الأخبار

الأمن تعامل بـ«استهتار»

236

قال عدد من مشايخ وقبائل سيناء، إن العمليات الإرهابية التي استهدفت كمائن للجيش في سيناء، اليوم الأربعاء، وقعت نتيجة خلل أمني، موضحين أن المواجهات المسلحة بين الجيش والإرهابيين ترتكز أغلبها في الشيخ زويد ورفح، وتدور في مساحة لا تتجاوز “50 إلى 20 كيلو متر، من المساحة الإجمالية لسيناء التي تبلغ 61 ألف كيلو مترًا، وأردفوا أن الأجهزة الأمنية لم تلتفت للمعلومات الدقيقة التي قدمها شيوخ سيناء عن أماكن تمركزات الإرهابيين.

وذكر الشيخ عيسى الخرافين، عضو جمعية مجاهدى شمال سيناء وشيخ قبيلة الرميلات، أن ما حدث من تفجيرات لبعض كمائن الشيخ زويد يكشف عن الخلل الأمنى، مؤكدًا أن الإرهاب الذي تواجهه مصر يستدعي وضع خطة استراتيجية واضحة المعالم، بالتنسيق مع كافى أجهزة الدولة، بالأخص مشايخ وعواقل سيناء، لافتًا إلى أن الأخيرينطالبوا الأجهزة الأمنية أكثر من مرة بالمشاركة في مهام دحر الإرهاب، وتقديم كل أوجه الدعم والمساعدات باعتبارهم الأكثر دراية بأماكن الاختباء، وتحركات تلك الجماعات المتطرفة، التي تستهدف النيل ليس من سيناء بحسب بل من مصر وجموع المصريين، لأنها تعمل على تنفيذ أجندات غربية، وأشار إلى أن بعض المشايخ قدموا بالفعل معلومات دقيقة ومؤكدة عن أماكن اختباء بعض تلك العناصر الإجرامية، إلا أن “أجهزة الأمن تعاملت مع تلك المعلومات باستهتار شديد فذهبت جميعها فى مهب الريح”، على حد تعبيره.

وأكد عيسى، في تصريح لـ”التحرير”، أن تنظيمات إرهابية مختلفة تعاونت لتنفيذ تلك العمليات، منوهًا بمفاجأة وهي أن الطائرات الحربية تأخرت وتحركت في الصباح مع شروق الشمس، رغم بدء الهجوم قبل السادسة صباحًا، مطالبًا بتواجد الطيران بشكل متواصل على مدار الـ 24 ساعة مع الأخذ بمعلومات المشايخ، وفتح باب من التعاون الفعلي مع القبائل للقضاء على تلك البؤر الإرهابية، وإلا ستغرق سيناء فى مزيد من العمليات الإجرامية التى تودي بحياة افراد وضباط أبناء الشعب من الجيش والشرطة.

ونوه الخرافين بأن هذه الأحداث تأتي بعد أيام قليلة من إفطار الأسرة المصرية، الذي أقامه الرئيس عبد الفتاح السيسي مع قيادات وقبائل سيناء ومطروح، وعلى رأسهم رئيس مجلس القبائل صميدة، ونائبه أحمد رسلان، والمجاهد عبد الله جهامة، وبحضوره أيضًا، مؤكدًا أن الإفطار رغم أنه جمع الكثير من عواقل القبائل، إلا أنه تجاهل قضايا الإرهاب، واقتصر على تهنئة الرئيس للحضور ثم الإفطار، وبعدها صعد على المسرح، وألقى كلمة استغرقت قرابة الـ 10 دقائق، حول خطة الحكومة خلال الفترة المقبلة لاستكمال بعض المشاريع في سيناء خاصة، مشروعات مد التيار الكهربائي في سيناء، كما تحدث عن الانتخابات البرلمانية، متجاهل الحديث عن ملف الإرهاب، برغم أنه كان متوقع أن يتناول الحديث النقاش فيه، وعرض مساعدات القبائل فى هذا الملف، إلا أن أفراد الحرس الخاصة بالرئيس لم يحبذوا القاء كلمة عن الأوضاع الخاصة بسيناء.

وفيما ذكر الشيخ على فريج، رئيس مجلس حكماء القائل العربية، فى تصريحات لـ”التحرير”، أن المواجهات بين القوات المسلحة والجماعات والعناصر الإرهابية التكفيرية منحصرة في مساحة 20 كيلومتر فى 50 كيلو، رغم أن مساحة سيناء الكلية تبلغ 61 ألف كيلو مترا، وبالتالى فإن ما يحاول الارهابيين ترويجه حول سيطرتهم على سيناء أمر غير صحيح على الاطلاق، نظرًا للمساحة الضئيلة التي تدور فيها المواجهات المسلحة بسبب ملاصقتها للحدود، وكونها منطقة عالية الكثافة السكانية، وانتشار الأنفاق بصورة كبيرة.

وأوضح فريج أن الأوضاع في سيناء مطمئنة وأن الجيش يفرض سيطرته على كافة المناطق، موضحًا أن الجماعات الإرهابية تستخدم أسلوب الكر والفر في مواجهة الجيش، وتابع أن شبكات الاتصالات ضعيفة وهو ما يجعل من الصعب التواصل بين أهالى سيناء مع بعضهم البعض فى المدن المختلفة بسبب هذه المواجهات.

وفيما قال الشيخ موسى الدلح، شيخ قبيلة الترابين وأحد المشايخ الذين قادوا معارك ضد تنظيم بيت المقدس، أن ما يردده الارهابيين حول سيطرتهم على الشيخ زويد أمر غير صحيح على الاطلاق، لافتًا إلى أن الشيخ زويد ورفح لاتزالا تحت سيطرة الجيش، وأردف أن أهالي سيناء ليسوا مفزوعين أو فى حالة خوف كما يحاول القتلة والارهابين توصيفهم، موضحًا أن العمليات الارهابية لن تنال من عزيمة أهالى سيناء، وقال “قلنا أكثر من مرة عن هذه العمليات الإرهابية الخسيسة، وسنظل نحارب الإرهاب في سيناء حتى نقضى عليه”.

وأضاف، أن الجماعات الإرهابية تحاول استخدام أساليب مختلفة فى الهجوم على قوات الجيش، وتغيير مخططاتها طوال الوقت منعًا لاستهدافها.

 

التحرير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى