الأخبار

أشهر معركة “أمعاء خاوية” في مصر

267

 

“يلومونني في اليوم ألف مرة لأنني قررت أن أشاركك، وأنا ألوم نفسي في اليوم مائة ألف مرة، لأنني تأخرت في مشاركتك كل هذا”، عبارات خطتها سيدة شابة متحدثة لزوجها المحبوس احتياطيا بأحد سجون مصر عن مشاركته إضرابه عن الطعام. جهاد خالد ، زوجة في العشرينات من عمرها ترقد الآن على فراش إضرابها القسري منذ 14 مارس الماضي، متجاوزة ستين يومًا بمنزلها بغربي القاهرة ، مكتفية بحسب والدتها الحقوقية هدي عبدالمنعم بشرب الماء فقط.  جهاد التي يبدو أن لها نصيبا من اسمها في الحياة، بحسب الوالدة، تسير كما قالت على طريق زوجها عبد الله الشامي مراسل قناة “الجزيرة” الفضائية في معركة أمعاء خاوية تتحدي ظروف قاسية تلاحق زوجها بأحد السجون المصرية . عبدالله الشامي (26 عامًا) بدأ إضرابا عن الطعام منذ 21 يناير الماضي، متجاوزا 100 يوما في سجنه بملحق طره، بعد أشهر من القبض عليه في 14 أغسطس الماضي ،عقب فض اعتصام أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي في ميدان رابعة العدوية وتهمته أنه “نقل الحقيقة”، بحسب هدي عبد المنعم، التي تحدثت لوكالة “الأناضول” في ظل عدم تمكن ابنتها عن الحديث لتدهور صحتها مع الإضراب. وقالت عبد المنعم “لا تريد جهاد أن تتخلف عن مصير زوجها، فحياتهما السعيدة، وإن فرقها السجن، لن تمنع مواقفهما المشتركة من أن تجتمع على مصير واحد يكون رسالة للجميع”. وأضافت: “طلبنا من جهاد أن تتراجع عن الإضراب فرفضت، وقالت بصوت هزيل لن أترك زوجي، سأتحمل، رغم أنها بحسب التحاليل الطبية الأخيرة فقدت من وزنها 40 كجم، ولم تعد تقوي على الحركة حتى أن طبيبها ذهل مما تفعل”. وتابعت أم جهاد قائلة “صور عبد الله الشامي التي سربت مؤخرا من داخل سجنه للمرة الأولى، منذ اعتقاله تقول إنهما شيء واحد ، هو الآخر فقد من وزنه كثيرا وحالته الصحية تدهورت بشكل خطير”.   على الرغم من تدهور صحة جهاد، بحسب الوالدة غير أنها “أصرت الأسبوع الماضي أن تذهب لزيارة زوجها في محبسه ، بصعوبة في سيارة العائلة”، مشيرة إلى أنه بعد أمتار من طابور طويل، ينتظر زيارات مماثلة سقطت جهاد ولم تقو على الحركة”. وأضافت “كثير من الزوار ألحوا عليها أن تعود لمنزلها لكنها أصرت البقاء، حتى قابلت زوجها في لقاء قصير، كان بالنسبة لها كل شيء “.  محاولات عدة بذلت من الأسرة، كما تقول الوالدة لنقل جهاد إلى مشفى يراعي إضرابها ، لكنها اشترطت أولا أن يتم نقل زوجها عبد الله الشامي إلى المشفى هو الآخر. وقالت هدى عبد المنعم التي كانت عضوة بمجلس حقوق الإنسان (الحكومي) في عهد مرسي إن “تقارير حقوقية محلية ودولية ، طالبت بإطلاق سراح عبد الله الشامي الذي ينحاز ضميره لمهنته ولنقله الحقيقة لكنها يبدو بلا جدوى ، وكان الرد في اليوم العالمي للصحافة في 3 مايو الجاري بتجديد قضاء مصر الحبس 45 يوما له لتستمر المعاناة بدون محكمة عادلة منذ القبض عليه”. وجددت محكمة جنايات القاهرة، يوم 3 مايو الجاري  حبس 312 متهمًا بينهم الشامي بقضية “التصدي” لقوات الأمن خلال فض اعتصام رابعة ، 45 يوما على ذمة التحقيقات. وجع الزوجة جهاد خالد على زوجها وإيمانها بحريته، ترجمته بنفسها في رسالة نشرت في نهاية إبريل الماضي عبر حسابها على فيسبوك تحت عنوان “أتوقف لحظة”. وتحدثت عن إضرابها عن الطعام متضامنة مع زوجها قائلة “قررت أن أشاركه إضرابه، علي أستطيع أن أحيا ولو جزءًا صغيرًا جدًا من تجربته، فأتقوت على ما يتقوت عليه .. الماء ، فقط الماء”. وترد جهاد على الذين يطالبونها بالتوقف عن الإضراب، خشية أن تضر حياتها قائلة “طالما أن حرية عبد الله مسلوبة فما الذي أخشى عليه”. واختتمت رسالتها بلهجة الواثق في المستقبل قائلة “على يقين أن عبدالله سيكون معي قريبًا، وأن التاريخ سيكتب عن صمود هذا الرجل، الذي حارب حتى انتزع حريته”.

المصريون

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى