الأخبار

اسلحة الدمار الشامل تنسف الـ

29

 

توترت وتلبدت الأجواء الدولية بالسحب الداكنة المنذرة بتصريحات وقرارات رعدية، خاصة بعد ما شهدت الساحة الدولية في الفترة الماضية تطورات سريعة منذ إسقاط أنقرة لطائرة السوخوي 24 الروسية على الحدود التركية السورية بذريعة اختراق الأجواء الجوية التركية رغم إنذارها عشر مرات قبل استهدافها.

الحرب المستعرة في الأراضي السورية والأزمة التركية الروسية وحالة الصراع على السلطة والنفوذ بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا مع وجود تنظيمات إرهابية تعادي الحداثة والتقدم وعلى رأسهم داعش تفتح شدقيها بنهم لالتهام مزيد من المساحات الجغرافية، انبرى البعض في التحليل وتوقع نشوب حرب عالمية ثالثة تتواجه فيها الدول العظمى وعلى رأسهم روسيا وأمريكا.

في السطور القادمة نلقي الضوء على احتمالات اندلاع حرب عالمية ثالثة برصد آراء الخبراء والمختصين:

“الدمار الشامل”

في البداية استبعد اللواء محمد علي بلال، قائد القوات المصرية في حرب الخليج، فكرة اندلاع حرب عالمية ثالثة مرجعا السبب لتطور وسائل الضغط على الدول، وهو ما يجعل فكرة الحرب آخر الأفكار المطروحة.

وأضاف “بلال” في تصريح خاص لـ”صدى البلد” إن الحروب الآن تتم بالوكالة، والدول الكبرى تنأى بنفسها عن الدخول في مستنقع حرب لا تستطيع التخلص منه.

ولفت إلى أن الدول الكبرى تهتم بحياة وأرواح مواطنيها وتحاول دائما تجنيبهم ويلات الحرب خاصة لأن كل القوى العظمى في العالم تمتلك أسلحة نووية والإنزلاق لحرب ينتج عنه تدمير شامل.

وأوضح أن العقوبات الاقتصادية على الدول تستخدم كوسيلة بدلا من الحروب.

وفي السياق ذاته قال اللواء علاء عز الدين، المدير الأسبق لمركز الدراسات الاستراتيجية، إن امتلاك كل الدول العظمى للأسلحة النووية يضعف من فرضية اندلاع حرب عالمية ثالثة.

وأضاف “عز الدين”، في تصريح خاص لـ”صدى البلد”: “شيوع أسلحة دمار شامل ذات قوة تدميرية عالية جدا بين كل الأطراف، عامل ردع قوي يمنع أي طرف من استفزاز الطرف الآخر أو التمادي في العداء”.

وأكد الخبير العسكري أنه في حالة الانزلاق إلى مواجهات عسكرية بين الدول الكبرى، لن يتوقف الأمر على استخدام الأسلحة التقليدية ولكن قادة العالم لديهم المعرفة والإدراك الكافي لخطورة إشعال حرب.

وعن داعش ودوره في تأجيج الصراع، قال: “داعش أتفه من أن يكون سببا في حرب عالمية ثالثة، إذا خلصت النوايا ينتهي هذا التنظيم في 15 يوما فقط عن طريق تجفيف منابع تمويله”.

“إفناء العالم مرتين”

قال اللواء نبيل فؤاد، نائب وزير الدفاع الأسبق، إن فكرة اندلاع حرب عالمية ثالثة مستبعدة جدا لأن هذا السيناريو يعني فناء البشرية، مؤكدا أن الظروف تغيرت كثيرا منذ أيام الحرب العالمية الثانية وحتى الآن.

وأضاف “فؤاد”، في تصريح خاص لـ”صدى البلد”: “الحرب العالمية لا تكون إلا باحتراب الدول العظمى مثل الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والصين، ومحاربتها بعضها البعض، ولكن هذه القوى العظمى أذكى من أن تقدم على هذه الخطوة لأنها تعني فناء العالم كله”.

ولفت الخبير العسكري إلى أن كل الدول الكبرى سواء أمريكا أو روسيا أو دول حلف الناتو تمتلك أسلحة نووية قادرة على إفناء العالم مرتين.

وعن دور داعش في تأجيج الحرب، علق: “داعش إمكانياتها وعددها محدود وأصغر من أن تتسبب في تدمير العالم”.

“التحرش الجوي”

ومن جانبه قال الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية والمتخصص في الشئون الأوروبية، إن نشوب حرب عالمية ثالثة أمر مستبعد، مؤكدا أن روسيا أذكى من أن تنساق لحرب غير محسوبة العواقب.

وأضاف “اللاوندي” في تصريح خاص لـ”صدى البلد” أن الولايات المتحدة الأمريكية تريد القضاء على روسيا تماما لتعود القطب الأوحد في العالم ولذلك تدفع بتركيا للتحرش بروسيا واستفزازها لتدخل روسيا في حرب معها ولكن روسيا أذكى من أن تقع في فخ حرب ليست مستعدة لها خاصة أنها إذا دخلت في حرب مع تركيا ستحارب كل دول حلف الناتو لأن بحسب البند الخامس من ميثاق حلف الناتو أن الاعتداء على أي دولة في التحالف بمثابة اعتداء على كافة الدول الأعضاء.

وأوضح: روسيا لن تدخل في حرب بالوكالة تعرف أهدافها جيدا ولكن ستأخذ قرارات عقابية للرد على إسقاط المقاتلة الروسية بذريعة اقتحامها المجال الجوي الروسي منها قطع العلاقات الثنائية مع تركيا ومنع الروس من الذهاب لتركيا ووقف التبادل التجاري وستلغي الاتفاقيات بين الدولتين.

قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن فكرة نشوب حرب عالمية ثالثة وترديد هذا الأمر تهويل غير مبرر خاصة أنه لا توجد مؤشرات حقيقية دالة على هذا الاحتمال رغم كل الخلافات الدولية.

وأضاف “فهمي” في تصريح خاص لـ”صدى البلد” إن رغم كل الاختلاف والتباين في المواقف بين القوى العظمى إلا إنها تحرص على ضبط النفس وعدم الانجراف لحرب عالمية كما أنها حريصة على ضبط الحركة الإقليمية والدولية بما يضمن مصالحها دون اصطدام مع مصالح الأطراف الأخرى في المعادلة السياسية.

وعن الحرب على الإرهاب في سوريا أوضح المحلل السياسي أن كل الأطراف المتداخلة في الأزمة سواء روسيا أو أمريكا وحلفائها تدير النزاع بقدر كبير من الحرص لعدم التمادي والدخول في معارك عسكرية مع الدول الأخرى وأشار أن روسيا لن تواجه تركيا عسكريا حتى لا تحارب حلف الناتو.

ولفت أيضا إلى وجود دول بمثابة أطراف محايدة ليس لها مصالح ولا مطامع خارجية ولا تستغل الصراع الدائر مثل اليابان والهند والصين مما يستبعد فكرة اندلاع حرب عالمية ثالثة.

“حرب عالمية” غير حقيقية

قال سعيد عيسى، الباحث في العلاقات الدولية، إن فكرة اندلاع حرب عالمية ثالثة بين الدول العظمى أمر غير وارد ومستبعد وأن الترويج لفكرة الحرب العالمية من قبيل الكلام الإعلامي وهدفه البروباجندا.

وأضاف”عيسى” في تصريح خاص لـ”صدى البلد”: هناك حرب دائرة الآن بين الدول العظمى وتنظيم داعش، ويمكن تسميتها مجازا بـ”الحرب العالمية” لاتساع الرقعة الجغرافية المستخدمة في مواجهة هذا التنظيم، داعش أصبحت تنظم العمليات الإرهابية في مصر وليبيا ولبنان وسوريا والعراق ومالي وفرنسا ولندن وتونس.

ولفت المحلل السياسي أن داعش يعتبر تطورا خطيرا وغير مسبوق في تكوينات التنظيمات الإرهابية لأنه أول تنظيم إرهابي، استطاع نشر فروعه وعملائه في كل أنحاء العالم.

 

صدى البلد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى