الأخبار

الطابور الخامس

47

كتب:فادى عيد

دق الشعب المصرى أول مسمار فى نعش “التنظيم الدولى لجماعة الاخوان المسملون” يوم 30 يونيو وكان آخر مسمار من الفريق عبد الفتاح السيسى يوم 3 يوليو . بعد أن أكد مرسى تمسكة بشرعية البيت الأبيض لا شرعية الشعب المصرى. فلم يكتف مكتب الإرشاد بالانتحار السياسى لجماعة الإخوان بعد فشلهم فى الحكم لمدة عام بل تقدموا إلى التصفية الجسدية بعد محاولاتهم الدنيئة للتعرض للشعب المصرى ولرجال الشرطة مرة اخرى . وبذلك كانت بداية نهاية اكثر من 80 عاما لتنظيم زرعتة بريطانيا فى مصر اواخر العشرينات وتبنته وتولت ملفاتة الولايات المتحدة الامريكية بعد الحرب العالمية الثانية وغيرت مصر شكل خارطة المنطقة مرة اخرى وأعادات عقارب الساعة من جديد .
والغريب ومن الغباء أيضا أن الطابور الخامس لدى جماعة الإخوان كشف عن وجه بسرعة رهيبة بعد خطاب سيادة الفريق عبد الفتاح السيسى بدقائق حتى منهم من عارض بشدة غلق قنوات الفتنة التى كانت تبث السموم فى عقول الشعب سواء كان ذلك الشخص مرشد مركز كارينجى بالقاهرة أو قائد الجناح الصربى لجماعة الإخوان أو غيرهم ممن قاموا بتشويه صورة المتظاهرين بأنهم محسوبين على الفلول والطعمية بينما اكتفى فى تلك اللحظة الدكتور الإسلامى اليسارى التقدمى الليبرالى الاجتماعى “عبد المنعم ابو الفتوح” بالصمت فى تلك اللحظة لأنه سبقهم فى ذلك بكثير . وفى الوقت الذى تم فيه غلق قنوات الفتنة كان البيت الأبيض حول قناة ( سى ان ان ) لبديل قناة مصر 25 الإخوانية لتعلن للعالم كلة ان ما حدث فى مصر هو انقلاب عسكرى على عميلها المدنى المنتخب “مرسى العياط ” و من ثم بدئت لهجة العقوبات على مصر باعلان باتريك ليهى ( رئيس اللجنة المشرفة على المساعدات الخارجية ) بان لجنتة ستعيد النظر فى مساعدة مصر السنوية بـ 1.5 مليار دولار وتبعها العديد من التصريحات التى تصل لدرجة التهديد لمصرنا الغالية. وهذا بعد اتصالات مكثفة مع عصام الحداد . وربما تشهد الايام القادمة اقذر المحاولات من جماعة الاخوان للقيام بانقلاب مرة اخرى على الدولة المصرية بعد انقلاب 28 يناير 2011م .

وستكون النغمة القديمة الجديدة التى سيرددها الطابور الخامس لجماعة الاخوان بقوة فى تلك الفترة هى “يسقط يسقط حكم العسكر” وأؤكد لكم ان فى الأيام القليلة القادمة إن لم يكن الساعات القادمة سيجلس قيادات شباب الاخوان مع هولاء قادة الطابور الخامس ليقومو بتشكيل جبهة جديدة لكى تقدم نفسها للشعب المصرى بانها تيار الوسطية والحب والحنية اثناء المرحلة الانتقالية وهم من سيقومون بدور “جماعة ما بعد سقوط الجماعة ” وهو ما اشرت له فى مقالة حملت نفس الاسم .
وعلى غرار حالة الهياج والجنون لدى اعضاء الاخوان بعد سماع خطاب خلع مرسى العياط وحالة الارهاب التى قامو بها فى الشوارع و بتحديد فى محافظات الصعيد ومطروح . كذلك جن جنون من فى البيت الابيض . فلإدراك مدى قوة الصفعة التى نالوها تخيلو معى الان سياسات ومخططات وضعت منذ عقود تم تدميرها بالكامل وبالتحديد فى 1968م عندما قال “موشى ديان ” لجريدة ” تشرين اللبنانية ” إذا استطعنا اسقاط عسكر جمال عبد الناصر فى بئر الخيانة وتصعيد الإخوان الى سدة الحكم فى مصر سنشتم رائحة الموت والدماء فى كل بقعه من أراضى مصر، فلتكن تلك هي غايتنا وحربنا بمساعدة أصدقائنا الأمريكان. و هذا ما اكدة ” بن جوريون ” فى كتاب (تاريخ الحرب بين العرب واسرائيل ) و هذا ما فسرة شمعون بيريز الصديق الوفى لمرسى العياط عندما قال فى كتابة ( الشرق الاوسط الجديد ) و هو يشير على الانظمة العربية ” سنسقط تلك الانظمة عن طريق اضرام النيران بداخلها بايدى شعوبها ”
هذا بجانب عمل العديد من مراكز الابحاث سواء فى الولايات المتحدة او قطر او معاهدها بالقاهرة و قنوات فضائية تتحدث العربية بلسان البيت الابيض و التى صرف عليها المليارات كل هذا ذهب مع الريح .
و على جانب الراى العام العالمى و الاعلامى تصدرت يافطات ” اوباما يدعم الارهاب ” اغلب الجرائد العالمية و هو ما اعاد للمواطن الامريكى ذكريات جورج بوش السوداء .
ومن جهة صراع الكبار فمخالب الدب الروسى “فلاديمير بوتين” كتبت على الخد الثانى لاوباما كلمة “مصر” بعد ان كتبت على الخد الاول “سوريا”
والان على الاحزاب المدنية ان تستعد بكل قوة لتغذية عقل المواطن المصرى بقيم التمدن والتقدم والحداثة والدخول لمعركة التنوير من اوسع ابوابها خاصة بعد حالة الفراغ الفكرى الرهيب التى ستصيب قطاع من الشعب المصرى بعد انهيار حلم الخلافة وأستاذية العالم الذى ظل يزرعة حسن البنا فى الجماعة من بعد سقوط الخلافة فى تركيا فان لم تنتصر الاحزاب المدنية فى تلك المعركة التنويرية وتخرجنا من الدائرة المفرغة التى تحدث عنها الرائع الشهيد ” فرج فودة ” فربما تاتى لنا السنين المقبلة بنسخة من ” عدنان مندريس ” ثم تلاحقها نسخة من ” اربكان ” الى ان يصل بنا الحال لنسخة من رجل الناتو الاول ” اردوغان ” ونعيد الموال من اولة .
انا ما فعلة الشعب المصر فى 30 يونيو 2013م سيعلم الارض كلها كيف يثور الانسان اما ما فعلة اسود القوات المسلحة المصرية و نسور المخابرات العامة و الحربية على مدار عامين و نصف منذ 25 يناير 2011م و ربما قبل ذلك سيدرس لكل الاجهزة الامنية فى العالم كيف تمتص الضربات و ترد الصاع صاعين ان لم يكن عشرة و ستكتب كتب التاريخ من جديد من هى مصر .
وأخيرا و ليس اخرا اود ان اقول لكل من خاف من اخونة مفاصل الدولة ان الاخونة ستقتصر فى تلك المرحة على ” طرة ” و ” وادى النطرون ” فقط و الله الموفق .

 

 البداية

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى