الأخبار

رؤساء في مقر المخابرات..

128

 

“الرئيس عبدالفتاح السيسي يزور مبنى المخابرات العامة، للمرة الأولى منذ توليه منصبه”، هكذا تناقلت وسائل الإعلام المختلفة نبأ زيارة الرئيس اليوم، لمقر المخابرات العامة، حيث عقد اجتماعًا مع رئيس الجهاز اللواء خالد فوزي وعدد من القيادات، وناقش معهم التحديات التي تواجه مصر خلال الفترة الحالية، التي تشهد اضطرابات وتغيرات كثيرة في العالم العربي.

شهد مبنى المخابرات العديد من الزيارات في عهد الرؤساء الذين توالوا على حكم مصر، لكن زيارة السيسي للمخابرات اختلفت كثيرًا عن زيارة المعزول محمد مرسي للجهاز أثناء توليه الحكم، ففي منتصف شهر رمضان وفي الوقت الذي لم يمضِ على تولي المعزول الحكم أكثر من شهر زار “مرسي” مبنى المخابرات، حيث تناول الإفطار مع قيادات الجهاز، ولم تنقل وسائل الإعلام تفاصيل ما دار سوى أنه تناول الإفطار، وناقش العاملين حول طبيعة عملهم، قبل أن يؤكد ضرورة تناغم جميع مؤسسات الدولة في العمل على قلب رجل واحد لصالح الوطن.

السيسي في زيارته اطلع على الخريطة الكاملة للعمليات الخاصة التي يقوم بها جهاز المخابرات العامة لمواجهة المخاطر التي تحيط بالبلاد، وشدد الرئيس خلال لقائه بقيادات جهاز المخابرات العامة، على ضرورة التصدي لكل المخططات التي تستهدف أمن الوطن واستقراره، موجهًا بالعمل بجد واجتهاد وتفان لحماية مصر من كل الأخطار، وأثنى على الجهود التي يبذلها رجال المخابرات المصرية وتصديهم للمخاطر التي تواجه البلاد.

بعد ثورة يوليو 1952 قرر الرئيس جمال عبدالناصر إنشاء جهازًا للمخابرات العامة، حيث صدر القرار رسميًا في عام 1954، حيث أنشأ مبنى منفصل للجهاز ووحدات منفصلة للراديو والكمبيوتر والتزوير والخداع، وفي كثير من الأحيان كان يجتمع الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بقيادات جهاز المخابرات لمناقشة الاستعدادات لحرب الاستنزاف، بعد نكسة 1967.

الرئيس الراحل محمد أنور السادات زار مقر المخابرات العامة في أوائل يوليو 1972، وبصحبته قائد الجيش ومستشار الرئيس للأمن القومي ورئيس المخابرات العسكرية، ودعا كل رؤساء الأقسام بالجهاز إلى اجتماع تاريخي، استغرق ما يزيد على خمس ساعات، ناقش فيه التوازن العسكري بين مصر وإسرائيل، والذي لم يكن في صالح مصر وقتها، حيث كلف جهاز المخابرات العامة بالإشراف على وضع خطة بالتعاون مع المخابرات الحربية، تمكن مصر من الانتصار في هذه الحرب رغم تفوق إسرائيل العسكري والعلمي.

في عهد الرئيس حسني مبارك، استطاع عمر سليمان عند توليه منصب رئيس جهاز المخابرات أن يكسر التقليد الذي كان يفرض سرية على شخصية رئيس المخابرات، فهو غير معروفة إلا لكبار قيادات الجيش ولرئيس الجمهورية، عندما أعلنت الصحافة اسمه عدة مرات قبل أن يصبح شخصية معروفة بعد مرافقة الرئيس حسني مبارك في جولاته إلى فلسطين والولايات المتحدة وإمساكه بالملف الفلسطيني، إلا أن وسائل الإعلام لم تعلن ولو مرة عن زيارة رسمية للرئيس حسني مبارك لمقر جهاز المخابرات.

اللواء طلعت مسلم، الخبير الاستراتيجي، يوضح الفروق بين زيارة السيسي لمبنى المخابرات، والزيارة التي قام بها الرئيس المعزول محمد مرسي للمبنى ذاته، فمرسي كان يهدف إلى محاولة الاستفادة من رجال المخابرات، ومحاولة توظيفهم لخدمة جماعته وتوطيد حكمه، في حين أن زيارة السيسي تأتي لمناقشة دور المخابرات العامة في تأمين الدولة المصرية في الفترة المقبلة.

يضيف “مسلم” لـ”الوطن”، أن من ضمن الفروق أيضًا بين الزيارتين، أن زيارة المعزول كانت في ظل عدم وجود إرهاب وفي ظل تدخل خارجي في الشأن المصري بطريقة سافرة، في حين أن زيارة السيسي تأتي في الوقت الذي تعاني منه مصر من الإرهاب، وعدم تدخل خارجي

االوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى