الأخبار

الحقائق الغائبة حول أزمة وزارة التعليم مع حزب النور

 

 

176

سبب كتاب التاريخ للصف الثالث الثانوي، في أزمة حادة بين وزارة التربية والتعليم، وحزب النور السلفي، خاصة بعدما جاء بالكتاب أن الحزب مخالف للدستور. 

وأصدر حزب النور بيانا صحفيا شديد اللهجة، شن خلاله هجوما عنيفا على الوزارة ومؤلفي الكتاب، لكن “بوابة الأهرام” توصلت إلى تفاصيل جديدة، فيما يخص كواليس تأليف الكتاب، وأسباب وضع هذه المادة بأحد أبوابه. 

وبدأت القضية كالآتي: 

كان كتاب التاريخ للصف الثالث الثانوي، متوقفا عند انتصارات أكتوبر 1973، أي لم يتم تحديثه منذ 41 عاما، وقامت في مصر عدة أحداث سياسية تستوجب تغيير وتحديث الكتاب، وإضافة بعض الأجزاء الخاصة بالتطورات السياسة التي حدثت في مصر. 

وعندما عزمت الوزارة على تحديث الكتاب، استندت في ذلك إلى قرار وزاري، أصدره الدكتور محمود أبوالنصر وزير التربية والتعليم، كان من ضمن مواده، مادة تنص على أنه يحظر تحديث أي كتاب إلا من خلال المؤلف الأصلى له، إذا كان على قيد الحياة، وإذا توفي، فإنه يتم تشكيل لجنة لإعادة تحديث الكتاب وتأليفه. 

بالفعل أجرت الوزارة اتصالا هاتفيا بمؤلف الكتاب الأصلى، وتبين أنه على قيد الحياة، وعمره 85 عاما، فتم تحديد موعد بينه وبين الوزير، وبالفعل التقاه “أبوالنصر” وطلب منه تحديث الكتاب، بما يتوائم مع الأحداث السياسية التي حدثت في مصر خلال السنوات الأربع الأخيرة. 

تم تحديث الكتاب وفقا لحقائق حدثت في مصر، منذ قيام ثورة 25 يناير حتى تنصيب عبدالفتاح السيسي رئيسا للجمهورية، وبدأت الأحداث التي ذكرها المؤلف في الكتاب، بتأكيده أن هناك جماعات إسلامية طفت على السطح ونصبت نفسها على أنها هي التي فجرت ثورة 25 يناير، ومن بينها أحزاب مخالفة للدستور مثل الحرية والعدالة والنور والإصلاح. 

كانت عبارة “مخالفة للدستور”، هي الشرارة التي فجرت الحرب الكلامية بين حزب النور ووزارة التعليم، لدرجة وصلت إلى أن الحزب هدد برفع دعوى قضائية ضد الوزارة بسبب هذه العبارة. 

لكن “بوابة الأهرام” بحثت على أصل هذه المادة، وتبين أنها تحمل رقم “6” في دستور 2012، الذي وضعه الإخوان المسلمون، أثناء ما كان يرأس الجمهورية، محمد مرسي، وجاء نصها كالآتي 



وعندما سألت “بوابة الأهرام” مسئولا بارزًا بالوزارة: لماذا كتبتم عبارة حزب النور المخالف للدستور؟. أجاب: “لأن الدستور يقول إنه لا يجب إنشاء أحزاب دينية على أساس ديني”. 

سألنا ذات المسئول عن سبب وضع حمدين صباحي بالكتاب على أنه ناشط سياسي، قال: “عندما ذكرنا أن الانتخابات تنافس فيها حمدين صباحي وعبدالفتاح السيسي، لم نجد وظيفة معينة لحمدين صباحي، لأنه ليس رئيسا لحزب، أو يعمل في وظيفة بعينها، ولم نجد سوى كلمة ناشط سياسي”. 

سألناه مرة أخرى: ولماذا ذكرتم أن عبدالفتاح السيسي برتبة “فريق” أجاب قائلا: “لأن السيسي عندما ألقي بيان 3 يوليو الذي أسند فيه مسئولية الحكم إلى المستشار عدلي منصور، كان وقتها السيسي برتبة فريق، وأنها حصل بعدها على رتبة مشير”. 

وبشأن ما جاء بالكتاب حول عبارة “خليهم يتسلوا”، قال المصدر: “أردنا من هذه العبارة أن نشير إلى أن حسني مبارك كان يستخف بالمعارضة، ويستهتر بالحياة السياسية في مصر”. 

وبسؤاله: هل يحق لأي شخص في الوزارة أن يتدخل في عمل مؤلف الكتاب، أجاب المصدر: “هناك مادة في القرار الوزاري تنص على أنه في حالة التدخل في عمل المؤلف أو تعديل أو جزئية فإنه يحق له مقاضاة الوزارة بتهمة التعدي على الملكية الفكرية، ولم يكن هناك أي شئ يستحق التعديل، لأن كل ما جاء بالكتاب حقائق تاريخية موثقة”. 

يذكر أن الشخص الذي قام بتحديث كتاب التاريخ للصف الثالث الثانوي، هو نفس الشخص الذي قام بتأليف الكتاب في عهد حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك.

 

 

 

الاهرام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى