الأخبار

عمر طاهر يكتب: حكومة محلب والكذب كشاعر أعمى

44

يقال إنه يكذب كشاعر أعمى، لأنه يقدم وصفا جميلا لكنه يكذب، لأنه لم يرَ ما يقوله، فى النهاية يعتبر هذا الكلام الجميل فاقدا للمصداقية، بالضبط مثل تصريح حكومة محلب عن اعتبار يوم الثلاثاء الماضى إجازة رسمية استجابة للإرادة الشعبية. هذا التصريح الذى فسره أحدهم بأن الإرادة الشعبية تلك تجلت لـ«محلب» فى أثناء وجوده فى اللجنة الانتخابية التى أدلى فيها بصوته، كان هناك عدة أشخاص يشكون من عدم القدرة على التصويت، لأن تغيبهم عن العمل سيجعلهم يتعرضون لخصم يوم «ربما كانوا يتحدثون عن أشخاص آخرين، لأن الشاكى كان موجودا بالفعل فى اللجنة وخلاص ليس محتاجا إلى إجازة»، ولكن سنعتبر أن المهندس محلب لم يأخذ باله من هذه المفارقة تحت ضغوط اللحظة الراهنة، مع افتراض صدق الواقعة أصلا، مع افتراض أنه لم يكن أمرا مباشرا من جهة مجهولة للمهندس محلب لأسباب يمكن فهمها بسهولة، سأتجاوز عن كل الفرضيات السابقة، لأننى لا أمتلك عليها دليلا ماديا، وسأتمسك بـ«الإرادة الشعبية» التى اعتمد عليها محلب فى إصدار قرار استثنائى، لأتهمه بأنه يكذب كشاعر أعمى، إذ إنه أشار إليها دون أن يراها، لو كان المهندس محلب «مفتَّح» كان شاف الإرادة الشعبية الحقيقية التى بح صوتها طول الوقت..

 

 

 

الإرادة الشعبية التى تطالب طول الوقت بـ«إزالة أسوار الداخلية اللى معطلة دخول وخروج الناس فى كل حتة فى وسط البلد من عابدين لجاردن سيتى»، و«الإفراج عن المحبوسين على ذمة جناية أنهم أصحاب رأى أو موقف سياسى»، و«احترام الدستور، والنماذج كثيرة فى عدم احترام بنوده زى بند حرية التنقل وعدم منع السفر إلا بحكم قضائى» (راجع منع فهمى هويدى من السفر).

 

 

 

و«إزالة تعديات الباعة الجائلين اللى احتلوا شوارع وسط البلد، وخربوا بيوت أصحاب المحلات.. الباعة اللى مغطيين كل استاندات الهدوم بصور السيسى عشان ماحدش يقرب لهم».

 

 

 

«منع استخدام الفحم»، و«عودة جماهير الكرة إلى المدرجات»، و«يقولوا لنا الفلوس والتبرعات اللى اتلمت بعد 30 يونيو راحت فين؟»، (وقبلها التبرعات اللى لمها محمد حسان لصالح الدولة برضه).

 

 

 

و«تسليم مبانى جامعة النيل لأصحابها»، و«الإفراج عن الطلبة المعتقلين من إسكندرية لطب قصر العينى.. طبعا خصوصا اللى عندهم امتحانات خلال الشهر ده».

 

 

 

و«علاج كارثة انقطاع الكهرباء وأزمة المرور الخرافية».

 

 

 

و«إعادة النظر فى مأساة أقساط أصحاب التاكسى الأبيض، خصوصا بعد ما بقى واضح للجميع أن التاكسى الأبيض كان نصباية من النظام القديم».

 

 

 

«نتائج واضحة وشفافة للجنة تقصى حقائق أحداث رابعة»، و«وقف هدم فيلات وقصور الإسكندرية الأثرية عشان يطلعوا مكانها بأبراج سكنية قبيحة»، و«فتح محطتى مترو السادات والجيزة التى بح صوت الناس بشأنها»، و«إنهاء أزمة الحد الأقصى والحد الأدنى للأجور وأزمة الكادر بكل أنواعه من الأطباء إلى المدرسين»، و«فتح ملفات الفساد اللى أشار إليها المجلس المركزى للمحاسبات».

 

 

 

و«عودة الداخلية لمكافحة قطع الطريق والخطف فى عز النهار.. عودة الداخلية للمواطن مش التفرغ لمكافحة الإخوان وبس».

 

 

 

و«مكافحة غلاء الأسعار اللى بيحصل دون قانون أو مراقبة فى كل تفصيلة تخص المواطن»، و«مكافحة أن 60% من الأدوية اللى فى السوق مجهولة المصدر».

 

 

 

لن أقول إن مصطلح «الإرادة الشعبية» الذى استخدمه المهندس محلب كان خاطئا، ولكن أريد أن أقول إذا أراد المهندس محلب أن يكون صادقا فى استخدامه فعليه أن يجرى عملية زرع القرنية.

 

 

 

 

الدستور الاصلى

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى