الأخبار

لعشاق الأرستقراطية

141

قليلة هي الأعمال الدرامية التي تتحول إلى ظاهرة عالمية، فتجد لها متابعين و«مهووسين» في بلاد كثيرة، ولن نذهب بعيدا لضرب الأمثلة؛ ففي بريطانيا هناك مثال ما زال في أوج بريقه وهو مسلسل «داونتن آبي» الذي يقدم حياة أسرة كرولي الأرستقراطية البريطانية في بدايات القرن العشرين، وبالموازاة يقدم حياة طاقم الخدم المقيم بالقصر الضخم نفسه. المسلسل الذي يستعد للعرض في موسمه الخامس هذا الخريف حظي بنسبة متابعة عالية جدا في بريطانيا، وصادف نجاحا ساحقا في أميركا، وحصدا عدد من جوائز التلفزيون الأميركية «إيمي»، بل أيضا نجحت هوليوود في استقطاب عدد من نجوم المسلسل للعمل في استوديوهاتها.

المسلسل استمد جزءا كبيرا من سحره بسبب تصويره في قلعة هايكلير بيوركشاير، وهي قلعة ضخمة بديعة المعمار تقبع في وسط مساحات خضراء شاسعة. وبالطبع، استفادت القلعة وملاكها الحقيقيون لورد وليدي كارنافون من الاهتمام الشعبي والإعلامي، حيث تقوم وكالات سياحية بتنظيم رحلات خاصة لعشاق المسلسل لزيارة القلعة ومشاهدة أماكن التصوير الحقيقية، وهي متعة قد لا تضاهيها متعة سوى فرصة العيش لساعات في الغرف الفاخرة التي شغلها أبطال وبطلات المسلسل. فيجري حاليا مزاد إلكتروني تقيمه دار «كريستيز»، بالتعاون مع ملاك هايكلير، يعرض للبيع 12 «تجربة» حياتية، تبدأ المزايدة فيها من 250 جنيها إسترلينيا، منها الإقامة بأجنحة النوم الخاصة ببطلات المسلسل، الليدي ماري والليدي إيديث والكونيسة كورا، وفرص للتجول في بعض غرف القلعة وفرصة لتناول العشاء مع بارونة حقيقية وجولة في مجلس اللوردات.

أطلقت «كريستيز» المزاد، الذي يقام بمناسبة الاحتفال بمرور مائة سنة على الحرب العالمية الأولى، يوم الجمعة، وسيستمر حتى 14 أغسطس (آب) الحالي، وتجري فيه المزايدة على الموقع الإلكتروني فقط على الـ12 «تجربة» وأيضا على بضعة مقتنيات من القلعة ترتبط بالحرب العالمية الأولى، التي تحتفل بريطانيا وأوروبا هذه الأيام بذاكرها. ويخصص ريع المزاد لصالح المؤسسات الخيرية الخاصة بالقوات المسلحة البريطانية وأيضا لمؤسسات تساند ضحايا الحرب منها أوكسفام.

من الفرص المعروضة للبيع، فرصة لثلاثة أزواج لتناول مشروبات ووجبة العشاء في قاعة الطعام الفاخرة، ثم قضاء الليلة في الأجنحة الخاصة بسيدات عائلة كرولي، ويتوقع أن تصل المزايدة على هذه التجربة إلى عشرة آلاف جنيه إسترليني. هناك أيضا فرصة لشراء جولة على غرف الاستقبال الرسمية في القلعة. كما تشمل القائمة فرصة زيارة الطابق الأسفل من القلعة حيث يقيم طاقم الخدم للعائلة، (رغم أن مشاهد المطابخ وغرف الخدم صورت في الاستديوهات خارج القلعة)، لكن هذا لا يهم فسيمكن مع قليل من الخيال أن يضع المشتري نفسه في المكان نفسه الذي شغله كبير الخدم في المسلسل (كارسون) والطاهية (مسز باتمور) ومساعدوهما. المزايدة ستكون على دروس في إعداد طاولة الطعام، يتوقع لها سعر مبدئي ألفي جنيه إسترليني، ودروس طهي مع الشيف المقيم بالقلعة بسعر ألف جنيه.

وإلى جانب المزاد، افتتح أمس في القلعة معرض ليوم واحد بعنوان «قصص مئوية»، يعرض فيه عدد من القطع المرتبطة بالحرب العالمية الأولى، منها ميدالية فضية لأفضل مزارع خضراوات خصصت لصالح جنود الجيش البريطاني في الحرب. وجدير بالذكر أن ليدي ألمينا كونيسة كارنافون الخامسة حولت القلعة إلى مستشفى لعلاج الجنود من مصابي الحرب العالمية الأولى وهو ما صوره المسلسل أيضا في موسمه الثاني.

 

الشرق الأوسط

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى