الأخبار

فرنسا تعول

 

129

قال مفتي مصر الدكتور شوقي علام، إن زيارته الحالية لفرنسا تندرج في إطار استراتيجية دار الإفتاء المصرية في تصحيح صورة الإسلام في الخارج نظرا للدور الكبير الذي تلعبه الفتاوى في حياة الناس.

وأكد «علام»، في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط، اليوم الجمعة، أن كل الإشكالات المتعلقة بالتطرف والتي شهدها العالم في الآونة الأخيرة برزت بسبب فتاوى متشددة ومضللة، موضحًا أن دار الإفتاء قد أنشأت مرصدًا للفتاوى المتشددة ولاحظت تداول كم كبير من هذه الفتاوي وما لها من تأثير في العديد من البلدان في العالم.

وأضاف قائلا: “هذه الفتاوي بغض النظر عن مصدرها تنطلق كالشرارة من مكان إلى آخر، وتحدث ارتباكًا كبيرًا في العالم، ومن هنا كان لزامًا المبادرة بتصحيح الصورة المغلوطة عن الإسلام من أثر هذه الفتاوى في العالم”.

وحول لقاءاته العديدة بالعاصمة الفرنسية، لا سيما مع وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف، وعدد من كبار المسئولين برئاسة الجمهورية ووزارة الخارجية، بحضور سفير مصر لدى فرنسا السفير إيهاب بدوي، أكد الدكتور شوقي علام أنه تم النقاش حول خطر ظاهرة التطرف وتداعيات ممارسات تنظيم «داعش» الإرهابي في العراق وسوريا على فرنسا في ضوء وجود عدد كبير من الشباب الفرنسي الذي انضم مؤخرًا لصفوف هذا التنظيم.

وتابع، أن الجانب الفرنسي يعول كثيرًا على الأزهر الشريف ودار الإفتاء وعلى مصر التي لديها تجربة رائدة في محاربة التطرّف و قدرتها على الإسهام في حل هذه المشكلة.

وكشف، أن دار الإفتاء المصرية أعربت عن استعدادها إرسال نسخة من فتاواها التي ترجمت إلى اللغة الفرنسية خاصة أن هذه الفتاوى جاءت في أغلبها ردًا على أسئلة وردت من فرنسيين مسلمين، موضحا أن معالجات هذه الأسئلة التي أتت من فرنسا تمت بإجابات منهجية.

كما عبر علام، خلال لقاءاته في العاصمة الفرنسية، عن ترحيب دار الإفتاء المصرية بالمشاركة في الإعداد والتأهيل للقائمين على إصدار الفتاوى، وكذا المساهمة في إقامة مركز متخصص بفرنسا لتناول الفتاوى المتشددة ودحضها وتفنيدها.

وأكد أن مصر وفرنسا في قارب واحد في مواجهة الإرهاب ولابد من تعاون جاد بينهما في هذا المجال، كما دعا مسلمي فرنسا إلى الاندماج الإيجابي والتعاطي مع القضايا التي تهم الشأن العام في فرنسا، وأن يكون لهم إسهام إيجابي في تنظيم العملية الدينية للقضاء على التطرّف والإرهاب؛ بما يؤكد على قيم الإسلام النبيلة في العيش سويا والتسامح والاعتدال وبناء وتعمير المجتمعات والحفاظ عليها.

وأضاف، أنه سلم المسئولين الفرنسيين ملفا متكاملاً عن خبرة دار الإفتاء وإسهامها في مكافحة التطرّف والرد على الأفكار المغلوطة والمشوهة التي تروج لها الجماعات الإرهابية، كما اقترح تبادل الزيارات بين مسئولي شئون الأديان في فرنسا ودار الإفتاء ليتم النقاش حول صياغة رد علمي ودقيق على ممارسات الجماعات الإرهابية.

وشدد على أن دار الإفتاء المصرية ستحرص على التواجد الدوري في الصحف والإعلام الفرنسي للمساهمة بشكل إيجابي في بلورة خطاب ديني وسطي لتحقيق الريادة المصرية وتصحيح التصورات المغلوطة عن الإسلام في الغرب.

وكان مفتي مصر الدكتور شوقي علام، قد استهل أول أمس زيارة لفرنسا لمدة أربعة أيام، في إطار جولته الأوروبية التي شملت أيضا هولندا، بلقاءات متعددة بوزارة الخارجية التي أقامت مأدبة غذاء تكريما لفضيلته شارك فيها العديد من قيادتها ولا سيما المتخصصين بالشئون الدينية والأمنية والإرهاب والشرق الأوسط.

وقد أقام السفير المصري بباريس عشاء تكريمًا لمفتى الجمهورية بحضور ممثلين عن المنظمات الإسلامية بفرنسا والمتخصصين في الشئون الدينية والأمنية برئاسة الوزراء ووزارات الخارجية والداخلية والمراكز البحثية الفرنسية، حيث أعرب فضيلته عن استعداد دار الإفتاء والأزهر الشريف لدعم الهيئات الإسلامية بفرنسا والمساهمة في مكافحة الفكر المتطرف الذي تروج له الجماعات التكفيرية.

وقد أجرى فضيلته أحاديث صحفية مع عدد من الصحف ووسائل الإعلام الفرنسية من بينها القناة الأولى “تي إف ١”، فضلاً عن نشر فضيلته مقال بقلمه في صحيفة “لوموند” الفرنسية الصادرة في ٢١ أبريل الجاري وتمخض عنه ردود فعل إيجابية على مستوى النخبة الفرنسية لما تضمنه من رسائل تدعو إلى مكافحة الأيديولوجيات المتطرفة وتحض على التعايش الذي يمثل جوهر الإسلام الوسطي المعتدل، وأعرب المسئولون الفرنسيون عن تطلعهم لنشر فضيلته المزيد من هذه المقالات البناءة والمفيدة بالصحف الفرنسية.

ومن المقرر، أن يعقد مفتي الجمهورية ندوة بأحد المراكز البحثية الفرنسية المعروفة بقربها من صانع القرار الفرنسي للتشاور حول أوجه مجالات التعاون بين مصر وفرنسا في مجال مكافحة الفكر المتطرف ومواجهة الآلة الدعائية لتنظيم “داعش”، وتوحيد الخطاب الديني الإسلامي في مواجهة التنظيمات الإرهابية.

الشروق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى