الأخبار

البرلمان المقبل “ممزق”

 

46
توقع الدكتور عماد جاد، عضو اللجنة التنسيقية، والمتحدث باسم قائمة «فى حب مصر»، أن يخرج تشكيل البرلمان المقبل «ممزقا» بسبب سيطرة المستقلين على أغلبية المقاعد، وقال فى حواره لـ«الشروق»: إن هناك صعوبة فى استمرار تحالف «فى حب مصر» ككتلة برلمانية بسبب أختلاف وجهات النظر بين الأحزاب المشاركة فيه، مُعربا عن اعتقاده بأن رئيس المحكمة الدستورية الحالى، المستشار عدلى منصور، هو الأقرب لتولى رئاسة البرلمان، وإلى نص الحوار..

● ما تقييمك للمشهد الانتخابى الحالى؟
ــ لا يُمكن تقيم التجربة بعيدا عن الظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التى مر بها المجتمع، فالانتخابات البرلمانية الحالية الأكثر تعبيرا عن المجتمع المصرى، بعد سقوط نظام شبه سلطوى، خاصة أننى أرى أن الانتخابات البرلمانية السابقة لا تُعتبر انتخابات، في ظل هيمنة التيار الإسلامي فضلا عن المخالفات التي شابت العملية الانتخابية حينها، ولكن الوضع مختلف الآن.

● ما حجم وتأثير المال السياسى خلال الانتخابات؟
ــ المال السياسى موجود فى كل الانتخابات المصرية، ولكن هناك جهات مُحددة دورها رصد ذلك، اللجنة العليا للانتخابات أصدرت تقريرا عن أداء الإعلام خلال فترة الدعاية الانتخابية قالت فيه، إن هناك بعض القنوات الفضائية منحازه لبعض الأحزاب السياسية.

● كيف تشكلت قائمة «فى حب مصر»؟
ــ القائمة بدأت مع رئيس الوزراء الأسبق، الدكتور كمال الجنزورى، وعقد خلالها اجتماعات مُكثفة مع الأحزاب وبعض الشخصيات لتشكيل القائمة؛ ولكن بعد ما تردد على أن القائمة مدعومة من الدولة، كون الذى يقوم بتشكيلها هو مستشار للرئيس الجمهورية، قرر الجنزورى وقتها الابتعاد عن المشهد، وأخذت المجموعة التى كانت تتواجد معه باستكمال المسيرة، وتم التواصل مع جميع الأحزاب السياسية ما عدا حزب النور (السلفى) للتشكيل ائتلاف انتخابى، خاصة بعدما فشلت جميع المحاولات فى تجمع التيار المدنى بقائمة واحدة.

● لماذا لم تتواصل القائمة مع حزب النور؟
ــ لأنها قائمة مدنية والحزب دينى، والفيصل فى أن يكون حزبا مدنيا أو دينيا، هو المرجعية ومن صاحب السيادة ومن هو مصدر التشريع.

● وبمَ تفسر انضمام عدد من الأقباط وترشحهم على قائمة «النور»؟
ــ النور يبحث عمن يشاركه فى الانتخابات، فالأقباط الذين يخوضون الانتخابات على قوائم النور ينقسمون إلى نوعين، الأول لديه خلافات مع الكنيسة بسبب الزواج والطلاق، والثانى شخصيات مغمورة تتمنى الترشح.

● ما رأيك فى مطالبة البابا تواضروس أقباط «النور» بـ«مراجعة أنفسهم»؟
ــ البابا يَعلم تركبية حزب النور، ويعرف بأنه يرفض المساواة والمواطنة، ولهم مواقف متناقضة، على سبيل المثال بعد ثورة 25 يناير، رفعت رموز سلفية فى محافظة إسكندرية لافتات هاجمت فيها البابا، والجميع يتساءل: كيف لمواطن مسيحى أن يكون عضوا بحزب النور، فى ظل مواقف وآراء قيادته عن الأقباط، مثل «بلاش تسلم على المسيحى، لو متجوز مسيحية كشر فى وشها»، ومن حق البابا أن يحرمهم من دخول الكنيسة لمدة مُعينة، وذلك من الناحية الدينية، ولكن لم يفعل ذلك.

● ما توقعك لعدد المقاعد الذى سيحصل عليها حزب النور؟
ــ لن يفوز بأى قائمة ويُمكن الإعادة بين قائمة النور و«فى حب مصر»، وقتها ستفوز «حب مصر»، أما الفردى سيحصل على 40 مقعدا فقط، وسيكون ثالث كتلة بالبرلمان بعد المصريين الأحرار والوفد.

● هل تستمر قائمة «فى حب مصر» ككتلة داخل البرلمان؟
ــ هناك صعوبة أن تكون القائمة كتلة داخل البرلمان، فالقائمة تضم 10 أحزاب سياسية، بإجمالى 40 مرشحا حزبيا، و80 مرشحا مستقلا، فكل مرشح حزبى سيعود إلى حزبه مرة أخرى، فحزب المصريين الأحرار الذى أمثله داخل القائمة له 8 مقاعد، ومرشحوه سَيعُودون لكتلة الحزب داخل البرلمان، واختلاف وجهات النظر سيجعل من الصعب وجود القائمة ككتلة، فمثلاً حزب المصريين الأحرار له اعتراض على بعض بنود قانون التظاهر، فى حين هناك من يرى داخل القائمة بأنه لا يمكن تعديل القانون وموافق عليه.

● هل طُرح اسم رئيس البرلمان المقبل داخل اللجنة التنسيقية لـ«فى حب مصر»؟
ــ لا.. لم يُطرح ذلك.

● برأيك من الأقرب للرئاسة البرلمان؟
ــ المستشار عدلى منصور رئيس الجمهورية الأسبق.

● من أبرز المتبرعين للقائمة «فى حب مصر»؟
ــ كل قائمة فى قطاع بها رجال أعمال هم المسئولون عن الدعاية الانتخابية، وهناك مرشحون ساهموا بـ5 آلاف جنيه، وحزب المصريين الأحرار لم يتبرع بجنيه واحد للقائمة ككل، واكتفى بدعم مرشحيه بالقائمة.

● ما ردك على ما قاله الفريق شفيق على أن القائمة «تُدار بشكل عشوائى»؟
ــ هذا طبيعى.. لأن قائمته تنافس قائمة «فى حب مصر».

● ما رأيك فى الدعوات التى أطُلقت لتعديل الدستور؟
ــ أنا ضد الحديث عن تعديل الدستور الذي لم يُطبق حتى الآن، فالدستور الحالى يُشبه النظام الفرنسى، هو النظام«المختلط» شبه رئاسى وشبه برلمانى، وصلاحيات السلطة التنفيذية مُقسمة بين رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء، الذى لن يكون موظفا عند الرئيس، ويُمكن أن يأتى رئيس وزراء فى خلاف مع رئيس الجمهورية، وعند حدوث ذلك يتدخل البرلمان لحل المشكلة؛ ولكن طلبات تعديل صلاحيات رئيس الجمهورية، لن تكون مجرد تعديلات فى مادة بالدستور؛ ولكن سيكون تعديل لفلسفة نظام الحكم بالكامل.

● لماذا لم تستطع القوى المدنية تشكيل قائمة موحدة؟
ــ أثناء تشكيل قائمة «فى حب مصر» فى شهر فبراير الماضى، لم يحسم حزب المصريين الأحرار قراره بالوجود بالقائمة، ووقتها المهندس نجيب ساويرس قال إننا نريد تشكيل قائمة تضم التيار المدنى، ويشارك فيها شخصيات عامة كمرشح الرئاسى الأسبق، حمدين صباحى، ويشارك فيها أحزاب التيار الديمقراطى، وحصل مبادرة حينها ولكن كل الجهود فشلت فى تحقيق تشكيل القائمة، كما أجريت اتصالاً بالدكتور محمد أبوالغار، رئيس حزب المصرى الديمقراطى، للتوحيد قائمة «صحوة مصر» مع قائمة للحزب، إلا أنه قال: إن هناك صعوبة فى هذا الأمر، خاصة بعد رفض الدكتور عبدالجليل مصطفى، وهذا ما حدث عندما حاول حزب الوفد المصرى تشكيل قائمة موحدة للتيار المدنى.

● هل هناك خلافات داخل حزب المصريين الأحرار للمشاركة بقائمة؟
ــ المكتب السياسى للحزب المصريين الأحرار كان منقسما ما بين استمرار أو انسحاب الحزب من «فى حب مصر»، ولذك عقد اجتماعا، وجاء التصويت بفارق صوت واحد للاستكمال الحزب داخل القائمة.

● ما توقعك لعدد المقاعد الذى سيحصل عليها حزب المصريين الأحرار؟
ــ هناك تقديرات داخل الحزب تقول إن الحزب سيحصل على 150 مقعدا بالبرلمان، ولكنى أتوقع أن يحصل على الحزب ما بين 80 لـ90، وهذا سيكون إنجازا كبيرا.

● هل ممكن أن يدخل حزب المصريين الأحرار فى تحالف للوصول إلى الأغلبية لتشكيل الحكومة؟
ــ كل شىء وارد؛ ولكن البرلمان المقبل سيكون ممزقا بسبب أن الأغلبية ستكون بيد المستقلين غير الحزبيين، الذى ستقترب نسبتهم داخل البرلمان إلى 60%، وهذا يحقق أغلبية مطلقة لهذا الكتلة، خاصة أن 90 % منهم كانوا أعضاء بالحزب الوطنى (المنحل)، وسيكون عينهم على السلطة.

● كيف ترى أزمة المادة «165» من الدستور المتعلقة بمراجعة ومناقشة القوانين التى أصدرها الرئيس خلال 15 يوما من انعقاد البرلمان؟
ـ حزب المصريين الأحرار وضع تصورا للقوانين التى آثارت جدلا، والتى لا تزيد على 10 أو 15 قانونا فقط، يمكن تعديلهم ومناقشتهم خلال تلك الفترة التى نص عليها الدستور، أما القوانين التى لم تسبب أى مشاكل يمكن إقرارها، وبرأيى أن أول القوانين، التى ستنظر، وأثارت جدلاً قانون التظاهر، مع العلم أننى ضد قانون التصالح فى جرائم المال العام.

● هل تتوقع استكمال البرلمان دورته؟
ــ هذا يعتمد على موقف السلطة التنفيذية.

● ما توقعك للنسبة المشاركة فى الانتخابات البرلمانية؟
ــ من 35 إلى 45 %، لكنه توقع ممزوج بالأمنيات.

الشروق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى