الأخبار

الكوميديا فى رمضان

158

نجحت الدراما الكوميدية هذا العام أن تحظى بنصيب من نسب المشاهدة، وسط عدد كبير من الأعمال البوليسية والاجتماعية، بعد عودتها بشكل استثنائى معتمدة على الطابع العصرى، لتتماشى من خلاله مع الواقع المصرى بمفرداته، ففى العام الرابع الذى يستمر فيه عادل إمام فى تقديم الأعمال الكوميدية بمسلسل «أستاذ ورئيس قسم»، تدخل المنافسة أسماء منها الجديد ومنها من يخوض تجربة الكوميديا للمرة الأولى، لتظل المنافسة مستمرة.

وقال الناقد الفنى نادر عدلى: «بالرغم من أن موسم الدراما الرمضانية هذا العام متنوع بشكل كبير، فإن الأعمال الكوميدية هى الأفضل، حيث إنها تسير فى خط واضح، وتعتمد على نفس الشخصيات، بالدخول فى أحداث جديدة دون تغير فى الأداء التمثيلى، وأسلوب المعالجة والإخراج، فعلى مستوى موسم درامى لا يتجاوز أربعة أعمال كوميدية، يعد مسلسل «يوميات زوجة مفروسة أوى» أفضلها، خاصة أنه مرتبط بواقع المرأة العاملة، وجاء ذلك من خلال أداء تمثيلى جيد، لأبطال غير متمرسين فى الأداء الكوميدى، إلا أنهم قدموا أدوات كوميدية مميزة، ولكن على الجانب الآخر ظهرت بعض الحلقات الجديدة بها شىء من الاستخفاف مقارنة بالحلقات الأولى».

 

وتابع «عدلى» فى حديثه لـ«الوطن»: «نجحت دنيا سمير غانم أن تقتنص فرصة فنية جديدة من خلال مسلسل (لهفة)، خلعت فيها ثوبها القديم، وقدمت مساحة أكبر لتقدم فيها أداء فنياً متنوعاً، وحجزت لنفسها مساحة بين الممثلات المصريات، بمزيج من خفة الظل والأداء الجيد، سواء الغنائى والتمثيلى أو الاستعراضى، كما أنها تعاملت مع المسلسل بمفهوم النجمة، ولكن وجود والدها ووالدتها وأختها ضمن أحداث المسلسل جعله أشبه بعمل عائلى، وبالرغم من تميز المسلسل فإن السيناريو والحوار كان على جانب كبير من الضعف، ويعد الفنان سامى مغاورى هو الحلقة الأقوى فى المسلسل، من خلال أداء تمثيلى قوى يستحق من خلاله لقب الأفضل، على عكس على ربيع، الذى يشارك فى 3 أعمال هذا العام، وحول ما يثار حوله هو أشبه بضجة فارغة، حيث إن أداءه متقارب فى الأعمال كلها، بجانب فقدانه القدرة على التعبير، وهو ما يجعل كونه نجم الكوميديا المقبل إشاعة مغرضة، أو أنه تعرض للظلم من جانب صناع العمل من خلال استغلاله فنياً».

وعلى الرغم من وجود عدد من الأعمال التى تعد خطوات جيدة فى طريق الدراما الكوميدية، يرى نادر عدلى أن هناك عدداً من الأعمال التى فشلت فشلاً ذريعاً، وقال: «مسلسل (لما تامر ساب شوقية) انتهى عمره الافتراضى رسمياً، وما يحدث محاولات فاشلة لإعادته مرة أخرى، فهو يقوم على عدد كبير من المبالغات والصراخ والأحداث والمفارقات المفتعلة، وللأسف الشديد يستمر أحمد مكى، خلال الجزء الخامس من (الكبير أوى)، فى محاولات استثمار نجاح شخصياته على مر السنوات السابقة، وهو ما حقق نتيجة عكسية، لذلك لا بد أن يبحث عن عمل جديد يعيده لمكانته كنجم، ويمسح به خطايا أعماله فى آخر عامين».

فى السياق نفسه، يقول الناقد محمود قاسم إن أعمال الدراما الكوميديا خفيفة ومتنوعة هذا العام بشكل كبير، إلا أنها غير ناجحة، ولم تكن مميزة على الجانب الفنى، وتابع «قاسم» حديثه لـ«الوطن» قائلاً: «بالرغم من النجاح الذى حققه مسلسل (لهفة) وتألق دنيا سمير غانم وخفة ظلها، فإن المسلسل قدم عدداً من الألفاظ غير اللائقة فى تناول العلاقات الأسرية، وهو ما يجب مراعاته فى هذه النوعية من الأعمال، لأنها تستقطب فئات سنية صغيرة، تستقى تصرفاتها ومفرداتها من تلك الأعمال، وهذا العام نرى خالد سرحان فى دور كوميدى مميز، بالرغم من تقديمه عدداً من الأعمال ذات الملامح الكوميدية، ولكنها تعتبر تجربة جديدة بالنسبة له، كما هى بالنسبة للفنانة داليا البحيرى، التى تتخلى عن دور الفتاة الرشيقة، وتقدم الأم والمرأة العاملة».

وتابع «قاسم»: «فقد مسلسلا (الكبير أوى)، و(لما تامر ساب شوقية)، كثيراً من حيويتهما بسبب غياب أحمد الفيشاوى، ودنيا سمير غانم، ما جعل أبطالهما فى مواجهة مع قدراتهم الحقيقية أمام الجمهور».

وقال الناقد عصام زكريا: «الدراما الكوميدية فقيرة ومتواضعة هذا العام، خاصة فى ظل غياب الأفكار اللامعة، وتكرار الأفكار والشخصيات النمطية المحفوظة فى قوالب جامدة، ومع ذلك مسلسل (لهفة)، قدم فكرة محورية جديدة بعيدة عن الاستهلاك الدرامى فلاقى إعجاب الجمهور، مقابل ما قدمه أحمد مكى هذا العام، الذى تحول تدريجياً إلى الفنان محمد سعد، باستهلاك الشخصيات خوفاً مع خوض مغامرة جديدة، ليوهم الجماهير بأن الاستمرارية دليل على النجاح، خاصة مع تعلق فئات الأطفال به، وارتباطه بعدد من المشاهدين ليرفع شعار (الإلحاح يحقق النجاح)».

وفيما يتعلق بنجاح «لهفة» مقابل خفوت لدى «الكبير أوى» يقول «زكريا»: «لم يتأثر (الكبير) برحيل دنيا سمير غانم بشكل كبير، لأنها لم تكن شخصية محورية، بل كانت تلعب فى مساحة محدودة للغاية بحكم الشخصية، فيما ظل أحمد مكى مسيطراً على العمل كله».

على الجانب الآخر، يرى الناقد عصام زكريا أن مسلسل «يا أنا يا أنتى»، جاء فوق المتوقع، فقدمت فيفى عبده، بالتعاون مع سمية الخشاب، دراما كوميدية غير مستهلكة، من خلال أداء متجانس ومتناغم إلى حد كبير، وخالٍ من الابتذال المتوقع، بينما تأثر «لما تامر ساب شوقية» بغياب أحمد الفيشاوى، فقدمت مى كساب دوراً باهتاً، بالرغم من تميزها على الجانب الخفيف، ويرجع ذلك إلى نمطية الأدوار النسائية الكوميدية على مستوى الكتابة، فيحصرهم الكتاب فى أداء تعبيرى واحد، يلتصق بالشخصيات مثل إيمى سمير غانم، وبالتالى الفنانات يتقبلن الأمر الواقع، ولا يحاولن بذل مجهود فى تطوير أدواتهن التمثيلية.

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى