الأخبار

كلمتان كشفتا “ضعف” التنظيم

132

استعان تنظيم بيت المقدس الإرهابي، كعادته، بمصطلحات وتراكيب القرآن الكريم في بيانه الأخير، امتدادا في منهجه التدليسي بلصق ممارساته الإرهابية بالشريعة الإسلامية، وتلبيس الحق بالباطل.

ومن هذه المصطلحات “الانحياز” في القتال، أي الانسحاب، حيث قال “مما اضطر المجاهدين للانحياز حفاظا على أرواح المسلمين”، بهدف تبرير انسحابه أمام قوة ضربات الجيش المصري له، وإنزال هزيمة ساحقة به.

وتأتي هذه القاعدة من الأية الكريمة رقم “16” من سورة “الأنفال”، يقول تعالى “وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَىٰ فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ”، ففضلوا استعمال هذا اللفظ للخروج من تحت طائلة الآية، أوهذا ظنهم.

لكن التنظيم أخطأ في اشتقاق “الانحياز” في بيانه من “التحيز” في الآية، لأن الانحياز يكون “قلبيا” بالنية، والتحيز “عمليا” بالانتقال المكاني، وهو راجع إلى ضعف أعضاء التنظيم اللغوي، واعتمادهم على التشدق باللغة “شكليا” لمحاولة التشبه بالمسلمين الأوائل أهل الفصاحة، كعادتهم في كل تدليس يقومون به.

وفي أول بيان أطلقه “بيت المقدس” الإرهابي تعقيبا على هجومه الغادر على الجيش المصري، قال التنظيم “ولازالت الاشتباكات مستمرة”، وهو خطأ لغوي تافه لا يسقط فيه متحدث بلغة القرآن كما يوهمونا، فإن الفعل الناسخ “زال” لا يسبق بحرف النفي “لا” إلا في صيغة الدعاء، مثل “لا زلت بأمان”، أي أتمنى لك دوام الأمان، ولم يرد عن العرب مثل هذا التركيب الذي استخدموه، ما يمكن إن يشير إلى الكثير الذي لا نعرفه وراء هذا التنظيم، والصواب أن يقال “مازالت الاشتباكات مستمرة”.

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى