الأخبار

يجب التعايش مع الإخوان في مصر مثل مرض السكري

 

 

197

قال الدكتور مصطفى الفقي، الكاتب والمفكر السياسي، اليوم، إن دور حماس في القضية الفلسطينية أصبح سيئا لأن الدور الفلسطيني يضرب بعضه البعض، والمشكلة الفلسطينة تتراجع إلى الوراء.

وأضاف الفقي، خلال حلقته مع برنامج “الحياة اليوم” على فضائية الحياة، أن حركة حماس لا تزل الجناح العسكري للإخوان، وأنها مازالت تعد أحد جهات المقاومة مع إسرائيل.

وأشار إلى أنه بات من الضروري عدم معاداة حماس مثل إسرائيل، أو معاداة إيران مثل معاداة مصر لإسرائيل، لأنها خطر على الخليج، ولكنها ليست مثل إسرائيل.

قال: إن النموذج الحالي لليمن حكمته مشكلات معينة مثل مطاردة الرئيس الشرعي، والانقلاب على شرعيته، مضيفًا أن هذا أجبر الدول العربية على التدخل لإعادة الشرعية.

وأضاف: أن الدول العربية أرادت الوصول إلى مراحل متقدمة من خلال السياسة، ولكنها لم تفلح، ما دفعهم للاختيار العسكري، موضحًا أن التاريخ العربي الحديث أكد أن تتدخل دولة لتحرير دولة أخرى لم يأتي إلا بعد طلب الدولة المغتصبة من قبل قوم معين بعدما انقلبوا على الشرعية بالقوة.

وأكد الفقي، أن اتفاقية الدفاع المشترك التي تم إقرارها منذ عام 1953 كان لها دافعين هما “عسكري، واقتصادي”، وذلك لأن القوة لن تكون في الجيش وحده.

ولفت إلى أن مصر ظروفها الحالية لا تجري في سياق توريط الدولة في مواقف جديدة، وأن الرئيس السيسي يدري جيدًا ما يدور حوله في الدول المجاورة، قائلًا: “لكل مرحلة مطالبها ولكل فترة ظروفها”.

وأوضح خلال حديثه، أن التدخل البري له مخاوف عديدة، وأن فور استخدامها يتم توجيهها لضرب مراكز تموين تلك الجيوش، مؤكدًا أن التضاريس الخاصة باليمن هي “خاصة للغاية”، وأن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وقوته لم يتمكنوا من فهم تضاريسها جيدًا.

وتابع: أن سياسة الولايات المتحدة الأمريكية منذ قديم الأزل هي تعتمد على الأحداث الجارية فقط، مما يعني أن أمريكا تحسب خطواتها بالقواعد والدراسات، مضيفًا أن البريطانيين كانوا “معلمين زمان”.

وأشار إلى أن روسيا والصين تؤيدان الموقف العربي تجاه سوريا، ولكنها مؤيدة لما يحدث في مصر، قائلًا: “تلاقيه موافق هنا ومعارض هنا والمسألة العربية في غاية التعقيد”.

وأضاف الفقي، أن السيسي يحاول التقدم من مستوى الخلافات مع قطر من الخلاف “الشوارعي” إلى خلاف سياسي، وأن العديد من الإخوان في العهد الناصري اعتمدوا على اللجوء إلى الدول العربية، ومنهم على سبيل المثال الدكتور يوسف القرضاوي.

وتابع: “القرضاوي كان إخواني قديم، وعُرض عليه أن يكون مرشدًا عامًا، بينما تغير كل هذا الآن”، مشيرًا إلى أن الأمير حمد بن خليفة كانت ميوله ناصرية، مؤكدًا أنه التقاه في عام 1998 وتحدث بأدب عن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر.

وقال الكاتب والمفكر السياسي، إن الرئيس السيسي نفسه هادي في التعامل مع المشكلات، وأنه من الضروري أخذ أفكار من الخبراء دون توضيح هذا للمواطنين.

وأشار إلى أن رئيس المخابرات العامة بذل جهدًا عملاقًا في القضية الإثيوبية، وأنه من الضروري أن تحدث عمليات عصر ذهني من الأفكار لدعمها بالتطبيق.

وواصل الفقي حديثه، ليبيا أحد الملفات الشائكة، ولا نسطتيع القول إن قوات عربية مشتركة سوف تتدخل لضربها، لأن العديد من الدول لن توافق على هذا.

وأضاف الفقي، خلال حلقته مع برنامج “الحياة اليوم” المذاعة على فضائية “الحياة”، أننا لن نلجأ للحل السياسي في اليمن، والحوار إلا بعد استنفاذ كل الحلول العسكرية، مشيرًا إلى أن الحوثيين هم من قرروا قصف القصر الجمهوري.

وتابع: القصف يعتبر مرحلة اعتداء على السلطة التنفيذية للبلاد، موضحًا أن القوة العربية لن تضرب كل يوم في مكان، وستتحول إلى الصد والردع، ولن تكون سيف على رقاب الكثيرين.

واستطرد: الرئيس عبدالفتاح السيسي عالج جرح إثيوبيا الذي تسبب فيه مرسي، وأن إثيوبيا كان مبادئها في 1993 هو عدم تحويل مشكلة بين الدول المطلة على النهر، والسيسي فور وصوله قام بتفعيل تلك المبادئ.

وأضاف الفقي: أن طريقة التناول تغيرت وبدأت باتخاذ خطوة صحيحة على الطريق الصحيح، وأن السيسي له تغييرات دولية أكثر من التغيرات الداخلية، متابعًا: “كان لازم يبقي وزير خارجية من زمان”.

وأشار إلى أن وزير الخارجية سامح شكري، أدائه في القضايا الخارجية قوية جدًا، ولكن بالنسبة للداخل، فالأساليب القديمة في معالجة الأمور هي من تعصف بكل شيء جميل في مصر.

قال الدكتور مصطفى الفقي، الكاتب والمفكر السياسي، اليوم، إن المؤتمر الاقتصادي معظم ما تم إنجاره فيه هي مشروعات، ويجب أن يتم تفعيلها حتى تكون خطوات حقيقية نحو الديمقراطية.

وأضاف الفقي، خلال لقائه مع الإعلامية لبنى عسل في برنامج “الحياة اليوم”، أن العديد من الدول تخشى الاستثمار في مصر حتى تحقيق الاستحقاق الثالث، وهو مجلس الشعب، والذي بات من الضروري تنفيذه حتى يضمن نجاح المؤتمر الاقتصادي.

وأكد أن المعونات لن تبني دولة، ولكن من يبني الدول هم أبنائها، مضيفًا أن الدول أجمع من الممكن أن تساعد مصر، ولكن في النهاية من يبنيها هم المصريون فقط.

وأشار إلى أنه من الضروري الآن إرسال المدرسين إلى الخارج للتدريب حتى يخرجوا تلاميذ ذو فكر، وليس من الصحيح الاعتماد عند التحدث عن المدارس من خلال “الكم” وليس “الكيف”.

إضافة غلى أن القمة العربية هي من أغرب القمم على الإطلاق، ولن يأت قمة في قوتها، وذلك لمناقشتها القضايا العربية بصورة عميقة وقوية.

وأضاف الفقي، أن القمة ناقشت إنشاء قوة عربية مشتركة، وما حدث من ضربات جوية مشتركة بين السعودية ومصر كانت قوية، ولم يكن لها مثيل من قبل.

وأشار إلى أن ما حدث لتنظيم (داعش) كان بمثابة تصد دولي وعربي، مؤكدًا فرحته لتبني الدول جميعها فكر الرئيس السيسي لتحريك المؤسسات الدينية لمواجهة الإرهاب للقضاء على جذوره الفكرية.

وقال الكاتب والمفكر السياسي، تعليقًا على قيام القوات المسلحة ببناء المشروعات التنموية، أن ذلك يأتي بسبب إنجازها لتلك المشروعات، وعدم وجود نهب كباقي الشركات المنفذه للمشروعات.

وأضاف الفقي، أن القوات المسلحة تعد قوة منجزة جيدًا للمشروعات، وبصورة أسرع، وإنهائها بشكل أجمل، مؤكدًا أن الرئيس السيسي يساوم ويفاصل في العديد من الأموال لمصر.

وأكد الفقي، أن مصر ما زالت بحاجة إلى فتح أبواب جديدة للاستثمار، وأن هذا لن يحدث إلا بالتآلف مع الدول، وأن صندوق دعم مصر اعتمد السيسي عليه من قبل ملايين المصريين الذين خرجوا في 30 يونيو لدعمه، إلا أن من دعم هذا الصندوق لم يأت بنفس ضخامة من هبطوا في 30 يونيو.

وتابع: أن أمريكا تكيل بمكيالين، واتضح هذا في محارتها للإرهاب في بعض المناطق وعدم محاربتها له في مناطق أخرى، مضيفًا أن ما حدث في فرنسا من إرهاب يؤكد أن الإرهاب لا يرحم دولة ولا يفرق بين الدول بصفة عامة.

وأضاف أن إثيوبيا تعلم أبنائها في المناهج الدراسية أن “نهر النيل ليس وفيًا لها لأنه يغرقنا، ولكنه يجلب الخير لغيرنا”، ما أدي إلى كره المواطنين الإثيوبيين للنيل منذ أن كانوا أطفالًا.

وأشار إلى أن ما فعله السيسي في أثيوبيا هو تغيير تلك الفكرة، مؤكدًا ان سد النهضة في أثيوبيا يجب أن تتعامل معه مصر كأنه موجود لأن مصر لن تستطيع إيقاف بناءه، ويجب أن توافق إثيوبيا أن تكون مصر دولة مشرفة على بناء السد.

وقال تركيا كانت في مرحلة معينه لم يكن لديها مانع أن تكون في مؤخرة الدول الأوربية على أن تكن في مقدمه الدول العربية، مضيفًا أنه عندما آتي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كان يريد ان يقدم خدمات لوجيستية لأمريكا، بجانب أنه لم يكن بعيدًا عن تقديم دعمًا لتنظيم (داعش).

وأوضح الفقي، بأن الرئيس التركي الأسبق لم يكن ظاهرًا على الساحة كما يظهر أردوغان، مضيفًا أردوغان هو من يسيطة الآن على تركيا دون وضع مقاليد الحكم في يد رئيس وزرائه، مؤكدًا أن تركيا تريد أن تجعل من الإخوان ركيزة في مصر لتغيير العالم كله، ولذلك ما حدث في 30 يونيو من ثورة كان تغييرًا لخريطة الدول العربية جميعها.

وأضاف الفقي، أن هناك مشكلة كبيرة لأن أردوغان يعتبر السيسي أتى بعد انقلاب ولا يريد أن يقتنع أنه رئيسًا شرعيًا للبلاد، موضحًا أن أردوغان لا يتمتع بقوة كبيرة في تركيا، بجانب تورطه في قضايا فساد، وقضايا أخرى تتعلق بحزبه.

وأشار الفقي إلى أن مرض الإخوان في مصر يجب ان يتعايش معها قيادات الدولة كتعايش مريض السكر مع مرضه، مضيفًا أن هناك العديد من الخلايا النائمة من الإخوان في القضاء وباقي مؤسسات الدولة، ما يجب أن يتم التعايش معهم لأنه تنظيم عمره أكثر من 85 سنة، مؤكدًا أن وجود الإخوان في العالم العربي أكثر من وجودهم في مصر.

 

 

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى