الأخبار

الحقائق العلمية الغائبة في تحقيق «عربات الفول»

30

 

 

 

أكتب هذا التحليل بناءً على طلب رئيس قسم التحقيقات بجريدة التحرير . هذا التحليل هو ملخص لما نشرته على فيسبوك فى تعليقات مطولة على ما ورد فى التحقيق، الذى نشرته جريدة التحرير ، الذى يزعم فيه المحرر أن مادة الإدتا المضافة إلى الفول هى سبب كوارث صحية لا نهاية لها، أو حسبما زعم! لكن فى البداية أود أن أوضح التالى للجميع: أولا: رأيى التالى لا يعنى بأى حال من الأحوال أن بائعى الفول لهم مطلق الحرية فى إضافة مادة الإدتا إلى الفول دون رقابة الأجهزة المختصة لضمان أن النسب المضافة هى فى نطاق النسب الآمنة.

ثانيا: رأيى لا يمثل هجومًا على أى صحفى أو جهة أكاديمية، إنما هو فى الأساس دفاع عن الأسلوب العلمى فى طرح المادة العلمية واعتماد للعلم الموثوق به سبيلا وحيدا وأوحدا للتعامل مع كل الأمور العلمية المتعلقة بحياتنا.

ثالثا: رأيى هو إعادة تأكيد لما قاله الكثيرون من قبل بأن صحف الأخبار ليست مكانا لنشر نتائج علمية لم يتم نشرها فى الدوريات العلمية ذات السمعة الجيدة فى العالم.

أولا: تعريف بمادة الإدتا.. وما هو مثبت علميا عنها

الإدتا هى مادة كيميائية اسمها العلمى حسب نظام الأيوباك هو: (2،2>،2>>،2>>>-(Ethane-1,2-diyldinitrilo)tetraacetic acid واسمها المتداول هو:Ethylenediaminetetraacetic acid وتعرف اختصارا بالإدتا EDTA. الإدتا مادة بيضاء تذوب فى الماء، وأهم خصائصها على الإطلاق هو أنه بإمكانها الإمساك بكل العناصر الفلزية الواردة فى الجدول الدورى للعناصر. هذا الخاصية تسمى chelation ، وسنشير إليها باستخدام كلمة خلب ومشتقاتها!بسبب هذه القدرة على خلب العناصر الفلزية، تستخدم الإدتا على نطاق واسع فى تطبيقات متعددة، سأعرض منها ما أراه مناسبا للموضوع محل النقاش:

فى مختبرات البحث العلمى والتحاليل الطبية وصناعة الأدوية: تستخدم الإدتا فى تحضير محلول منظم للحفاظ على المركبات الحيوية ومنعها من التحلل أو التكسير. السبب فى ذلك هو أن الإدتا تخلب جزيئات المعادن، وبالتالى تمنعها من أداء دورها كمساعدات للإنزيمات، التى بإمكانها تحليل وتكسير المركبات البيولوجية. كما أنها تستخدم فى بعض أنابيب جمع الدم المستخدمة من قبل المختبرات الطبية.

فى الصناعات الغذائية: تستخدم الإدتا لخلب جزيئات الحديد وحمايتها من الأكسدة فى عملية تسمى iron fortification ، وتحصين المنتجات القائمة على الحبوب. تستخدم أيضًا فى مركبات الكالسيوم والصوديوم للحفاظ على الغذاء، وتعزيز اللون والملمس، ونكهة الطعام. فى الأغذية، كالفول مثلا، تخلب الإدتا جزيئات الحديد، وتحميه من التأكسد. الحديد المؤكسد له لون بنى داكن أقرب إلى السواد. إذا فوجود الإدتا فى الأغذية التى بها حديد، كالفول، يجعل الحديد غير متاح للأكسدة، وبالتالى يحافظ الطعام على لونه وطعمه الطبيعيين. فى المقابل يسود الفول المطهى دون إدتا بعد فتره قصيرة، والسبب فى ذلك هو أكسدة الحديد.

فى المجالات الصيدالانية والطبية: تستخدم الإدتا فى مركبات الكالسيوم والصوديوم لتحسين الاستقرار فى المنتجات الصيدلانية والعدسات اللاصقة ومستحضرات التجميل. الإدتا هى دواء طبى، يعطى عن طريق الحقن فى الوريد أو فى العضلات. تحقن الإدتا فى الوريد لعلاج التسمم بالرصاص وتلف الدماغ الناجم عن التسمم بالرصاص، لتقييم استجابة المريض للعلاج للاشتباه بالتسمم بالرصاص، لعلاج حالات التسمم بمواد مشعة مثل البلوتونيوم والثوريوم واليورانيوم والسترونتيوم. تستخدم الإدتا لإزالة النحاس فى المرضى، الذين يعانون من مرض ويلسون. ولعلاج مستويات عالية من الكالسيوم. تحقن الإدتا أيضا عن طريق الوريد فى بعض حالات أمراض القلب والأوعية الدموية بما فى ذلك عدم انتظام ضربات القلب بسبب التعرض لمواد كيميائية تسمى جليكوسيدات القلب، (تصلب الشرايين)، ألم فى الصدر (الذبحة الصدرية)، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع الكولسترول، ومشكلات الدورة الدموية مثل العرج المتقطع ومتلازمة رينود. وتشمل الاستخدامات الأخرى الحقن عن طريق الوريد لعلاج السرطان، والتهاب المفاصل الروماتويدى، التهاب المفاصل، ومرض السكرى، ومرض الزهايمر والتصلب المتعدد ومرض باركنسون، والأمراض الجلدية بما فى ذلك تصلب الجلد والصدفية. تستخدم أحيانًا فى مراهم لعلاج تهيجات الجلد، التى تنتجها المعادن مثل الكروم والنيكل، والنحاس. وتستخدم قطرات العين التى تحتوى على الإدتا لعلاج رواسب الكالسيوم فى العين.

توضيح مهم:التطبيقات الطبية والعلاجية للإدتا تخضع لإشراف أطباء متخصصين فى علم Chelation Therapy . وهذا يعنى أن الاستعمال العلاجى للإدتا لا بد أن يكون تحت إشراف أطباء متخصصين. الجدير بالذكر أن هناك بعض التقارير التى تجادل بأن هذا النوع من العلاج غير مجد مع أمراض السرطان وغيرها. هذا التقرير تشكك فى جدوى هذا النوع من العلاج، لكنها لا تقرر أن له أضرارا.

ثانيا: نقد التحاليل التى وردت فى التقرير الصحفى.. وما استنتجه كاتب التقرير

التقرير لم يرد به نتائج واضحة تظهر كيف استنتج كاتبه أن الإدتا تسبب هذه اللستة الطويلة من الأمراض. والتقرير ليس مبنيا على بحث علمى منشور فى دوريات علمية متخصصة وذات سمعة جيدة نستطيع الرجوع إليها. وفى ظل هذا الفقر العلمى لتقرير يتناول بالأساس موضوعا علميا بحتا، ليس أمامى إلا أن أفند ما ورد بهذا التقرير. وبعيدا عن اللغة التشويقية والمسببة للهلع، سوف أركز على الجزء التالى من التقرير:

الصحفى سلّم العينة واستلم النتيجة بعد 90 يوما! والتجربة استمرت على الفئران 90 يوما! يعنى هذا أن الباحث حلل المادة، وعرف ماهيتها، إذ لا يمكننا الافتراض أنه اعتمد على ما قاله له الصحفى عنها وإلا كانت الكارثة أشد، وصمم التجربة وحضر فئران التجارب، وبدأ التجربة فى نفس اليوم، الذى استلم فيه العينة. وفى نفس اليوم قرر الباحث أن الجرعة التى تصل للإنسان عن طريق عربات الفول هى 10 جرامات (هذا طبعا غير ممكن كما سنرى لاحقًا)، وقرر أن يعطى للفئران جرعة 2.5 جرام فى اليوم. بمقاييس البحث العلمى هذا السياق غير ممكن على الإطلاق فى أكثر دول العالم تقدمًا فى البحث العلمى. فقط التعرف على المادة كان يتطلب عدة أيام.

كيف أمكن للباحث تحديد أن الفرد يتناول 10 جرامات إدتا يوميا؟ وإذا فرضنا جدلا أن الإنسان البالغ الذى متوسط وزنه 75 كيلوجراما يصله 10 جرامات من الإدتا عن طريق أكل فول العربية، فبأى منطق قرر الباحث أن جرعة فأر التجارب، الذى يتراوح وزنه بين 200 و300 جرام هى 2.5 جرام من الإدتا فى اليوم! الجرعات فى مثل هذه التجارب تحدد بناء على وزن الجسم، فإذا كان الباحث يتبع هذه القاعدة العلمية، فيبدو أنه قرر أن وزن فأر التجارب يساوى ربع وزن الإنسان البالغ! لذلك قرر أن يعطيه ربع الجرعة. طبعا الخلل فى تصميم التجربه واضح جدا.

قال الصحفى فى التقرير، وبعدها بدقائق مد يده فوق الرف الصغير، وأمسك بعلبة تحوى مادة بيضاء، وأضاف منها 5 ملاعق كبيرة إلى القدر . طبعا حجم الملعقة وحجم العلبة غير محددين فى المقال! ما هو وزن الإدتا فى الملعقة الواحدة؟ حسبما رأيت فى معامل الأبحاث، فإن علبة الإدتا تأتى فى عبوات مختلفة تتراوح من 100 جرام إلى كيلوجرام واحد. تقديرى هو أن الملعقة الواحدة الكبيرة بها من 4 إلى 5 جرامات إدتا. وهذا التقدير مبنى على خبرتى فى التعامل مع الإدتا فى المختبرات لسنين طويلة. إذا الملاعق الخمسة سيكون ستحمل ما يقرب من 20 إلى 25 جرام إدتا لإضافتها إلى القدرة التى بها 20 كيلوجرام فول. عندما تذوب الإدتا فى الماء، سوف تتوزع بواقع 1 إلى 1.25 جرام لكل كيلوجرام فول. كل طبق فول به نحو 100 جرام فول (دون الماء والإضافات الأخرى)، وهذا يعنى أن طبق الفول به بين 100 إلى 125 ملجرام إدتا.

سأل الصحفى الدكتورة أميرة سعيد، الباحثة بقسم الكيمياء بكلية العلوم جامعة القاهرة، عن الإدتا، وقالت له كلاما جيدا جدا لو ركز فيه، لكن اتجاه تقريره اختلف تماما. حسبما ذكرت الدكتورة أميرة، وهى معلومة صحيحة، النسبة الآمنة من الإدتا هى 3 إلى 5 جرامات فى الأسبوع للشخص البالغ وزنه 100 جرام، وذلك حسب منظمة الصحة العالمية. بالرجوع إلى الحسابات السابقة، فإن الفرد البالغ وزنه 100 كيلوجرام بإمكانه أن يأكل 30 إلى 50 طبق فول بالإدتا فى الأسبوع دون أن يتخطى الحدود الآمنة.

كيف حدد الباحث والصحفى أن للإدتا تأثيرا على الصفات الوراثية فى 90 يوما؟ لتحديد مثل هذا التأثير كان لا بد من متابعة الأجيال المتعاقبة الناتجة من تزاوج الفئران التى تم تغذيتها على الإدتا. هل حدث ذلك؟ وكم جيل تم تعقبه؟ وما الصفات الوراثية التى تضررت؟ وكيف تم تقييم هذا الخلل أو الضرر الوراثى؟ كل هذه أسئلة كان يجب عليهم دراستها أولا؟ فئران التجارب تتكاثر 3 إلى 4 مرات فى السنة، وهذا يعنى أن الباحث كان بإمكانه الحصول على جيل واحد فى الـ90 يوما. فى ما يتعلق بتحاليل إنزيمات الكبد والهستولوجى (الأنسجة) واليوريا وغيرها مما ذكر فى المقال، المقال لم يحدد ما إذا كانت هذه التغيرات فعالة من منطلق إحصائى أو لا. هذه التحاليل، باستثناء الهستولوجى، هى تحاليل كمية وتخضع للتقييم الإحصائى. الصحافة العلمية الجيدة تعى ذلك، وتذكر الأرقام بدرجة فاعليتها الإحصائية. الخلاصة هى أن ليس كل تغير فى مستويات الإنزيمات المذكورة هو تغير خطير، إلا إذا كان فعالا ومستداما. ويبقى النقد الأقوى لهذا التقرير هو أنه حدد بشكل قطعى أن مادة الإدتا المضافة إلى الفول تسبب الفشل الكلوى وأمراض الكبد والضعف الجنسى وتشوّه الأجنة وهشاشة العظام ومرضى القلب والكبد والكلى والصرع، إضافة إلى أنها تؤدى إلى الموت المفاجئ. إثبات أن الإدتا المضافة إلى الفول تسبب أيا من هذه الأمراض بصورة قطعية كما ورد فى التقرير يتطلب عشرات السنين من البحث والتجارب وملايين الدولارات. ولا يمكن بأى حال من الأحوال أن تكون القياسات التى أخدها الباحث دليلا على أن الإدتا هى السبب. فى العلم، العلاقات المترابطة لا تؤكد السببية. لكى يثبت أصحاب التقرير أن الإدتا هى السبب فى تلك الأمراض، فعليهم أن يقدموا بحثا علميا حقيقيا ونتائج ثابتة وشرحا مقبولا لكيفية تسبب الإدتا لهذه الأمراض.

ثالثا: مستويات الإدتا الآمنة.. ونتائج علمية موثقة

كما هو الحال مع كل شىء، الاستخدام غير الرشيد لمادة الإدتا قد تكون له أضراره. الإدتا تضاف إلى الكثير من الأغدية بدرجة أقل بكثير جدا من الحدود القصوى الآمنة.

من بين كل الدراسات التى قرأتها فى الأيام الماضية عن هذا الموضوع، توجد دراستان يتم الاستناد إليهما بصورة دائمة فى تحديد الجرعات الآمنة والضارة من الإدتا المضافة إلى الأغذية المحفوظة. سوف ألخصهما بقدر الإمكان، وهما متاحتان لمن يريد الاطلاع.

دراسة Su et al. 1999: أجريت هذه الدراسة على أربع مجموعات من فئران التجارب، حيث تم إمدادها بجرعات 0 و250 و1250 و2500 ميلليجرام إدتا لكل كيلوجرام من وزن الجسم لكل يوم. النتائج أظهرت أن الجرعات 0 و250 و1250 هى جرعات آمنة، لكن حدث بعض المضاعفات والنتائج السلبية فى المجموعة التى أخدت جرعة 2500 ميللجرام لكل كيلوجرام من وزن الجسم كل يوم لمدة 90 يوما. خلص الباحثون أن جرعة 2500 ميللجرام غير آمنة والجرعات الأقل آمنة ولا ضرر منها.

دعنا نجرى عملية حسابية بسيطة حتى نفهم نسبة هذه الجرعة الضارة فى حالة الإنسان:

لنفترض أن شخصًا وزنه 75 كيلوجراما يتناول طبقين من فول العربيات يوميا، وأن طبقى الفول بهما 200 جرام فول. ما نسبة الإدتا فى طبقى الفول التى من الممكن أن تسبب أضرارا لهذا الشخص لو أكل على هذا المنوال مدة 90 يوما؟

يمكننا حساب النسبة بضرب وزن الجسم (75 كيلوجراما) فى وزن الجرعة غير الآمنة (2500 ميللجرام)، والحاصل هو 187500 ميللجرام إدتا، أى 187.5 جرام فى اليوم. معنى هذا أن عامل الفول عليه أن يضيف 187.5 جرام إدتا لكل 200 جرام فول، وهو ما يعادل 937.5 جرام إدتا لكل كيلوجرام فول. وإذا كانت قدرة الفول بها 20 كيلوجرام فول، فعلى العامل أن يضيف إليها 18.750 كيلوجرام إدتا لكى يصبح هذا الفول ضارا للشخص البالغ وزنه 75 كيلوجراما، وذلك حسبما أثبتت الدراسة السابقة. هل يعقل أو يصدق أن عامل الفول يضيف 18.750 كيلوجرام إدتا لكل قدرة فول؟ طبعا هذا تصور مستحيل. وأيا كان حجم الملاعق الخمس، التى أشار إليها الصحفى، فلن تصل إلى هذه الكمية. دراسة Appel et al. 2001: أجريت هذه الدراسة بنفس تصميم الدراسة السابقة غير أنهم استخدموا جرعات 3 و6 و12 ميللجرام إدتا لكل كيلوجرام من وزن الجسم لكل يوم. نتائج هذه الدراسة أظهرت أنه لا توجد أضرار من تناول الجرعات السابقة. حسبما قرأت فى وثائق إدارة الغذاء والدواء الأمريكية وهيئة سلامة الأغذية الأوروبية (متاح لمن أراد أن يبحث بنفسه)، فإن نتائج هذا البحث من الأبحاث المحورية فى تحديد الجرعات الآمنة من الإدتا فى المواد الغذائية. فى المتوسط، 1 ميللجرام إدتا لكل كيلوجرام من وزن الجسم هى جرعة آمنة جدا حسبما جاء فى هذا البحث وغيره. فإذا كان وزن الفرد 75 كيلوجراما، فإن تناوله مواد غذائية بها 750 ميللجرام إدتا فى اليوم لا ينتج عنه أضرار.

رابعا: مجالات الخبرة

يلزم التنويه إلى أن مجال دراستى وخبرتى وعملى هو دراسة الجينومات والمعلوماتية الحيوية Genomics and Computational Biology، ولست خبيرا فى التغدية أو طبيبا. منذ أن كنت طالبا بكلية العلوم وحتى الآن، أى ما يزيد على 20 عامًا، وأنا أستخدم مركب الإدتا بصفة دائمة. أعرف وأقرأ كل ما يكتب وينشر عن هذه المادة بحكم استعمالى الدائم لها. ما دعانى إلى التعليق على هذا الموضوع فى البداية هو الأخطاء العلمية الواردة فى التقرير الصحفى، وهذا للأسف الشديد يتكرر باستمرار فى الصحافة المصرية. الصحافة العلمية هى عمل علمى فى الأساس، وليست وسيلة للفرقعة الإعلامية. هذا التقرير ساءنى جدا، لأنه روع الناس دون دليل علمى واحد. لذا قررت أن أعلق عليه باعتبارى باحثا علميا فى الأساس أغار على العلم، كغيرتى على الوطن. القارئ عليه أن يقوم بدوره ويبحث عن المعلومة الموثقة. على القارئ أن يحدد بنفسه، والوسائل المتاحة لمساعدته لا حصر لها. وإن أراد أبحاثا أكثر فى هذا الموضوع، فسأكون سعيدا جدا لتزويده به

التحرير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى