الأخبار

عندما يعشق رئيس الوزراء مديرة مكتبه

14

جريدة كويتية يومية سياسية شاملة
رئيس التحرير: وليد عبداللطيف النصف
القبس
محليات
اقتصاد
رأي
أمة
بلدي
دولي
صفحات أسبوعية
ريــاضة
خدمات ومنتجات
خيمة رمضان
وفيات
الأخيرة
الأخيرة
عندما يعشق رئيس الوزراء مديرة مكتبه

نيتشاس الذي انهارت حكومته، جاء إلى السجن ليصطحب العشيقة بعد الافراج عنها
حسن عز الدين
وقف رئيس الوزراء التشيكي الأسبق، بيتر نيتشاس، أخيراً على أبواب سجن مدينة أوسترافا ليستقبل عشيقته الخارجة من السجن، بعدما أمضت فيه خمسة أسابيع على ذمة التحقيق، إثر أكثر فضيحة سياسية عرفتها البلاد، أسقطت الحكومة ورئيسها، وكشفت الفضيحة وجهاً آخر، هو العلاقة الغرامية بين رئيس الوزراء ومديرة مكتبه، وكلاهما في الخمسين من عمره.

لم يختبئ هذه المرة من عدسات الصحافيين، ولم يخجل من فضول الرأي العام، وأراد -على ما يبدو- أن يكرّس أمام الجميع مسألة ارتباطه بهذه السيدة، التي تقاطعت عند أقدامها كل خيوط الفضيحة، التي عصفت بالساحة السياسية في تشيكيا.

تقدم من عشيقته عند أبواب السجن وعانقها، ثم تواريا عن الأنظار، في أجواء مؤثرة تشبه إلى حد كبير مسلسلات الحب والغرام.

لديها قدرات استثنائية

عندما قرر نيتشاس تحويل علاقته مع مديرة مكتبه، يانا ناغيوفا، إلى علاقة عشق حميمية، لم يكن يُدرك حتما أنها ستطيح به وبحكومته بهذا الشكل الفظيع، لكن يبدو من المعطيات الكثيرة أنه كان قد حسم أمره في ما يخص ترتيب حياته الشخصية والابتعاد عن عائلته، لكي يرتمي نهائياً في أحضان هذه المرأة الفريدة من نوعها، ذات القدرات الاستثنائية في التنظيم وتنفيذ المهام.

أنهت المدرسة المتوسطة، عملت محاسبة في سوبر ماركت، وهو ما كان أدنى من طموحاتها، انتقلت إلى مدينة كارلوفي فاري السياحية الشهيرة، حيث عملت سكرتيرة وطباعة في المقر الإقليمي للحزب الديموقراطي اليميني، الذي كان نيتشاش في طريقه إلى أن يصبح زعيماً له، وهناك تعرف إليها أثناء إحدى زياراته للمقر.

وعندما أصبح رئيساً للوزراء قبل 3 سنوات نقلها إلى العاصمة براغ، وصارت «المدير الأعلى لمكتب رئس الوزراء».

قصص عادية ولكن..

في تشيكيا لا تعتبر قصص الغرام «السياسية» أمراً فريداً من نوعه يستحق الاهتمام، ولولا تفرعات القضية الأخيرة باتجاه قضايا الأمن والفساد السياسي، لما أخذت حيزاً كبيراً من اهتمام وسائل الإعلام الرصينة والخفيفة على حد سواء.

فقصص العشق والخيانة تكررت قبل هذه التجربة مع رئيسي وزراء سابقين، هما ييرجي باروبيك، وميريك توبولانيك، واحد يساري، والآخر يميني كزميله نيتشاس، جميعهم تخلوا عن عائلاتهم لمصلحة العشيقة الجميلة. وجميعهم واجهوا الرأي العام، بحياتهم الشخصية قبل ان تتمكن منها صحافة الفضائح، وقبل رؤساء الوزراء المذكورين، كان التشيكيون قد تعودوا على النزوات الجنسية لرئيسهم الأسبق فاتسلاف كلاوس الذي ضبط أكثر من مرة برفقة فتيات شابات، مضيفات طائرات وطالبات وغير ذلك، من دون أن يتسبب ذلك بسقوطه المدوي، «هذا شأن شخصي»، كما كان يقول.

الطلاق من زوجته

لكن فضيحة نيتشاس تجاوزت في أبعادها مسألة العلاقة الجنسية البحتة لتتشعب إلى ما هو أبعد، وأخطر، من كل ذلك، فالعشيقة المتمكنة لم تكن هذه المرة امرأة عادية تعتمد على جمالها الأخاذ للإيقاع بطريدتها، بل على أسلحة أخرى تمكنت بواسطتها من السيطرة على رئيس الوزراء وتسييره وفق مشيئتها، لا سيما في ما يخص طلاقه من زوجته التي اتهمتها بأنها من اتباع «يهوا».

ناغيوفا لها بنتان ايضا من زواج سابق، الكبرى في الثلاثين من عمرها. امرأة عدوانية، متعجرفة، تحرص على تعويض النقص في التعليم والماضي المتواضع بتجريح الآخرين، بمن فيهم مسؤولون كبار، بقوة علاقتها مع رئيس الوزراء.

كانت الشخص الذي يدوّر الزوايا في كل أزمة سياسية، والوسيط الذي يوزع «الهدايا»، والجسر الذي من خلاله يمرر رئيس الوزراء أوامره المثيرة للجدل عندما يكون ذلك مطلوبا، وبعد القيام بكل تلك المهام، كانت تتراجع مجددا بشكل تكتيكي لتلعب دورها كعشيقة متمرسة في قضايا الجنس والحب والحنان، لكن بشكل سري.. حتى تاريخ اندلاع الفضيحة.

الصفقات السياسية

وهو ما سحر نيتشاس الذي اعترف بعد الأزمة ان «علاقة قوية» تربطه بها.

وصلت خطوط علاقاتها الى جهاز المخابرات العسكرية، واستغلتها بشكل شخصي لمراقبة زوجة عشيقها، ثم لحياكة تفاصيل المؤامرة التي اطاحت نهائيا بضرتها، وجعلتها تتربع على قلب حبيبها.

وبين كل تلك القضايا المفعمة بروائح الجنس والحب والانتقام، برزت مسألة الصفقات السياسية المثيرة للخلاف.

اما رئيس الوزراء الاسبق بيتر نيتشاس، فيبقى في خضم هذه المعمعة مواطنا تشيكيا ترحمه تقاليد بلاده المتسامحة مع قضايا العشق والجنس والخيانة الزوجية، ما سيؤثر فيه حتما هو سقوطه المدوي كرجل دولة «نظيف»، كان مؤتمنا على مكافحة الفساد والمفسدين، فتحول بفضل عشيقته الى واحد منهم.

 البشاير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى