الأخبار

ضربات إيران الجوية في العراق جس نبض للعالم

82

كشفت وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” مساء أمس الثلاثاء، أن مقاتلات إيرانية شنت ضربات على مواقع تابعة لتنظيم داعش في العراق.

وأشار البنتاغون إلى أن المقاتلات الإيرانية قصفت تجمعات لمسلحي تنظيم الدولة في العراق في الأيام الأخيرة، لكنه لم يوضح متى حدث ذلك بالضبط ولا المواقع التي شاركت الطائرات الإيرانية في استهدافها.

وقال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي “لدينا مؤشرات إلى الإيرانيين شنوا غارات جوية بواسطة طائرات فانتوم أف-4 خلال الأيام الأخيرة”، وفقاً لفرانس برس.

ولم يوضح كيربي ما إذا كانت هذه الضربات تمت بتنسيق مع قوات التحالف الدولي أم لا.

من ناحيتها، نفت إيران اليوم الأربعاء تنفيذ ضربات جوية ضد مواقع داعش في العراق، وفقاً لرويترز، كما نفت في وقت سابق أي تعاون مع التحالف الدولي في قصف تنظيم الدولة، وذلك على لسان مساعد الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية العميد جزائري بحسب ما نقلت قناة العالم عن تصريح له أدلى به لوكالة أنباء فارس الإيرانية.

وإذا كانت الولايات المتحدة وإيران بحثا مرارا التصدي لتنظيم “داعش”، وخصوصا على هامش المفاوضات حول برنامج طهران النووي المثير للجدل، فإن واشنطن شددت أيضاً أكثر من مرة على أن البلدين لا يتعاونان عسكرياً، ورغم عدم التشاور معها فإن الولايات المتحدة رصدت بالتأكيد تحركات المقاتلات الإيرانية، وهي طائرات قديمة استخدمها الأميركيون في حرب فيتنام قبل أكثر من أربعين عاما.

ويملك مركز القيادة الجوية الأميركية في قطر عتاداً متطوراً لرصد هذا النوع من الطائرات. وهو يشرف أيضا على مهمات المقاتلات والقاذفات والطائرات من دون طيار التي تحلق في شكل مستمر فوق العراق وسوريا، بالتعاون مع الدول الأخرى التي تشارك في التحالف ضد “الدولة الإسلامية”.

محافظة ديالي العراقية المتاخمة لإيران

وإضافة إلى ضرباته الجوية التي سجلت أخيراً، ينشط الجيش الإيراني كذلك على الأرض عبر مساعدة الميليشيات الشيعية ووحدات الجيش العراقي. حتى أن بعض القوات العراقية تستخدم بنادق وعددا من قاذفات الصواريخ الإيرانية، كذلك وضعت إيران في تصرف العراق مقاتلات من طراز سوخوي “سو 25″. وسرت معلومات أن طيارين إيرانيين يقودون تلك الطائرات، وفقاً لفرانس برس.
لكن دخول طائرات حربية إيرانية إلى أجواء العمليات الحربية للأميركيين يدفع إلى استنتاج واحد هو موافقة الأميركيين والعراقيين على التصرفات الإيرانية، أو على الأقل التعايش معها.

وفي هذا سألنا الدكتور مصطفى اللباد، ، رئيس مركز الشرق للدراسات الإقليمية والاستراتيجية بالقاهرة، عن الضربات الجوية الإيرانية في شرق العراق التي أعلن عنها البنتاجون مساء أمس، وهل هذه الخطوة نابعة من القلق من نفوذ داعش في محافظة ديالي وفي شرق العراق عموماً أم تعاون غير معلن مع التحالف الدولي أم نابع من حسابات سياسية، وهل لمفاوضات إيران النووية مع دول 5+1 دول في هذا، حيث قال، “يبدو أن الطلعات الجوية الإيرانية على محافظة ديالي لم تتم بتنسيق مباشر مع واشنطن، وإنما عبر حكومة بغداد المركزية، مشاركة إيران في الحرب على داعش أمر مرحب به أميركياً، لكن من دون تنسيق معلن، والسبب في ذلك أن واشنطن لا تريد خسارة حليفاتها العربيات في الخليج والتي تتحفظ من دور إيراني متنام في العراق خصوصا والمشرق العربي عموماً”.

وأضاف اللباد في تصريحات خاصة لوكالة أونا، أن الطلعات لها بعد رمزي، فطراز الطائرات الإيرانية (فانتوم اف 4) عتيق وغير ناجع مثل المقاتلات الحديثة، ولكنه كاف لإرسال رسالة سياسية مفادها أن إيران منخرطة في الحرب على داعش، ولإيران هنا حسابات سياسية تتعلق بتقاطع مصالحها مع أمريكا في موضوع محاربة تنظيم الدولة، وتريد إظهار نفسها كشريك للغرب في محاربته. لكن اقتصار الطلعات على ديالي واستخدام عدد قليل من طائرات ذات طراز عتيق يعني أيضا جس نبض إيراني لردود الفعل الإقليمية والدولية أولاً قبل البدء في توسيع النطاق الجغرافي للعمليات باستخدام عدد أكبر من الطائرات وبطرازات حديثة في مرحلة لاحقة.

فانتوم اف-4 إيرانية

وفي سؤاله حول وجود ارتباط بين المحادثات النووية بين إيران والدول 5+1 وبين النشاط الجوي الأخير في العراق، قال “بالطبع مفاوضات إيران النووية مع الدول الست الكبرى لها ارتباط مع الأحداث في العراق، لأن تقاطع مصالح إيران وأمريكا في العراق هو حقيقة جيو-سياسية تدفع الطرفين إلى توافق في الملف النووي على قاعدة: تقليص البرنامج النووي الإيراني وعدم عسكرته في مقابل اعتراف أميركي بأدوار إيران الإقليمية. الطلعات الإيرانية الأخيرة على ديالي ترسل هذه الرسالة ليس بمداد الحبر، ولكن بالقذائف والنيران”.

اونا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى