الأخبار

السيسي لا يهتم بـ«العروبة» مثل عبدالناصر

 

76

 

رأت مجلة «فورين آفيرز» الأمريكية أن وزير الدفاع، الفريق أول عبدالفتاح السيسى، يسير على خطى جمال عبدالناصر فى بدايات حكمه بشأن التوفيق بين القضايا القومية وبين الدعم الأمريكى، بحسب الكاتب الأمريكى فى المجلة، البروفيسور روبرت سبرينجبروج.

الكاتب يقتبس في مقال له، أمس الأول، مقولة هدى عبدالناصر «إن الفريق عبدالفتاح السيسى يسير على نفس خطى والدها» (أن السيسي الرجل القوي حاليا في البلاد وأنه الوريث المنطقي لتركة والدها السياسية)، معتبرا أن «هذه المقولة تتحقق فعليا، فالسيسى اضطر إلى تولى مسئولية مصر عقب انقلاب، وعمل فى بداية عمله السياسى مع جماعة الإخوان المسلمين».

ويرى سبرينجبروج، المتخصص فى الشئون الأمنية بالأكاديمية البحرية الأمريكية، أن «مفتاح فهم مستقبل العلاقات المصرية- الأمريكية هو فهم ما حدث فى الماضى خلال حكم عبدالناصر، فالسيسي ليس أقل وطنية عن عبد الناصر، ويحاول العمل على أن يكون بطلا للعالم العربى، ويصر على استعادة مكانة مصر فى المنطقة كدولة قائدة».

ويضيف أن «السيسي مؤمن لا يهتم بمسألة العروبة والقومية العلمانية مثل سلفه عبدالناصر، فهو حريص على فاعلية مؤسسة الأزهر فى تقديم الدين الإسلامى المعتدل، وهو ما يتلاءم مع مصلحة مصر والمنطقة بأسرها».

والتحدى الآن امام واشنطن والسيسى، بحسب الكاتب، هو «إعادة تقويم تطلعاتهما ازاء العلاقات الثنائية بين البلدين، والتركيز على العلاقات الاستراتيجية فحسب، بدلا من اعادة علاقات حميمة ممتدة منذ أكثر من 30 عاما (منذ اتفاق كامب ديفيد 1979)، فواشنطن بحاجة إلى مصر قوية للإمساك بزمام السياسة الأمريكية المتخبطة فى المنطقة، والسيسى بحاجة إلى مال وسلاح لصد التحديات الداخلة»، مضيفا أن «المستقبل مشرق للطرفين الأمريكى والمصرى طالما سعيا إلى التركيز على هدفهما الاساسى من العلاقة».

ويمضى معتبرا أن «السيسى الآن بالفعل يلتزم بنفس قواعد اللعبة، مثل عبدالناصر، فى علاقته بواشنطن، إذ ينأى بنفسه علنا عن واشنطن، بينما يفعل كل شىء فى الوقت نفسه ليؤكد لواشنطن أنه حليف مهم لها ليضمن دعمهم المهم، فعندما قطعت واشنطن المعونة العسكرية جزئيا عن مصر فى أكتوبر الماضى كان رد الفريق السيسى بأن هذا سيضر بمصالح واشنطن أكثر من القاهرة، لكنه لم يعلن مثلا عدم استمراره فى الحرب على الإرهاب بسيناء لم يقل ما قد يشكل قد يتسبب في توقيف المساعدات لمكافحة الإرهاب في مصر – خاصة في سيناء، ردا على القطع الجزئى للمعونة؛ لأنه يعتبرها (تلك الحرب) الأمر الأهم بالنسبة لمصداقية الجيش وقياداته».

ويتابع: «وبينما سمح السيسى للإعلام الرسمى بانتقاد الولايات المتحدة اكثر من ايام الرئيس المخلوع حسنى مبارك، إلا أنه حرص على ألا يتم تجاوز الخطوط الحمراء، بأن يدور حديث حول رفض مصرى لاتفاقية السلام أو الحديث سلبا عن كامب ديفيد»، مضيفا: «كما أن الجيش المصرى دمر أنفاق (حركة) حماس فى رفح (المصرية) على الحدود مع قطاع غزة، وزاد من التعاون مع اسرائيل فى مجال مكافحة الإرهاب».

ويرى الكاتب الأمريكى أن «استدامة العلاقات بين واشنطن والقاهرة تكمن فى إصلاح الجيش المصرى.. وعلى واشنطن تقليل تعديل وربما تقليل بيع السلاح لمصر لضمان أن هذا السلاح سيوجه إلى مكافحة الإرهاب الخطر الحقيقي الذي يهدد أمن مصر بدلا من المصالح المالية بين الطرفين».

الشروق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى