الأخبار

شكراً للنادى الأهلى

 

167

 

 

أسباب ودوافع كثيرة جداً كانت وراء قرار مجلس إدارة النادى الأهلى التقدم بطلب رسمى لإقامة مباراة ودية فى مدينة ميونيخ الألمانية بين بايرن ميونيخ والأهلى، ويُخصص دخلها بالكامل لمصلحة اللاجئين السوريين.. وهى بالمناسبة نفس الأسباب والدوافع التى تدفعنى لتوجيه كل الشكر والاعتزاز والاحترام لمحمود طاهر، رئيس الأهلى، وكل شركائه وزملائه فى مجلس الإدارة وفى هذا القرار أيضاً.. وقد قال لى محمود طاهر إنه اعتاد طيلة الأيام القليلة الماضية أن يبدأ يومه بقراءة آخر أخبار العالم السياسية والرياضية..

وبدأ ينتبه إلى أن اهتمام الأندية الكروية الكبرى فى أوروبا بملف أو مأساة اللاجئين السوريين هناك تحول إلى أخبار وتقارير صحفية وتليفزيونية تخرج للناس كل صباح ومساء.. وأنه إذا كانت الحكاية قد بدأت بجماهير هذه الأندية ترفع فى ملاعب أوروبا لافتات تدعو الحكومات لفتح الأبواب أمام المعذبين السوريين الذين فقدوا الوطن والأمن والحياة.. فقد تحول الأمر بمنتهى السرعة إلى قرارات رسمية لإدارات هذه الأندية.. سواء كان بتقديم الدعم المالى المباشر مثل ريال مدريد الذى قرر تخصيص مليون يورو لمساعدة لاجئى سوريا فى إسبانيا.. أو لعب مباريات ودية يُخصص دخلها لمصلحة هؤلاء اللاجئين فى كل بلدان أوروبا مثل بايرن ميونيخ وسلتيك الأسكتلندى.. أو فتح أبواب الملاعب أثناء المباريات الرسمية أمام اللاجئين السوريين مجاناً مثل نادى بروسيا دورتموند..

وقال لى محمود طاهر إنه كان يقف أمام كل هذه الأخبار والحكايات وغيرها متسائلاً عن دور النادى الأهلى.. وأدرك أن مصر لا ينبغى لها أن تبقى بعيدة عن هذا التجمع الكروى العالمى من أجل سوريا ولمصلحة لاجئيها وأهلها.. فكان القرار من مجلس إدارة الأهلى بطلب لعب هذه المباراة الودية مع بايرن ميونيخ على أن يتحمل الأهلى نفسه كل تكاليف سفره وإقامته تاركاً إيراد المباراة بالكامل لمصلحة اللاجئين السوريين سواء عن طريق بيع تذاكرها أو حقوق بثها تليفزيونياً.. قال لى طاهر أيضاً إن الأهلى اختار بايرن ميونيخ تحديداً ليلعب أمامه هذه المباراة الودية ليس نتيجة اتفاقية التوأمة القديمة بين الناديين..

إنما لأن بايرن ميونيخ هو أول وأكثر الأندية الأوروبية تضامناً مع هؤلاء اللاجئين ولايزال يريد جمع أكثر من مليونى يورو عن طريق هذه المباريات الودية.. ولأن ألمانيا هى أكثر بلد أوروبى يفتح أبوابه أمام اللاجئين السوريين.. ولأن الأهلى فى ميونيخ سيصبح بمثابة رسالة شكر مصرية وعربية للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التى كسرت القوانين فى بلادها من أجل استقبال هؤلاء السوريين المهاجرين والضحايا..

ولأن الإخوان المقيمين فى ألمانيا لايزالون يحاولون استغلال هذه الأزمة الإنسانية فقط لمهاجمة السيسى وانتقاد مصر لعدم اهتمامها وتعاطفها.. ولكل هذه الأسباب كان قرار الأهلى الذى أراد أن يقول لأوروبا إن المصريين أيضاً يهتمون بما يجرى، وأنهم بعد لم يفقدوا إنسانيتهم وتعاطفهم رغم كل ظروفهم.. وهذا هو الدور الحقيقى الدائم للأهلى الذى يقف مع كل قضايا بلده وأمته العربية دون أى صخب وصراخ ومزايدة.. إنما بمنتهى الحب والصدق والاقتناع والاحترام أيضاً.

 

 

المصرى اليوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى