الأخبار

القصة الكاملة لخنق «الحياة»

لم تكن أزمة شبكة قنوات “الحياة” التى يمتلكها السّيد البدوى رئيس حزب الوفد مفاجئة، بل كانت هناك مؤشّرات كثيرة خلال الفترة الماضية تؤكّد أن قنوات «الحياة» دخلت «الإنعاش» على كافة المستويات، سواء على مستوى المحتوى الإعلامى الذى تقدمه، أو اختيارها للعاملين فيها أو على مستوى الإنفاق المالى الذى تسبب فى خسائر كبيرة لفضائية «صاحب بيت الأمة» !

وبعد أن استمرت “الحياة” لفترة طويلة تعلن عن نفسها من موقع الصّدارة باحتلالها للرقم 1 فى مصر والوطن العربى، أدّى سوء إدارتها والمُجاملات والمحسوبيات بداخلها للسقوط فى فخ الخسائر، لتدخل نفق مظلم على مدار عدة أشهر، ليصل بها الحال لما وصل إليه اليوم بقطع البث عنها بقرار من مدينة الإنتاج الإعلامى بسبب المديونيات.

«الدستور» تكشف من خلال هذا الملف التفاصيل الكاملة والكَامنة لبداية الأزمة المالية لـ “الحياة”، حيث نرصد التفاصيل والخسائر ومفاوضات البيع بالأرقام.. لعل «السّيد البدوي» يجد «المدد» و«يُعالج» الكسور والقصور في الفضائية.

1 – انسحاب “بروموميديا” و”دى ميديا”
بدأت الأزمة تحيط بشبكة قنوات الحياة عندما قام رئيسها محمد سمير، زوج ابنة السيد البدوى مالك الشبكة، فى فرض سطوته على كافة برامج “المنتج المنفذ” من خلال شركته الخاصة “فيردى” ووقف التعاون مع أى شركات أخرى فى الإنتاج البَرامجى، خاصة إنه لا يمتلك أى خبرات تسويقية سابقة، وهو ما تسبب فى هروب المعلنين بشكل كبير من “الحياة” ورفض التعاون معه، ليلجأ سمير شهر يوليو العام الماضى للتعاقد مع وكالة “دى ميديا” لرعاية القناة بعد انسحاب رجل الأعمال نجيب ساويرس مالك وكالة “بروموميديا”.

إلا أن الوكالة الجديدة فوجئت أن شبكة “الحياة” تسير فى اتجاه خاطئ، ولم تقدم محتوى مميز يمكنهم من جلب عائد إعلانى، وبعد فترة لا تزيد عن 4 أشهر، قررت الوكالة الإعلانية الإنفصال عن “الحياة”، وجاء سبب الإنفصال لإنسحاب عدد كبير من المعلنين، وبعد أن كان الوكيل الإعلانى يدفع لـ “الحياة” 450 مليون جنيه فى العام، حيث طالبت “دى ميديا” تخفيض المبلغ إلى 100 مليون فقط، خاصة بعد توقف برامج الإعلامى عمرو الليثى على شاشة القناة والتى كانت تحقق أكبر عائد إعلانى، فرفضت “الحياة”، وهو ما جعل “دى ميديا” تفسخ تعاقدها، حتى لا تخسر من رعايتها لـ “الحياة”.

2 – عودة إيهاب طلعت
فور انسحاب وكالة “دى ميديا” وفسخ تعاقدها بدأت “الحياة” رحلة البحث عن وكيل جديد، فلم تجد سوى إيهاب طلعت الذي أنشأ وكالة إعلانية جديدة خصيصًا، بهدف العودة إلى الساحة بعد طرده من “بروموميديا”، قرر حينها محمد سمير رئيس الشبكة أن يعتمد على إيهاب طلعت من خلال وكالته الجديدة “شيرى ميديا”، دون دراية بتغيرات السوق، معتبرا أنه صاحب تاريخ كبير فى التسويق والإعلام، وكانت له نجاحات سابقة مع “الحياة” قبل ظهور كيانات إعلامية ووكالات جديدة فى سوق الميديا، واعتقد مالك “الحياة” ومسئوليها أن طلعت قادر على إخراج الشبكة من كبوتها، وتحقيق عوائد مالية كبيرة لها.

لم يعرف السيد البدوى ومحمد سمير أن إيهاب طلعت كان قد انتهى دوره فى سوق الميديا ولم يعد يمتلك آليات ولا امكانيات لحل أزماتهم، وكان طلعت وعد البدوى بجلب شريك جديد فى القناة، وبالفعل سعى لإدخال شريك جديد إلاّ أن الأزمات المحيطة بالقناة جعلت الجميع يتخوف من الشراكة مع السيد البدوى، خاصة أن مديونيات الشبكة وصلت فى هذا التوقيت إلى 250 مليون جنيه.

3 – الرهان الخاسر !
فور تأكد محمد سمير رئيس الشبكة من فشل وكالة إيهاب طلعت فى التسويق، وعدم قدرتها على المنافسة فى السوق، قرر أن ينشئ وكالة إعلانية جديدة خاصة بالقناة نفسها تحمل اسم “حياة ميديا سيتى سيرفيز”، إلا أن سمير أخطأ نفس الخطأ وقام بتعيين إيهاب طلعت رئيسًا لمجلس إدارتها.

وتستمر هذه الوكالة فى رعاية شبكة قنوات “الحياة” حتى اليوم، إلا أنها لم تحقق أى نتائج، وتسببت فى خسائر كبيرة ومديونيات تصل إلى 300 مليون جنيه خارجيا، وما يزيد عن 50 مليون جنيه أجور متأخرة للعاملين فى الشبكة سواء إعلاميين أو فنانين أو فنيين وغيرها من الوظائف، كما قاموا بتخفيض العمالة داخل الشبكة وابعدوا ما يزيد عن 150 فرد، ثم 50 آخرين، وقاموا بتخفيض الأجور بنسبة 30% ثم تم تخفيضها مرة أخرى إلى 50%.

4 – سر فشل محاولات البيع
خلال العامين الماضيين ومع تزايد الأزمات المالية وارتفاع مديونية شبكة قنوات “الحياة” تلقى مالكها السيد البدوى 3 عروض لشرائها، وبرغم استمرار المفاوضات لفترات طويلة، إلا أنها كانت دائمًا يكتب لها الفشل، وتأتى أسباب فشل المفاوضات لتمسك السيد البدوى بالبقاء شريك بنسبة 51% فى الشبكة ليضمن لنفسه ولزوج ابنته محمد سمير حق الإدارة، إضافة إلى تقييمه للقناة بمليار و200 مليون جنيه، وهو مبلغ كبير جدًا خاصة فى ظل الأزمات المالية التى تحيط بسوق الميديا فى مصر مؤخرًا، وكان أكبر مبلغ تم عرضه لشراء الشبكة 800 مليون جنيه.

وهو ما لم يرض البدوي، أما آخر عرض تلقاه البدوى بشراء القناة أو الشراكه بها، تم توقف مفاوضاته لسبب مختلف تمامًا، حيث كان قد وافق البدوى على تقييم الشبكة بقيمة مالية 750 مليون جنيه بعد اقتناعه بعدم القدرة على بيعها بأكثر من ذلك ولوقف نزيف الخسائر، وجاء سبب الخلاف بسبب مديونية الشبكة، حيث طالب البدوى أن يسدد المُشترى الجديد المديونيات القديمة خارج الصفقة، وهو ما رفضه صاحب العرض، لتتوقف المفاوضات بشكل نهائى.

5 – المصير الغامض
قامت مدينة الإنتاج الإعلامى بوقف بث “الحياة” صباح اليوم الإثنين، بسبب عدم التزامها بسداد المديونيات المستحقة للمدينة منذ عدة أشهر، إلا أن إدارة المدينة أعادت البث مجددًا، بعد تعهّد مسئولى الشبكة بالسداد خلال يومين على الأكثر.

وكشفت مصادر خاصة لـ “الدستور” عن أزمة كبيرة نشبت بين السّيد البدوى مالك الشبكة ومحمد سمير زوج ابنته ورئيس الشبكة، بسبب ما وصل إليه الحال من خلال برامج لم تجلب أي عائد إعِلانى لم يستفد منها سوى سمير نفسه، لأنه احْتكر القناة بالكامل، وحقق مكاسب شخصية على حساب الشبكة.

وقالت المصادر إن السيد البدوي يسعى جاهدًا، خلال هذه الأيام، للبحث عن مشترى للشبكة فى أقرب وقت، حيث كشفت المصادر أن رئيس حزب الوفد قرّر عرض الشبكة بالكامل بمبلغ 500 مليون جنيه؛ حتى يتمكّن من سداد مديونياته ووقف نزيف خسائره في « الحياة» التي أصبحت على صفيح ساخن.

البدوي يطلب «المدد».. «الدستور» ترصد القصة الكاملة لخنق «الحياة»

البدوي يطلب «المدد».. «الدستور» ترصد القصة الكاملة لخنق «الحياة»

البدوي يطلب «المدد».. «الدستور» ترصد القصة الكاملة لخنق «الحياة»

البدوي يطلب «المدد».. «الدستور» ترصد القصة الكاملة لخنق «الحياة»

البدوي يطلب «المدد».. «الدستور» ترصد القصة الكاملة لخنق «الحياة»

البدوي يطلب «المدد».. «الدستور» ترصد القصة الكاملة لخنق «الحياة»

البدوي يطلب «المدد».. «الدستور» ترصد القصة الكاملة لخنق «الحياة»

البدوي يطلب «المدد».. «الدستور» ترصد القصة الكاملة لخنق «الحياة»

البدوي يطلب «المدد».. «الدستور» ترصد القصة الكاملة لخنق «الحياة»

البدوي يطلب «المدد».. «الدستور» ترصد القصة الكاملة لخنق «الحياة»

 الدستور

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى