الأخبار

مصر لا تقبل التدخل فى شئونها

79

 

 

أكد وزير الخارجية المصرى نبيل فهمى، أن بلاده تسعى إلى حوار استراتيجى حقيقى مع الولايات المتحدة يحدد نقاط الاتفاق والاختلاف.

وقال فهمى، فى تصريحات لصحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية فى عددها الصادر اليوم الثلاثاء: “أول شىء.. على المستوى الدولى التعامل مع أمريكا نظرا لأهميتها السياسية والأمنية والاقتصادية أمر حتمى لكل دول العالم”.

وأضاف: “قد يكون التعامل إيجابيا فى جانب أو سلبيا فى جانب آخر لكن لا بد من التعامل معها. على الجانب الآخر بالنسبة للشرق الأوسط لا بد من التعامل مع مصر وتأثيرها الحضارى والاجتماعى والسياسى لدى كل الدول العربية أيا كانت العلاقة إيجابية أو سلبية أو فيها دفء أو فيها برود”.

وتابع: “حين تقول إننى لن أتعامل مع أكبر اقتصاد فى العالم فأنت هنا تضيع الفرصة على نفسك.. والعكس صحيح. كانت هناك بلا شك حساسيات ومشاكل وأنا وصفت العلاقة بأن فيها ضبابية وحدث فى البداية تحسن لكنه لم يستقر. كان فى ذهنهم أن يرشحوا بعض الناس (لتولى السفارة فى القاهرة)، وهذا ما قيل فى الصحف ثم غيروا رأيهم أو كما يقال فى الصحف إنهم غيروا رأيهم بشأن مرشح. نحن لم يصلنا حتى الآن مرشح رسمى. وعندما يصلنا ترشيح سنبحث هذا. لكن السفارة (الأمريكية فى القاهرة) قائمة وتعمل”.

وأردف: “أهم شىء فى المرحلة المقبلة على ما أعتقد هو الحوار الاستراتيجى لأنه سيكون حوارا استراتيجيا بالمعنى الحقيقى.. ويجب أن يتضمن ما هى القضايا التى تهم أمريكا ومصر وكيف يجرى التعامل معها فى نقاط الاتفاق والاختلاف، فقد نتفق فى موضوع وفى موضوع آخر لا.. وقد نكون متفقين فى عشرة موضوعات وفى موضوع واحد لا أو العكس. أقصد بالحوار الاستراتيجى المعنى العميق”.

وحول ما إذا كان تقرر موعد لبدء مثل هذا الحوار، قال فهمى :”لا.. نحن أرسلنا مقترحات وننتظر الرد الذى ربما لن يصل قبل نهاية فبراير (شباط)”.

وعن برامج المساعدات، قال فهمى :”المساعدات فى جانبها المدنى محدودة للغاية وكانت موقوفة جزئيا نتيجة لموقف الإدارة الأخير إنما مع إقرار المساعدات فى الميزانية الجديدة سننظر فى الإجراءات.. لكن بالنسبة للجانب العسكرى، فجزء ينفذ وجزء كان مؤجلا”.

وردا على سؤال عن وجود توتر فى علاقات مصر مع بعض الدول العربية، قال فهمى :”توجد غضبة شعبية فى محلها. هناك محاولة للمساس بمصر وهناك سياسات معينة من بعض الدول. ولن نقبل بالمساس بمصر أما كيفية رد الفعل فيدخل ذلك فى حساب ما هو الشيء الأكثر تأثيرا. أنا فى النهاية مسؤول أمام الرأى العام المصرى أن أحقق له مصالحه،ولا أنعزل عن مواقفه لكن بالمسؤولية فى تحقيق تلك المصالح. إذا اتخذت إجراء محددا،وأعجب الرأى العام،فهذا لا يعنى أن الإجراء صدر لكى يعجب به الرأى العام،ولكن لأنه يحقق له مصلحته. لكن إذا لم اتخذ إجراء ثانيا فهذا لا يعنى أننى أتجاهل الرأى العام إطلاقا وإنما على أن أتحرك بما يحقق مصلحته حتى لو كان هذا يحملنى نسبة نقد فأنا أتقبل هذا. الشيء الوحيد الذى لا أتقبله هو ألا يكون هناك اهتمام مصرى بالشؤون الخارجية. كما أن الاهتمام الشعبى يدعمنى فى العمل”.

وأضاف :”نحن نتحرك بحساب دقيق وبأفعال بعضها ظاهر وبعضها غير ظاهر. إذا كانت هناك استجابة يكون فى المرحلة المقبلة تحسن وإذا لم يتحسن ووجدنا أن الأفعال لم تكف فقد نزيد من الإجراءات وقد تكون هناك أمور أخرى ظاهرة أو غير ظاهرة. لكن هدفنا بإيجاز هو أنه لا يمكن المساس بمصلحة مصر وحماية هذه المصلحة وتحقيق أكبر قدر من الفائدة لمصر وحماية مصالحنا وعلى الساحة العربية نتعامل بحسابات خاصة”.

وردا على سؤال حول العلاقات مع قطر وتركيا وما إذا كانت هناك مؤشرات إيجابية أم أن الوضع ما زال على ما هو عليه، قال فهمى :”حتى الآن من السابق لأوانه أن نقول إن هناك تحسنا. هناك ترقب بيننا وبين تركيا. أحيانا تكون هناك مواقف سلبية وأحيانا تجد أن هناك مواقف إيجابية بعضها قد يكون يعكس سياسة وبعضها قد يكون رد فعل لشيء معين أو حتى قد يكون غير صحيح.. خبر فى صحيفة مثلا يثبت بعد ذلك أنه غير صحيح. وأيضا هم بالتأكيد يتابعون الوضع فى مصر ويتصورون أن هذا موقف سلبى أو موقف إيجابى بينما ربما لم يكن قد اتخذ أى موقف أصلا. نحن نتابع،لكن من السابق لأوانه أن نقول إن هناك تحسنا أو ما يستدعى اتخاذ خطوة إضافية”.

 

اليوم السابع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى