الأخبار

وبدأ العد التنازلى لتدخل الجيش فى حكم مصر

11

 أحمد السمانى

 

«كارنيجى»: مصادر من الجيش تؤكد شعورهم بأن الشعب يدعوهم إلى التدخل.. لكن الدعوة يجب أن تكون واضحة

«فوهة بركان»، هذا ما وصف مركز كارنيجى للسلام الأوضاع السياسية فى مصر، مشيرا إلى أنه البلد الذى يديره لأول مرة حكام متنازع عليهم. وقال التحليل الذى أعدته فلورنس جاوب فى «كارنيجى»: «أزمات مصر عميقة، أحزاب سياسية فقدت سمعتها، واقتصاد فى محنة، وفساد مستشرٍ، ولا يوجد تهديد خارجى يمكن أن تركز القوات المسلحة جهودها عليه». وتابع «كارنيجى» قائلا «الأسوأ من ذلك أن الجيش لديه شعور بالمهانة من قبل النظام الحالى، الذى تدخل فى شؤونه.. ذلك ما حدث فى عام 1952، ها هى أصداؤه توجد بقوة فى 2013 أيضا». وأشارت المحللة السياسية العسكرية والمحاضرة التابعة لحلف شمال الأطلسى «الناتو» إلى أن الشائعات التى تتحدث عن وجود انقلاب وشيك من قبل الجيش المصرى، رغم نفيها ومحاولة حكومة مرسى الوصول إلى حل وسط فى حركة احتجاجات على ما يبدو لا تزال نشطة. وقالت جاوب إنه رغم ما يشاع فإن رحيل حسنى مبارك زاد من تعزيز دور الجش فى الحياة السياسية المصرية، وجعلهم يحكمون سيطرتهم على أهم مؤسسة فى البلاد، ورغم سوء إدارتهم للبلاد خلال وجود حسين طنطاوى وزيرا للدفاع وسامى عنان رئيسا للأركان، ها هم المتظاهرون يطالبون بعودة الجيش للتدخل فى الحياة السياسية عقب شهرين فقط من تولى مرسى السلطة.

وتساءت المحللة السياسية قائلة «ما مدى احتمالية تنظيم الجيش المصرى لانقلاب؟»، وأجابت قائلة «الانقلابات حقيقة ظاهرة سياسية مثيرة للاهتمام، خصوصا فى العالم العربى، الذى كان مسرحا لنحو 40 انقلابا ما بين عامى 1945 و1979، وغالبا ما تتم فى فصل الصيف ما بين يوليو وأغسطس، وعادة ما لا تهدف لتغيير النظام السياسى، ولكن لإزالة قيادات يعتبرونها فاسدة وغير كفء».

وتابعت قائلة «كما أن المنظمات العسكرية لها عقلية معينة تعتمد على اعتبارات المصلحة الذاتية مثل الجوانب الاقتصادية أو السياسية، وهو ما يعد نقيضا للأحزاب السياسية، التى تميل دوما إلى الانقسام والتفكك بعكس المؤسسات العسكرية، التى تجنح دوما لتلبية النداء الشعبى».

واستمرت بقولها «أما بالنسبة إلى مصر، فبالطبع الجيش المصرى لديه القدرة لتنفيذ أى انقلاب، وهو ما ظهر بوضوح خلال العامين الماضيين، من قوة وتنظيم وتماسك، كما أن دوافعه للقيام بهذا الانقلاب تنمو تدريجيا، نظرا إلى تعرض مصالحها الاقتصادية للخطر بالفعل منذ سقوط نظام مبارك، .

وكشفت جاوب أن مصادر من داخل الجيش المصرى الآن تقول إنهم يشعرون الآن أن الشعب يدعوهم إلى القيام بواجبهم، ولكنهم يرون أن «الدعوة الشعبية يجب أن تكون واضحة جدا قبل أن يبدؤوا فى أى تصرف أو رد فعل»، خصوصا عقب الانتقادات الواسعة التى وجهت لمؤسسة الجيش خلال العامين الماضيين.

كما أن المصادر العسكرية نفسها تشير إلى أنها تخشى من أن الانقلاب من شأنه أن يؤدى إلى أن يوقف الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة برامج التعاون مع مصر، كما حدث مع موريتانيا عام 2008.

وتابع قائلا «وأن هذا من شأنه أن يعرض الاقتصاد المصرى الهش إلى خطر أبعد من ذلك، ويخلق مزيدا من عدم الاستقرار».

واختتمت جاوب فى تحليلها بـ«كارنيجى» قائلة: «الدافع والقدرة على تنظيم انقلاب عسكرى يتزايدان بشكل واضح داخل الجيش المصرى، والطريقة الوحيدة لمنع هذا الانقلاب، أو التقليل من جدواه، هو أن تعمل الحكومة بقوة وجد نحو إعادة تشغيل عجلة الاقتصاد المتوقفة، ولكن حقيقة مرسى بدأ الوقت ينفد منه».

 

التحرير

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى