الأخبار

طفح الكيل من استفزازات بيونغيانغ

أعلنت السفيرة الاميركية لدى الامم المتحدة نيكي هايلي اليوم (الاثنين) خلال اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي أن الولايات المتحدة ترغب في ان تتخذ المنظمة الدولية «أشد إجراءات ممكنة» لمعاقبة كوريا الشمالية على تجربتها النووية الأخيرة لأنه «طفح الكيل»، مؤكدة أن أميركا تعتزم توزيع مشروع قرار جديد في شأن كوريا الشمالية وترغب في التصويت عليه في مجلس الامن الاسبوع المقبل.

وقالت الديبلوماسية الأميركية، التي وصفت زعيم كوريا الشمالية كيم غونغ أون بأنه «يستجدي لإشعال حرب»، «آن الأوان لوقف الإجراءات المنقوصة»، مؤكدة ان مقاربة الامم المتحدة منذ اكثر من 20 عاما «لم تنجح» في تغيير موقف كوريا الشمالية، مضيفة «اشد العقوبات فقط يمكن ان تخولنا حل هذه المشكلة عبر الديبلوماسية».

وحضت هيلي الأمم المتحدة على فرض «أشد إجراءات ممكنة» لمنع بيونغيانغ من اتخاذ أي خطوات أخرى في برنامجها النووي. وقالت إن «الولايات المتحدة ستشارك في مفاوضات هذا الأسبوع في شأن مشروع القرار»، مضيفة أن بيونغيانغ «صفعت الجميع على وجوههم» بالتجربة النووية الأخيرة.

وتابعت «على رغم جهودنا، فإن برنامج كوريا الشمالية الصاروخي أكثر تقدماً وأكثر خطورة من أي وقت مضى. لم ترغب الولايات المتحدة في الحرب مطلقاً. ولا نريدها الآن، لكن صبر بلادنا له حدود».

وقال مسؤول الشؤون السياسية في الأمم المتحدة جيفري فيلتمان، إن «الأمين العام أنطونيو غوتيريش يعول على تكاتف مجلس الأمن الدولي واتخاذه لتحرك ملائم في شأن كوريا الشمالية»، محذراً المجلس المؤلف من 15 بلداً من أنه «مع ازدياد التوتر تزداد مخاطر سوء الفهم والخطأ في التقدير والتصعيد».

وأضاف أن «التطورات الأخيرة الخطرة تستلزم رداً شاملاً من أجل تحطيم حلقة الاستفزازات من كوريا الشمالية. ينبغي أن يشمل مثل هذا الرد ديبلوماسية حكيمة وجريئة ليكون فعالا».

وقال سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبنزيا، إن «الحلول العسكرية لا يمكن أن تحسم أزمة شبه الجزيرة الكورية»، مضيفاً أن «هناك حاجة ملحة للتفكير بهدوء والنأي بالنفس عن أي تحرك قد يصعد التوترات».

وأبلغ نيبنزيا مجلس الأمن الدولي أن «التسوية الشاملة للملف النووي وغيره من القضايا التي تعصف بشبه الجزيرة الكورية يمكن الوصول إليها فقط من خلال القنوات السياسية الديبلوماسية، بما في ذلك الاستفادة من مساعي الوساطة للأمين العام للأمم المتحدة».

وحض السفير الصيني لدى الأمم المتحدة ليو جيه يي كوريا الشمالية على الكف عن ارتكاب الأخطاء وقال لمجلس الأمن الدولي «نحض كوريا الشمالية بشدة على الكف عن ارتكاب الأخطاء التي تؤدي لتدهور الوضع، ولا تصب في مصالحها أيضاً، وأن تعود بشكل حقيقي إلى مسار حل الأزمة عن طريق الحوار».

ويأتي الاجتماع الطارئ اليوم بعدما طلبت الولايات المتحدة واليابان وبريطانيا وفرنسا وكوريا الجنوبية من مجلس الأمن بالاجتماع لبحث التجربة النووية التي أجرتها بيونغيانغ.

*سيول ترد

ورداً على التجربة النووية، أعلنت كوريا الجنوبية اليوم إجرائها مناورات عسكرية بالذخير الحية، تضمنت إطلاق صواريخ بالستية ومقاتلات من طراز إف 15، موجه ضرباتها لأهداف في بحر الشرق.

وأوضحت »وكالة الانباء الكورية الجنوبية» (يونهاب) أن مدى الأهداف التي شملتها المناورات يعادل مدى موقع «بونغيي ري» للتجارب النووية في شمال شرقي كوريا الشمالية.

وأعلن مسؤولون في وزارة الدفاع الكورية الجنوبية ان التجربة التي أجرتها بيونغيانغ قدرت شدتها بـ 50 كيلوطناً. وهذه الكمية من الطاقة تعني أن التجربة كانت أقوى بخمس مرات من الاختبار النووي الذي أجرته كوريا الشمالية في أيلول (سبتمبر) 2016، وأقوى بثلاث مرات من القنبلة الاميركية التي دمرت هيروشيما في 1945.

ولم تقدم وزارة الدفاع الكورية الجنوبية أية تفاصيل عن التوقيت الذي قد تنفّذ فيه بيونغيانغ تجربتها المقبلة، لكنها توقّعت أن تكون تجربة إطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات في المحيط الهادئ لزيادة الضغط على واشنطن.

وأشارت كوريا الجنوبية اليوم إلى أنها ستنشر موقتاً أربع منصات إطلاق الصواريخ المتبقية من «نظام الدفاع الصاروخي الأميركي« (ثاد) بعد استكمال تقييم بيئي تجريه الحكومة. وقالت وزارة الدفاع في بيان إنه سيتم القيام ببعض أعمال البناء لنشر منصات الإطلاق الأربع في موقع سيونغ جو جنوب سيول.

ويوجد حالياً منصتا إطلاق في هذا الموقع الذي كان ملعباً للغولف، ولم تحدد الوزارة موعد نقل منصات الإطلاق للموقع. وتعارض الصين بقوة نظام «ثاد» وتقول إنه يقوض أمنها بسبب راداره القوي.

وأثارت كوريا الشمالية أمس موجة استياء في العالم بإجرائها أقوى تجربة نووية قامت بها حتى الآن، وأكدت بيونغيانغ أنها اختبرت «بنجاح تام» قنبلة هيدروجينية يمكن وضعها على صواريخ بعيد المدى. وقالت كوريا الشمالية إنها تمكنت من تصميم قنبلة هيدروجينية صغيرة يمكن أن تحمل على صاروخ، وهو ما أكدّه وزير دفاع الجنوب أيضا.

* تحرك دولي

وقال وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس في وقت سابق إن أعضاء مجلس الأمن «مازالوا مجمعين في التزامهم إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية»، مضيفاً أن أي تهديد للولايات المتحدة أو أراضيها أو حلفائها سيُقابل «برد عسكري قوي».

وتابع: «القيادة في كوريا الشمالية ورئيسها كيم مسؤولان عن هذا الاستفزاز»، مضيفاً أنه سيتم استدعاء سفير بيونغيانغ ثانية إلى وزارة الخارجية، لافتاً إلى ان بلاده تؤيد حلاً ديبلوماسياً وسلمياً للأزمة. وأردف: «هذا يتطلب رداً منسقاً من العالم أجمع وليس فقط العالم الغربي وإنما أيضاً روسيا والصين».

وقالت رئيسة سويسرا دوريس ليوتار، إن «بلادها المحايدة مستعدة للتوسط في حل الأزمة الكورية الشمالية، بما في ذلك استضافة محادثات وزارية»، مضيفة أن «بلادها تتمتع بتاريخ طويل من الديبلوماسية المحايدة، إلا أنه يجب أن تتحمل الصين والولايات المتحدة نصيبهما من المسؤولية».

وتابعت في مؤتمر صحافي «مستعدون للقيام بدورنا وسيط. حان الوقت بحق الآن للجلوس حول طاولة التفاوض. القوى الكبرى عليها مسؤولية».

وقال رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي اليوم إن بلاده ستبذل قصارى جهدها بالتعاون مع أميركا للدفاع عن نفسها ضد الصواريخ التي تطلقها بيونغيانغ ولزيادة قدراتها الدفاعية الصاروخية.

أما جارة كوريا الشمالية، الصين، فعارضت قيام بيونغيانغ تجربتها النووية. قال الناطق باسم الخارجية الصينية غينغ شوانغ للصحافيين اليوم ان «الصين قدمت احتجاجاً لدى الشخص المكلف شؤون سفارة جمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية في الصين». وأضاف ان «الصين تعارض قيام جمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية بتجربة نووية ونحن ملتزمون نزع الاسلحة النووية في شبه الجزيرة. هذا الموقف معروف كما ان جمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية تعلم هذا الامر تماماً».

وفي برلين، قال الناطق باسم الحكومة شتيفن زايبرت إن ألمانيا وفرنسا ستطلبان من الاتحاد الأوروبي التشاور في شأن إمكان فرض عقوبات أشد على كوريا الشمالية.

وتابع في مؤتمر صحافي: «القيادة في كوريا الشمالية ورئيسها كيم مسؤولان عن هذا الاستفزاز»، مضيفاً أنه سيتم استدعاء سفير بيونغيانغ ثانية إلى وزارة الخارجية، لافتاً إلى ان بلاده تؤيد حلاً ديبلوماسياً وسلمياً للأزمة. وحضت بريطانيا واليابان وكوريا الجنوبية على فرض الأمم المتحدة عقوبات جديدة.

وفي الكرملين، أوضح نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف إن أي «خطوات حمقاء فيما يتعلق بكوريا الشمالية قد تزيد الوضع سوءاً»، مضيفاً أن هناك حاجة لحل سياسي للأزمة.

وكانت كوريا الشمالية أجرت سادس وأقوى تجاربها النووية لأمس في انتهاك لقرارات الأمم المتحدة وقالت إنها قنبلة هيدروجينية متقدمة من أجل تثبيتها بصاروخ بعيد المدى. وتفرض الأمم المتحدة عقوبات على كوريا الشمالية منذ العام 2006، بسبب برامجها للصواريخ الباليستية والنووية.

وقال ديبلوماسيون إن المجلس قد يدرس الآن حظر صادرات بيونغيانغ من المنسوجات و«الخطوط الجوية الوطنية الكورية» ووقف إمدادات النفط للحكومة والجيش، ومنع الكوريين الشماليين من العمل في الخارج وإضافة كبار المسؤولين إلى قائمة سوداء من أجل تجميد أصولهم وحظر سفرهم.

في شأن آخر، تعهد وزير المال الكوري الجنوبي كيم دونغ يونغ اليوم تطبيق سياسات لدعم الأسواق المالية إذا ظهرت علامات على امتداد عدم الاستقرار الذي سببته أحدث تجارب كوريا الشمالية النووية إلى الاقتصاد الحقيقي.

وقال كيم في اجتماع تقرر عقده بشكل عاجل مع البنك المركزي وجهات الرقابة المالية قبل فتح الأسواق المالية: «إننا ندرك أنه قد تكون هناك تداعيات سلبية إذا عادت الأخطار الجيوسياسية للظهور. سنراقب الاقتصاد على مدار اليوم ونقوم بردود سريعة وحازمة لتحقيق استقرار الأسواق طبقاً لخطتنا الطارئة وفقاً للحاجة».

الحياة تجريبي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى