الأخبار

«شفيق» رحلة الرجوع

171

 

 

بعينيه البندقيتين، يطل الفريق المتقاعد من شباك الطائرة المجاور. يطالع المنازل المرصوصة.. يفرك منتشياً فى مقعده الفسيح فى درجة الطيران الممتازة. سبقته أخبار عودته «الفريق أحمد شفيق يصل مطار القاهرة». صفحة قديمة تطوى فى حياة الطيار الذى ترك مصر تفادياً لإلقاء القبض عليه فى تهم التربح غير المشروع، التى طالته بعد ساعات من خسارة انتخابات الرئاسة أمام الرئيس الأسبق محمد مرسى.

طالباً بالكلية الجوية، ثم طيّاراً مقاتلاً، فملحقاً عسكرياً بإحدى السفارات المصرية بالخارج، وبعدها رئيساً لأركان القوات الجوية، ثم قائداً لها، ومنها إلى الطيران المدنى الذى تولى مسئولية وزارته. وبعد اندلاع ثورة يناير يُقدّم لتشكيل الحكومة وإنقاذ نظام مبارك من التهاوى. لكنه لم ينجح فيما أوكل إليه. فتبع مبارك من باب الخروج ذاته بعد أسابيع قليلة من تنحيه عن منصب الرئيس.

حلقات تُسلّم أخرى فى حياة الفريق أحمد شفيق، الذى توارى عن الأنظار فى أعقاب خروجه من رئاسة الحكومة. إلى أن ترشح لرئاسة الجمهورية فى 2012، كفرس رهان جاوز كل الحواجز.. قانون العزل الذى استهدفه به مجلس الشعب فى 2012، إلى أن ذاب وصُهر داخل المحكمة الدستورية التى قضت ببطلانه.. وعشرات الموظفين بمطار القاهرة الذين سلموا مستندات تشير إلى إهدار المال العام وقت تولى شفيق حقيبة الطيران المدنى.

12 مليوناً و347 ألفاً و380 ناخباً منحوا أصواتهم للفريق شفيق الذى خسر جولة الإعادة أمام محمد مرسى، ليستشعر بعدها القلق، ويغادر مصر إلى الإمارات.

عاد إلى سكينته الأولى، التى كان بددها تصريح مناهض لنظام الإخوان بين الحين والآخر، إلى أن أطيح بالرئيس الأسبق مرسى، وحصد الفريق السيسى، وقتئذ، تأييد ملايين المصريين الذين استجابوا لدعوته بالخروج فى تظاهرات «لتفويضه» للتعامل مع «الإرهاب». ويخرج بعدها تسجيل مسرب لشفيق يهاجم السيسى هجوماً أغضب مؤيدى قائد الجيش. ليداوى شفيق تسريبه بتصريحات أعلن فيها تأييده للسيسى حال ترشح الأخير لرئاسة الجمهورية.

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى