الأخبار

لماذا لا تنهار التنظيمات الإرهابية عقب اغتيال قياداتها؟

 

207

 

 

نشر المركز الإقليمي للدراسات الإستراتيجية، دراسة تناولت أسباب وتداعيات صمود التنظيمات الإرهابية، وعدم انهيارها، على الرغم من تصاعد عمليات تصفية العناصر القيادية بالتنظيمات الإرهابية على مستوى العالم كإحدى آليات استراتيجية مكافحة الإرهاب الأمريكية منذ أحداث 11 سبتمبر 2001.

وأشارت الدراسة، إلى أن هناك محفزَّات لتصاعد حدة استهداف القيادات، وذلك بعد حالة من الجدل في الأوساط الأمنية والأكاديمية الأمريكية عقب التمدد الجغرافي لتنظيم القاعدة في باكستان وصعود حدة العمليات الإرهابية عقب اغتيال أسامة بن لادن قائد التنظيم في منطقة أبوت أباد الحدودية مع باكستان في 2 مايو 2011.

واتضح ذلك من خلال تتابع هجمات القوات الخاصة الأمريكية واغتيالها لأبو مصعب الزرقاوي قائد تنظيم القاعدة في العراق، في يونيو 2006 والقبض على عدد من القيادات العسكرية أو استهدافهم في التنظيمات الأخرى، ويرجع الاعتماد المتصاعد على اغتيال القيادات في مكافحة الإرهاب وفق دراسة “جينا جوردن” إلى عدة افتراضات تتداولها المراكز البحثية الأمريكية المتخصصة في مكافحة الإرهاب:

1- كاريزمية القيادات: حيث تفترض المؤسسات الأمنية والعسكرية الأمريكية أن القيادات الإرهابية تعد بمثابة مركز القوة داخل تلك التنظيمات.

2- تعدد الأدوار: تشير بعض دراسات الأمن إلى أنه كلما تعددت أبعاد دور قيادة التنظيمات الإرهابية وجمعت بين الأبعاد الروحية العقائدية ونظيرتها العملياتية العسكرية، تصاعد تأثير غياب تلك القيادات على بقاء التنظيم وتماسكه وقدرته على البقاء مستقبلاً.

3- الاستحواذ على المعلومات: يؤدي استهداف القيادات للوصول لمعلومات مهمة حول هيكل التنظيمات الإرهابية وعناصرها ومصادر تمويلها ومخططاتها العسكرية، ما يؤدي لتعزيز كفاءة عمليات مكافحة الإرهاب.

4-هرمية التنظيم: عادة ما تكون التنظيمات الإرهابية ذات الطابع الهرمي الهيراركي أكثر قابلية للانهيار عقب التصفية الجسدية لقياداتها.

وتشير الدراسة إلى أنه على نقيض المسلمات السائدة في الفكر الاستراتيجي الأمريكي فإن اغتيال القيادات الإرهابية لا يؤدي لانهيار التنظيم أو إضعاف قدرته على تنفيذ عمليات إرهابية، على النقيض تشير الإحصاءات إلى أن التنظيمات التي لا تتم تصفية قياداتها تكون أكثر قابلية للضعف والتفكك ذاتياً من نظيرتها التي تواجه عمليات اغتيال لقياداتها، ففي مقابل تفكك 53% من التنظيمات التي تم اغتيال قياداتها بين عامي 1995 و2004 فإن حوالي 70% من التنظيمات التي لم يتم اغتيال قياداتها في ذات الفترة تعرضت للانهيار والتصدع تنظيمياً على المدى المتوسط.

 

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى