئيس السابق وشرحت له جميع الأوضاع، ثم اتصلت بأبوالعلا ماضى، وقلت له «الرؤية دى للحزب، وهخلى صحفى ينشرها فى أحد الجرائد، والصحفى هيتصل بيك علشان يجرى حوار»، ونشرنا هذا الكلام. فقد خضت صراعاً مريراً من أجل حزب الوسط، لنفاجأ اليوم أن ما قاله ضابط أمن الدولة يجرى تنفيذه بالحرف.

فحزب الوسط بقياداته يعتبر أن الدكتور سليم العوا هو الأب الروحى لهم، فوجئت بهم يؤيدون «أبوالفتوح» فى الانتخابات، لكن بعد خسارته اتجهوا إلى الرئيس مرسى، فأبوالعلا ماضى وعصام سلطان ينفذان ما يقوله «الشاطر» فوراً.

■ ماذا عن قصة هجوم رئيس حزب الوسط على المخابرات؟

– قصة هجوم أبوالعلا ماضى على المخابرات جاءت حين التقى الرئيس «مرسى» بالجهاز وسألهم كم عددكم، فردوا أن الأهم من العدد هو حجم المتعاونين مع الجهاز، وسأل عن عددهم قالوا إنهم 360 ألف متعاون، وجلس بعدها «مرسى» مع «أبوالعلا» وقال له: «تخيل المخابرات عندها 360 ألف مرشد بلطجى»، وقال أبوالعلا ماضى إن هؤلاء هم من ظهروا عند قصر الاتحادية، وهكذا يستخدم حزب الوسط لضرب أكبر جهاز وطنى، وأنا أسأل لماذا فعلوا المستحيل كى يقابلوا اللواء عمر سليمان رحمه الله، ووسّطوا طوب الأرض والراجل رفض يقابلهم؟ أنا كلمت عمر سليمان، وقال لى أنا ماليش دعوة، ومهدى عاكف نفسه قال لى: سنعطيك ما تريده كى تجعلنا نجلس مع جمال مبارك، وقلت له إن مكرم محمد أحمد هو الأجدر بذلك، ورد الأخير برفضه قائلا: «أنا ما اضمنهمش».

وفى يوم اتصل بى اللواء أحمد رأفت، نائب رئيس جهاز مباحث أمن الدولة السابق، وقال لى: «شايف اللى بيعمله (عصام)؟ طول الوقت قاعد مع (البرادعى)»، اتصلت بالمهندس أبوالعلا ماضى وسألته فى الأمر، أقسم بالله إن عصام سلطان موجود مع «البرادعى» لكى يقلص ويقوض من الرجل، كى لا ينقلب على شرعية الرئيس. وجهاز أمن الدولة طلب منهم الترشح لانتخابات برلمان 2010، وجلس معى فى منزلى «ماضى»، وقال لى: «هفكر وأرد عليك»، وكانت فى نفس الوقت جماعة الإخوان حسمت أمرها باتفاق وجلوس المرشد العام لهم بصحبة محمد مرسى والكتاتنى مع قيادات أمن الدولة، وجرى الاتفاق على 45 مقعدا فى جلسة مع اللواء حسن عبدالرحمن، استمرت 3 ساعات، وكان الهدف هو شق صف المعارضة ومقاطعة الجمعية الوطنية للتغيير التى قاطعت الانتخابات، وحدث هذا، وعقد المرشد محمد بديع مؤتمرا صحفيا للإعلان عن هذا.

■ كيف يرى الجيش والمعارضة والإخوان يوم 30 يونيو؟

– «الإخوان» سيتعاملون معه بمنطق الجلد السميك، وبتنازل واحد فى لحظة واحدة، ولن يقدموا أكثر من ذلك، وسيكون هذا بعد أيام من المظاهرات، وهو ما يعنى انهياراً وارتباكاً فى الجماعة والرئاسة وتراشقاً من كل طرف، ومكتب الإرشاد يحمل الرئيس المسئولية والكل مرتبك وتنهار هذه السلطة، ولغاية آخر دقيقة ستبدو لك سياسة الجلد السميك، والصبيان «بتوعهم» وهم حزب الوسط، سيخرجون ويقولون إنهم نصحوا «الإخوان»، وأن طريقة إدارتهم للأزمة كانت خطأ، وإذا الجماهير كانت بالملايين سينضم إليها على الفور حزب النور.

أما الجيش فهو يغلى، ومكلف بحماية الأمن القومى الداخلى والخارجى، وسيصدر بياناً يقول فيه إنه يؤيد ما ينادى به الشعب، وقد يقبل أن يدعو الرئيس قبل 30 يونيو لانتخابات مبكرة، أما بعد 30 يونيو فلن يقبل منه شيئاً. أما المعارضة فتولد من الشارع، ولا مكان للمعارضة فى 30 يونيو بما فيها جبهة الإنقاذ، وهناك أطروحات بعمل جبهة لما بعد «مرسى»، والحدث المقبل سيصنع الشعب المصرى فى كل مكان، وهناك احتمال أن يدخل الشعب فى عصيان شامل بعد 48 ساعة، الشعب «يخلص» مهمته بإسقاط النظام وما فعله، ثم يأتى رئيس المحكمة الدستورية، حسبما ينص الدستور، وفترة انتقالية مدتها 6 أشهر، يجرى خلالها الانتخابات، بعد وضع دستور للبلاد، وتنتهى هذه الفترة العصيبة.

■ كيف تتعامل الدولة الجديدة مع تيار الإسلام السياسى؟

– بالقانون والدستور الحالى أو السابق، كانت تتحدث عن أنه لا وجود لأحزاب على أساس دينى، علينا أن نعود إلى ذلك، ووجود جماعة غير شرعية مثل «الإخوان» إما أن تقنن أوضاعها أو تصادر، لا أحد يدعو للانتقام، يجب التعامل مع القانون وأن يأخذ مجراه، وأؤكد أنه لن يلجأ تيار الإسلام السياسى لحمل السلاح مرة أخرى.

■ البعض يقول إن «الإخوان» يتجسسون على معارضيهم من خلال تسجيلات الصوت؟

– «الإخوان» لم يأتوا بأجهزة تسجيلات، هم يراقبون الاتصالات عن طريق أحد 4 أجهزة فى مصر تتمكن من ذلك، و«الإخوان» سيطروا على أحد هذه الأجهزة، وهناك ضابط سهّل لهم ذلك، وكان مفصولاً قبل الثورة ثم عمل مستشاراً للدكتور محمد محسوب أثناء توليه الوزارة، والجهاز يسجل لكل الناس لصالح الإخوان، وعن الأسلحة فقد حاولوا كثيراً وكانت أجهزة الأمن تتمكن من ضبطها ومعرفة أماكنها وطريقة دخولها، وهم يعمدون إلى تشويه المعارضين بقضايا الفساد فى محاولة لإجهاض ثورة 30 يونيو، و«الإخوان» فى إطار استعدادهم للتظاهرات يرتبون أماكن تبادلية بحيث لا يبيت كل قيادى فى مكان واحد لنفس الوقت، وهذا يدل على خوفهم من أجهزة الدولة وخصوصاً الأمنية، والمفاجأة أن أجهزة الأمن تعلم ذلك جيداً.

وخيرت الشاطر طلب مقابلة رئيس جهاز معلوماتى وذهب إلى مكتبه فوجد أمامه الوزير الذى يرأس رئيس الجهاز، والرسالة أنه «ماتلعبش بديلك»، والجيش رفض قبول 2000 مجند لانتمائهم إلى تيارات سياسية.. الغرب يدرك أن «مرسى» سيرحل، بريطانيا ستعلن يوم 1 يوليو تأجيل زيارة «مرسى» لبريطانيا، وشركة نفط كبيرة ستعلن خروجها وسحب استثماراتها من مصر، وهذا سيسبب أزمة وقود كبيرة.

 

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى