الأخبار

انهيار المنظومة الإعلامية لـ «داعش» أقوى أسلحة التنظيم الإرهابي

أكد مرصد الأزهر لمكافحة الفكر المتطرف، أنه بعد الهزائم المتلاحقة التي تعرّض لها داعش في سوريا والعراق، ها هو الآنَ يخسر أقوى أسلحته! ألَا وهي الدعاية التي اعتمد عليها التنظيمُ في ممارساته الإجرامية، ولبَثّ وترويج أفكاره المنحرفة والشاذة.
وقال المرصد فى تقرير له، إن التنظيم الإرهابي اعتاد نشر مقاطع فيديو صادمة بل ومرعبة على منصاته الإعلامية لا سيّما الإلكترونية منها، إلّا أنه لوحظ مؤخّرًا انخفاض عدد هذه المقاطع على المنصات الإلكترونية المختلفة.
ففي عام 2015، كان الذراع الإعلامية لداعش ينتج محتوى ترويجيًّا ضخمًا من 38 مكتبًا إعلاميًّا مختلفًا من غرب أفريقيا وحتى شرق أفغانستان، وكان تركيزهم ينصبّ على إبراز الأماكن التي تقع تحت سيطرة التنظيم في صورة “اليوتوبيا” أي “المدينة الفاضلة” والأرض التي تتحقّق عليها أحلام وطموحات كلّ مَن يَفِد إليها، فأكثر من نصف مخرجاتها الإعلامية كانت موجّهةً نحو رسْم صورةٍ عن الحياة المدنية المثالية في أرض الخلافة؛ من ناحية التعليم والزراعة والرعاية الاجتماعية والصحية، فأرض الخلافة هي مكانٌ للعَيْش ولقضاء حياةٍ كريمة، وليست مجرّدَ مكانٍ للحرب ونَيْل الشهادة، وإنما دولة قوية ومتماسكة بل ومزدهرة.
وبدأت الإستراتيجية الإعلامية لتنظيم داعش في تغيير مسارها، فبعد ما كانت تقوم به خلال عام 2014 و 2015م من محاولة استقطاب المجاهدين والمجنّدين الجُدُد إلى أرض الخلافة، أصبحت في عام 2016 تُرَكِّز فقط على البقاء على قَيْد الحياة.
وتؤكّد البيانات أن التنظيم كان نَشِطًا للغاية على “تويتر”، وكان حريصًا على نشر وترويج نحو 200 من “إيفنت” (الفاعليات) في أسبوعٍ واحد، هذا بالإضافة إلى الصور والتقارير والفيديوهات والأفلام الوثائقية والنشرات والأغاني. ولكن بحلول ديسمبر 2017 كانت أذرعها الإعلامية تُناضِل لإنتاج 25 مُنْتَجًا فقط في الأسبوع، وافتقرتْ معظم المواد للبريق المعتاد الذي تَعَوّد أن يظهر به التنظيم.
وأضاف المرصد، أنه لم يكن الانخفاض والتدهور من حيثُ الكمُّ، بل كان في جميع المجالات، فانهارت قدرات التحرير وتراجعت جهود الترجمة وإعداد التقارير، ويظهر هذا واضحًا في النشرات الإذاعية اليومية التي كانت تُذاع باللغات العربية والفرنسية والتركية والكردية والإنجليزية والروسية والأويغورية، فأصبحت الآنَ قليلةً ومتباعدة، ويُرجِع محلّلون أسبابَ ذلك إلى ما يلي: قتل بعض كبار الشخصيات الإعلامية؛ والافتقار العامّ إلى الموارد الماليّة؛ ممّا أثّر في الموارد المخصّصة لوسائل الإعلام؛ وفقدانٍ لبعض الأراضي والمراكز الإعلامية، وخاصّةً بعد سقوط الرَّقَّة والموصل، حيث تقع المراكز الرئيسة الإعلامية هناك، بالإضافة إلى ذلك، حتّى في ذروة نشاطها، اضْطُرّ تنظيم داعش للتعامل مع النشاط المُكَثَّف الذي قامت به إدارات “تويتر” و”فيسبوك” و”يوتيوب”، وعمليات القرصنة التي أطاحت بالعديد من المواقع الخاصّة بها، والمنصّة الإعلامية الأبرز في الوقت الحاليّ هي تلك التي توجد في أفغانستان.
وأوضح المرصد، أنه لم تكن وسائل الاتّصال والتواصل بالنسبة لتنظيم داعش مجرّدَ أداةٍ بل وسيلة للحكم والتخطيط العسكري، ففي السنوات الأخيرة تَمَكّنَ التنظيم من شَنّ حربٍ نفسيّة على الأعداء، وتعزيز قاعدة مَن يدعمونه؛ من خلال ترويج صورةٍ مغلوطة عن العديد من المفاهيم الدينية، وعن حجمهم ونفوذهم الحقيقي، والذي مَثّل ما كان سببًا في استقطاب الشباب في بادئ الأمر، أصبح سببًا في انهياره، خاصّةً بعد أن أزيح الستار عن أكاذيبهم وزيف معتقداتهم، وهذا بالتالي أدّى إلى ضعف وسقوط هذه الأسطورة.
صدى البلد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى