الأخبار

بالفيديو.. كيف تحولت واقعة «مدرب المحلة» إلى «فضيحة»؟

66

 

 

على مدى عشرة أيام سيطر الحديث عن «فضيحة مدرب كاراتيه المحلة» على الأهالي، في الشوارع والحوارات على المقاهي، ووسائل المواصلات العامة.

«الموضوع قالب البلد هناك» قالها أحمد سالم الشاب العشريني القاطن في مدينة طنطا، إحدى مدن محافظة الغربية والقريبة من مدينة المحلة، واصفًا تأثير تلك الواقعة على المدينة والتي وصل صداها إلى المدن المجاورة، بل وأنحاء مصر كلها، بعد أن تحولت إلى حديث في وسائل الإعلام، وأُفْردت للتحقيقات مع المدرب صفحات الجرائد.

ليست الواقعة الأولى من نوعها، لرجل يواقع نساء ويصورهن دون علمهن، ويتم تسريب تلك الفيديوهات ونشرها عبر الإنترنت، ما الذي حول تلك الواقعة إذن إلى حديث في برامج التوك شو، وجعل أخبارها تتصدر الصفحات الرئيسية للصحف، وكيف تم استغلالها سياسيًّا ولصالح من؟ بوابة الشروق تحاول الإجابة على تلك الأسئلة من خلال هذا التحقيق.

كيف يرى أهالي المحلة الواقعة؟

رواد قليلون على مقهى صغير بجوار نادي بلدية المحلة، جلس شاب ثلاثيني يحتسي قهوته، دقائق قليلة، وتجاذب أطراف الحديث حول الواقعة متسائلًا «أنتم صحفيين جايين تسألوا عن مدرب الكاراتيه؟» جاء الرد بالإيجاب، فانطلق قائلًا: «المدرب ده خلاص مبقاش ينفع يعيش في المحلة تاني، أهالي البنات اللي اتصوروا مش هيسيبوه».

ثم واصل حديثه قائلًا: «اللي خلى الموضوع ده يكبر كده، أن المدرب ده كان مؤيد للسيسي وله صور في مظاهرات تأييد الجيش وهو يرفع صورة المشير، ده اللي خلى الإخوان يستغلوا الحادثة ويروجوا ليها على صفحاتهم على الإنترنت أن منسق حملة المشير في المحلة، بس الكلام ده مش صح، هو مجرد مؤيد للسيسي».

الشارع يبدو هادئًا إلى أن يتحدث أحدهم حول الحياة العامة، فالكل يبدي اهتمامًا بالواقعة، إلا أنهم ينظرون إليها على أنها حادثة فردية تحدث في أي مجتمع، فيقول مندوب المبيعات عبد المنعم معتصم من سكان مدينة المحلة «الواقعة دي بتحصل في كل مكان، بس ده ظروفه إنه انكشف، في حاجات كتير بتحصل زي دي ومش بتتكشف، المفروض النادي يكثف مراقبته لتلك الصالات، تفعل مثله كل النوادي».

أما تيسير محمد، الموظفة بإحدى الإدارات الحكومية بالمحلة، تقول: «الموضوع تم نشره على أنه “فضيحة المحلة” وترددت أسماء كثيرة فيه دون وجه حق، وهذا غير صحيح، فالمحلة مثلها مثل أي مجتمع به الكويس وبه الوحش، الموضوع أخذ أكبر من حجمه فى الإعلام».

وقالت هدير مصطفى، الطالبة بكلية التجارة، وإحدى عضوات النادي «لا أشعر أن تلك المشكلة تؤثر على النادي، فأعضاء النادي عددهم كبير ومشكلة مثل هذه لا تؤثر على النادي».

وتعبر هدير عن رضاها عن التناول الإعلامي للواقعة قائلة: «المشكلة كانت كبيرة وكان يجب أن تخرج بهذا الشكل، لكن ما حدث أنها أثرت على مصر كلها وصارت حديثًا للجميع، لكن هذا لا يؤثر على النادي ولا يضر بسمعته».

إلا أن بهية محمد قالت: «إن الإعلام كبر الموضوع ولم يكن يجب أن يحدث لأن أسامي عائلات مكنش ينفع إن يتم تداولها بهذا الشكل، مضيفة أن تلك الحادثة أثرت على مدينة المحلة كلها».

 

[media width=”400″ height=”305″ link=”http://www.youtube.com/watch?v=VBnRTOBI77g&feature=g-all-xit”]

مجلس الإدارة: لم نكن مسؤولين عن الصالة.. ولم نقصر

حسام البنا، عضو مجلس إدارة نادي بلدية المحلة، يرى أن التناول الإعلامي لهذه القضية افتقر إلى المهنية، خاصة أن بعض الأشخاص حاولوا إلصاق التهم بنادي بلدية المحلة، وهو مؤسسة رياضية كبيرة، من خلال استخدام بعض الصحفيين الذين يعملون في جرائد صفراء، وأطلقوا الشائعات حول مجلس إدارة النادي دون الرجوع إليه، حسب قوله.

وأضاف البنا «أول ما عرف مجلس الإدارة بهذا الموضوع من خلال تداول تلك المقاطع على الإنترنت في قرية المدرب، اتصلنا برئيس مجلس الإدارة وكان خارج مصر في ذلك الوقت، أرسلنا لاتحاد لعبة الكاراتيه وحررنا محضرًا في قسم شرطة المحلة لاسترداد الصالة، واتخذنا كل الإجراءات لحماية سمعة النادي».

ويوضح البنا وضع الصالة التي تم تصوير الفيديوهات فيها «أن الصالة مستأجرة لمدرب كاراتيه يقيم في السعودية، يؤجرها للشخص المتورط في الفضيحة، لا علاقة للنادي بها، فقط يتدرب فيها اللاعبون الذين يلعبون باسم النادي، لكن حتى بوابة دخولها غير بوابة دخول النادي الرئيسية».

ويواصل البنا «لم نقصر في حماية سمعة النادي، ادعينا مدنيًّا على هذا الشخص، ونطالبه بالتعويض على ما أصاب نادي البلدية من أضرار في سمعته»، لافتًا إلى أنه تم تحرير محضر بتسلم الصالة، وأن النادي سيقوم بهدمها؛ لأنه صادر لها قرار بالإزالة، وسيتم نقل نشاط الكاراتيه والجيم إلى مكان آخر داخل النادي وتحت رقابته، وتستخدم المساحة الموجود عليها الصالة كساحة مفتوحة لأعضاء النادي».

كيف تم استغلال الواقعة سياسيًّا؟

في البداية تداولت الفيديوهات على نطاق ضيق داخل قرية المدرب، ومدينة المحلة، ثم توسعت دائرة انتشارها، حتى الأسبوع الماضي، حين نشرت الصفحة الرسمية لحزب الحرية والعدالة على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، إحدى الفيديوهات، وقالت: إن المدرب هو مدير حملة السيسي فى المحلة، والسيدات اللائي ظهرن معه هن زوجات لضباط شرطة وقضاة.

أشعل منشور صفحة الحرية والعدالة مواقع التواصل الاجتماعي، بين مؤيدين لما فعلته الصفحة، يرون في نشر تلك الفيديوهات قصاصًا لمعتصمات رابعة العدوية من الشائعات التي كانت تطلق حول جهاد النكاح وما شابه، وبين معارضين لنشرها رأوا في نشر صفحة الحزب لهذه الفيديوهات فعلًا غير أخلاقي، خاصة من حزب يقول إنه ذو خلفية دينية.

«العنتيل» «الأسطورة عبد الفتاح الصعيدي»، «نكاح الكاراتيه»، كلها أسماء صفحات دشنها مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي، لنشر الفيديوهات الخاصة بالمدرب، مع إضفاء طابع سياسي عليها من مؤيدي الإخوان بتعليقات مثل «دي هتبقى مصر في عهد السيسي»، أو «هكذا يريد الانقلاب مصر».

كيف تناول الإعلام الواقعة؟

انتقلت الواقعة من الإنترنت إلى برامج التوك شو، حيث عرض الإعلامي وائل الإبراشي، في برنامجه العاشرة مساءً على قناة دريم، تقرير فيديو يشمل أجزاء من مقاطع الفيديو، يظهر فيها اسم المدرب وصورته واضحين، بينما شوش البرنامج على وجوه السيدات اللائي ظهرن مع المدرب في الفيديوهات.

كما هاجم الإعلامي عمرو أديب في برنامجه صفحات الإخوان التي تروج للفيديوهات على أن النساء اللائي يظهرن فيها زوجات ضباط، قائلًا «نساء الضباط والقضاة أشرف منكم، مفيش أقذر من كده».

ونشرت قناة الجزيرة تقريرًا عن المدرب، باسمه وصورته واضحين، ضللت فيه على وجوه السيدات، قائلة إن القناة فعلت ذلك لتداول أحاديث حول كون السيدات زوجات لضباط شرطة وقضاة.

كما اهتمت الجرائد والمواقع الإخبارية بنشر تفاصيل التحقيق معه في مانشيتات على الصفحات الأولى، وتضاربت الأخبار التي تنشر على المواقع الإخبارية، فتارة يتم نشر اسم المدرب وصورته، وتارة أخرى يتم تضليل صورته، مع نشر اسمه، ونص تحقيقات النيابة معه كاملة.

أين هو المدرب؟

تتناثر الأقاويل حول المكان الموجود فيه المدرب، وتباشر نيابة شرق طنطا التحقيق معه، بعد أن صدر أمر بضبطه وإحضاره من خلال قسم أول المحلة، إلا أن القسم ينفي وجوده بداخله، ويقول إنه تم نقله إلى قسم آخر بكفر الشيخ، خوفًا من انتقام الأهالي منه.

 

الموجز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى