الأخبار

قطر وبطولاتها وخلافاتنا

157

 

 

 

كأن لعبة الإسكواش فى مصر أرادت الاحتجاج عمليا على كل هذا التجاهل وعدم الالتفات إليها بما يليق بنجاحاتها وانتصاراتها.. ففازت، أمس الأول، ببطولة العالم التى استضافتها الدوحة، وأصبح رامى عاشور بطلا للعالم للمرة الثالثة بعد فوزه فى النهائى على محمد الشوربجى، المصرى أيضا، والمصنف الأول عالميا.. واكتشف الجميع الذين أقاموا الدنيا ولم يقعدوها وملأوها صخبا وضجيجا، سواء لقبول أو رفض مشاركة كرة اليد والسباحة فى بطولتى العالم فى الدوحة، أنه كانت هناك لعبة ثالثة لم يتذكرها أى أحد.. وهذا يعنى أن الذين هاجموا مشاركة كرة اليد فى بطولة العالم فى الدوحة أو الذين دافعوا ورحبوا بقرار اتحاد السباحة بالاعتذار عن عدم المشاركة فى بطولة العالم أيضا فى قطر لم يكونوا يلتفتون لقضية المشاركة أو عدمها، ويعلنون موقفهم ورأيهم بشكل عام، وإنما كان هؤلاء كأنهم يشاركون فى أى صخب دائر حسب الذى تطاله أعينهم وألسنتهم أو بمحض الصدفة فقط.. والمعنى الثانى هو أن لدينا ثلاثة اتحادات رياضية فوجئت بإقامة بطولات العالم فى لعباتها فى العاصمة القطرية.. وافق عاصم خليفة، رئيس اتحاد الإسكواش، ووافق خالد حمودة، رئيس اتحاد اليد، ورفض ياسر إدريس، رئيس اتحاد السباحة.. وهو أمر رائع لمن يعيد تأمل مواقف هذه الاتحادات الثلاثة.. فهذا يعنى أن الدولة أو الحكومة المصرية ووزيرها للرياضة لم يتدخلوا فى القرار وتركوا لكل اتحاد رياضى حرية المشاركة أو رفضها.. وهذه بداية لحياة رياضية جديدة تخرج فيها الاتحادات من زنزانة الحكومة ومن زنزانة السياسة الرسمية للدولة أيضا.. وبمناسبة السياسة.. وسواء تمت المصالحة السياسية بين مصر وقطر أو لم تتم.. فهذا لا يعنى مبررا لأى تدخل حكومى فى قرار وحرية أى اتحاد.. وأتمنى من أصحاب ونجوم هذا الإعلام الزاعق والصارخ دوما أن يهدأوا قليلا وأن يدركوا أخيرا خرافة مقولة الأبيض أو الأسود.. فلا أحد منا يستحق أو ممكن أن نصفه بالأبيض تماما أو الأسود تماما.. أو أى شىء أو أى دولة أيضا.. فنحن ممكن أن نرفض سياسة قطر أو إعلامها المعادى لمصر.. لكن دون أن يتحول هذا الرفض إلى مبرر لإهالة التراب على كل ما هو قطرى أو التطرق لأمور خاصة وشخصية لا علاقة لها بالسياسة أو الرياضة.. ومن الممكن أيضا أن نقبل المصالحة السياسية مع قطر دون أن تجبر تلك المصالحة أى أحد منا على عدم الحديث عن استحقاق قطر لاستضافة مونديال 2022.. فمثلما تغيرت سياسة الدولة وباتت تسمح للاتحادات الرياضية بحرية القرار والاختيار.. لابد أن يتغير إعلامنا أيضا فيكف عن الصراخ والمبالغة والاستمتاع بحرية التجاوزات والإهانات التى قد تلحق بأى أحد.. وليس الذى يؤيد المشاركة الرياضة فى أى بطولة قطرية إنسانا فاسدا أو مرتشيا أو خائنا للوطن.. وليس الذى يرفض تلك المشاركة إنسانا أحمق أو غبيا أو جاهلا.. فهى فى النهاية آراء ووجهات نظر لابد من احترامها كلها واحترام أصحابها لتسترجع مصر بعض فرائضها الغائبة مثل التفكير والحوار والاحترام.

[email protected]

المصرى اليوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى