أخبار مصر

«شرم بقت جمصة».. والسياحة في غيبوبة

خبراء: السياحة الداخلية دمرت البنية التحتية للفنادق الفاخرة.. ومستثمرون: 30 يوما تفصلنا عن مهلة الوزير

حالة من الفوضى العارمة انتابت المدن السياحية ذات المستوى الأول في مصر، بعدما تأكدت الشركات المالكة للفنادق والمنتجعات من استحالة عودة الحركة السياحية خلال العام الجاري، ومرت 5 أشهر على تولي يحيى راشد حقيبة السياحة في التشكيل الوزاري، وإعلانه عن خطة أسماها بـ«6*6»، والتي تعتمد على ستة محاور لبدء استعادة الحركة بعد 6 أشهر، غير أن القطاع لم يحصد من تلك الخطة سوى السراب، فقد استمر اختفاء السياحة الروسية والألمانية والإنجليزية، كما استمر التراجع الأوكراني والاسكندنافي، وحتى العربي، ما تسبب في زحف داخلي أساء أغلبه للمظهر الحضاري للمدن السياحية.
ومع تراكم المديونيات على مستثمري السياحة، والمستحقة لجهات عدة منها الكهرباء والمياه والتأمينات الاجتماعية، والبنوك، اضطرت الشركات المالكة للفنادق والمنتجعات لاستضافة السياحة الداخلية، والتي أدت لتدمير شبه كامل للبنية التحتية نظرًا لعدم دراية المصريين بأسلوب التعامل الأمثل مع الأماكن السياحية ذات الجودة العالية، ما نتج عنه حملة من السخرية تناولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي حول سلوكيات المصريين بفنادق شرم الشيخ والغردقة، بعدما وصل سعر الرحلة لمدة أربعة أيام شاملة كافة الوجبات والمشروبات “500 جنيه”.
وفي بداية فصل الصيف، ومع إنطلاق الحملات الترويجية الداخلية للفنادق المصرية، التي فقدت الأمل في عودة السياحة، خاصة مع تعيين الوزير الجديد، وتراجع دور هيئة تنشيط السياحة، والتراخي في التعامل مع شركة “جي دبليو تي” للعلاقات العامة، والمسئولة عن الترويج لمصر بالخارج، والتي لم تقدم أي شئ يذكر ويبرر التعاقد معها مقابل 22 مليون دولار في 3 سنوات، حذر طارق أدهم، عضو غرفة الفنادق بالبحر الأحمر، من تنافس فنادق شرم الشيخ والغردقة في اتباع سياسة حرق الأسعار، بداعي جذب السياحة الداخلية، مؤكدًا أن ما يحدث سيؤثر على البنية التحتية للمدن التي تنافس بها مصر أعتى الفنادق والمنتجعات والسواحل الفاخرة، في باريس وبرشلونة وأنطاليا، ما سوف يتسبب في أزمة تحتاج لتكلفة مرتفعة لعلاجها.
يرى أدهم، أن هناك العديد من الدخلاء على المجال السياحي الذي أضروا بالصناعة، وهم من يعملون بمهن واستثمارات حرفية وتجارية، ثم امتلكوا فنادق ومنتجعات، دون دراية بطبيعة المجال وأهمية تقديم الخدمة الفائقة، علاوة على استعدادهم للخسارة من السياحة وتعويض ذلك من مجالات عملهم الأخرى، وبالطبع تحمل القطاع السياحي بأكمله تبعات ذلك.. بحسب تصريحاته السابقة لما تشهده تلك المدن الآن.
وقد بدت حالة من الاستياء العام، واضحة، اليوم الخميس، خلال اجتماع عقده مجموعة من المستثمرون السياحيون مع لجنة السياحة والطيران بمجلس النواب، برئاسة النائبة سحر طلعت مصطفى، بناءًا على طلبهم، حيث طالب الحضور “كامل أبو علي، تامر نبيل، محمد عبد المقصود، محمد سمير عبد الفتاح، أحمد بلبع”، باتخاذ إجراءات عاجلة لإنقاذ القطاع من الانهيار، فيما أكد حسام الشاعر عضو اتحاد الغرف السياحية السابق أن المستثمرون يعانون بشدة، قائلًا: “بيوتنا اتخربت”، وأشار الحضور إلى أن الوزير يحيى راشد الذي تولى منصبه قبل نحو 5 أشهر، وعد ببدء عودة الحركة السياحية بعد 6 أشهر، وهو ما لم يحدث حتى اليوم، كما لم يقدم الوزير أية بوادر على عودة الحركة.
وأكد تامر نبيل، عضو جمعية مستثمري البحر الأحمر، إنه تم عرض ثلاثة مطالب رئيسية على اللجنة، أهمها بدء إطلاق حملة إعلانية فورية في الأسواق الأجنبية، حيث اختفى التواجد المصري من الخريطة السياحية الدولية منذ ثورة يناير 2011، علاوة على المطالبة بالمساواة مع قطاع التصدير والذي أنشأت له الحكومة صندوق دعم الصادرات بمليارات الجنيهات، علمًا بأن الدخل القومي من السياحة يفوق نظيره من التصدير، كما أن السياحة صناعة تستفيد منها 50% من مصانع مصر، ويعمل بها 4 ملايين عامل، مطالبًا بإشراك السياحيين في صندوق دعم الصادرات، أو إنشاء صندوق خاص بهم.
وأضاف نبيل، في تصريحات خاصة لـ”التحرير”، أن مستثمرو السياحة بجمعية رجال أعمال البحر الأحمر، طالبوا بتكوين مجلس استشاري يضم مستثمرين سياحيين وخبراء، يكون بديلا لهيئة تنشيط السياحة ويضع خطة طويلة الأجل مدتها 10 سنوات، يتم تنفيذها أيًا كان اسم الوزير المسئول، بحيث تحقق أهدافها كاملة، وتكون لديها تنسيق وتعاون مع كافة الجهات الحكومية، مشيرًا إلى أن لجنة السياحة بالبرلمان وعدت بعرض المطالب على مجلس الوزراء، ثم الاجتماع مرة أخرى في منتصف سبتمبر المقبل لبحث ما تم تنفيذه من المطالب والمقترحات.
وهبطت الأعداد السياحية الوافدة لمصر، في يونيو الماضي بنسبة 76%، مقارنة بنفس الشهر العام الماضي، وفقًا لأحدث احصائيات التعبئة العامة والإحصاء، التي أكدت أن عدد السياح الوافدين من كل دول العالم إلى مصر بلغ 328.6 ألف سائح في شهر يونيو، مقابل 820 ألف سائح في نفس الشهر من العام الماضي، كما تراجعت أعداد الليالي السياحية بنسبة 77%، حيث بلغت 1.8 مليون ليلة، مقابل 7.7 مليون ليلة في يونيو 2015، كما سجل الشهر الماضي متوسط إقامة للسائح نحو 5.4 ليلة.
وبلغ إجمالي النصف الأول من 2016، في عدد السائحين الوافدين إلى مصر نحو 2.3 مليون سائح، بانخفاض 51% عن نفس الفترة من عام 2015، التي شهدت إقبال نحو 4.8 مليون سائح، وبلغت الليالي السياحية التي قضوها 13.5 مليون ليلة، بتراجع 77%، مقارنة بالليالي في نفس الفترة من 2015، والتي بلغت 46 مليون ليلة سياحية.
الموجز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى