الأخبار

باسم يوسف يشعل الحرب بين أنصار الإخوان والسيسي

177

 

 

كان الجميع ينتظر عودته خصوصا في بلد اصبحت فيه معظم وسائل الاعلام تدعم الجيش، ولكن باسم يوسف الاعلامي الساخر الاشهر في العالم العربي اثار في اول حلقة له بعد اربعة اشهر من الغياب غضب الجميع.

مساء الجمعة ورغم حظر التجول الذي يبدأ في السابعة مساء في القاهرة، كانت المقاهي داخل الاحياء مكتظة بالمشاهدين الذين تجمعوا لمتابعة برنامجه “البرنامج” فيما كان كثيرون يتساءلون “هل سيجرؤ على انتقاد الجيش؟”.
وكان الاسلاميون يعتبرون باسم يوسف خصما خطيرا لهم بسبب انتقاداته اللاذعة مساء كل جمعة للرئيس المعزول محمد مرسي والقيادات الاسلامية عموما. وتوقف برنامجه قبل اربعة اشهر ليستأنف الجمعة وتبين انه استقطب خصوما جددا هم مؤيدو وزير الدفاع وقائد الجيش الفريق اول عبد الفتاح السيسي الذي اطاح بمرسي في الثالث من تموز/يوليو الماضي اثر تظاهرات حاشدة طالبت برحيله في 30 حزيران/يونيو.
وتناول باسم يوسف هذه الفترة ساخرا من معظم قنوات التلفزيون المحلية وخصوصا مبالغاتها في اعداد المشاركين في تظاهرات الثلاثين من حزيران/يونيو عارضا مشاهد لبرامج يقول مقدموها ان عدد الذين نزلوا الى الشوارع لمطالبة مرسي بالرحيل هم 20 او 30 لا بل 70 مليونا.
وعرض باسم يوسف بطريقة ساخرة كذلك السجال بين انصار الإخوان ومؤيدي الجيش حول ما اذا كانت اطاحة مرسي ثورة ام انقلاب، فقال وكأنه يتحدث بلسان جماعة الاخوان المسلمين “عندما تحلم بالسلطة لمدة 80 عاما وتخسرها في لحظة فانه انقلاب”، ولكنه يتقمص فورا بعد ذلك شخصية بعض النشطاء الذين يصفون ما حدث بانه “انقلاب ناعم” فيقول، ممسكا بزهرة حمراء في يده، “مرسي حبيبي لم تعد رئيسا ليست هذه غلطتنا بل غلطتك انت”.
ويسخر الاعلامي الشهير بعد ذلك من السلطات الجديدة بدءا من الرئيس المؤقت عدلي منصور الذي يبدو ان احدا لا يتذكر اسمه في حين يمجد كثيرون الفريق اول السيسي الى درجة ان متجرا لبيع الحلويات صنع نوعا من الشوكولا اطلق عليه اسم “شوكولا السيسي”.
ولكن الضحك على “الهوس بالسيسي” الذي اصاب بعض المصريين لم يعجب الجميع.
وكتب المسؤول السابق في المخابرات المصرية اللواء متقاعد سامح سيف اليزل على فيسبوك تعليقا على اولى حلقات باسم يوسف “لقد هالني ما شاهدته وسمعته من اسفاف وتلميحات جنسية فاضحة وتعليقات لم يجانبها التوفيق على قيادات القوات المسلحة وصلت الى حد الاساءة الواضحة، بل ما اعتبرته هجوما مباشرا على القائد العام للقوات المسلحة، مما يصب بكل تأكيد في صالح جماعة الاخوان المسلمين ومن يساندونهم خاصة وان هذا البرنامج يحظى بنسبة مشاهدة عالية على المستويات المحلية والعربية بل والدولية لدى الجاليات المصريه والعربيه المقيمة بالخارج مما يسيء الى ثورة الثلاثين من يونيو والقوات المسلحة التى ساندتها”.
وفي مقهى بحي المقطم حيث كان مقر قيادة جماعة الاخوان المسلمين قبل الاطاحة بمرسي، قال رامي عادل وهو موظف في احد البنوك ” يبدو ان باسم يوسف لا هدف له الا السخرية من النظام القائم” مضيفا “انه لا يريد الا الاضرار بصورة السيسي والجيش، هذا شي فظيع”.
اما احمد عبد العليم الذي كان يتابع “البرنامج” في نفس المقهى فوجد ان الحلقة كانت “رائعة” وان باسم يوسف “نجح في تلخيص ما يحدث على الساحة السياسية المصرية بشكل موضوعي وشجاع”. وقال “لقد انتقد الجميع حتى السيسي ولا احد يجرؤ على ذلك”.
ولم يتوقف الاعلامي الشهير، الذي تعرض لملاحقة قضائية في عهد مرسي بسبب انتقاداته للرئيس السابق، عن السخرية من القيادات الاسلامية التي تشكو الان من الاقصاء عارضا مقطعا من خطاب لمرسي يقول فيه انه لا مانع من “التضحية بشوية ناس” من اجل ان تسير البلد ولقطة اخرى للقيادي الاسلامي المحتجز حاليا صفوت حجازي يؤكد فيه انه لو كان صاحب قرار “لاغلق كل قنوات التلفزيون” التي تهاجم الاسلاميين.
ولم تر ليلى ابراهيم التي كانت في المقهى ذاته في برنامج باسم يوسف الذي وصفته ب “المهرج” الا هذا الجزء. وقالت ان “انه لشيء مخز ان تسخر من اشخاص يوجدون الان في السجن، من الخسة ان تهاجم اناسا لا يستطيعون الدفاع عن انفسهم”.
وما زالت القلوب والعقول في مصر ملتهبة خصوصا ان الاشتباكات والاعتداءات اوقعت منذ اب/اغسطس الماضي اكثر من الف قتيل وشبكات التواصل الاجتماعي شاهد على جدل حاد بين الاسلاميين وانصار الجيش.
وعلى شبكة فيسبوك ، ظهرت على الفور مطالب بمحاكمة باسم يوسف.
وصباح السبت، قدمت بلاغات عدة للنائب العام المصري تتهم باسم يوسف بالاساءة للجيش والى قادته والتهكم على مؤسسات الدولة في حلقة الجمعة.
ابرز تلك البلاغات جاءت من حملة تسمى “السيسي رئيسا” التي تدعو لانتخاب الفريق السيسي قائد الجيش رئيسا لمصر، حسب ما افاد مصدر قضائي.
اما الاعلامي نفسه فقال على حسابه على تويتر “تقول الاسطورة ان الشعب المصري ابن نكتة و يتقبل السخرية .هذا صحيح لكن اضف للجملة +اللي على مزاجه فقط+” اي فقط تلك التي تستهويه.

الوفد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى