أخبار مصر

غداً.. مناخ مصر يستقبل أمشير أبو الزعابيب بارتفاع ملحوظ في درجة الحرارة

استقبال “حار” لشهر أمشير استبقه مناخ مصر تحية لوصول “أبو الزعابيب” الذى يبدأ أولى أيامه غدا الخميس، حيث تعرضت مصر لارتفاع فى درجة الحرارة غير مألوف فى هذا الوقت من العام الذى يكون فيه أيام فصل الشتاء قد انتصفت تقريبا ، حيث ساد البلاد جو حار تسبب فى ارتداء بعض المواطنين للملابس الصيفية رغم تحذيرات هيئة الأرصاد الجوية، وشعور المرتدين للملابس الشتوية بالتعرق، وعزت الهيئة هذه الحالة من ارتفاع درجة الحرارة، إلى تعرض مصر لكتلة هواء ساخنة قادمة من المنطقة المدارية، مما يدل على أن مصر تأثرت بالدورات المناخية.

وأمشير، هو الشهر السادس فى التقويم القبطى، وعادة ما يحل بين يومى (8/9 فبراير)، وترجع تسميته إلى عيد يرتبط بالإله “مخير” وهو الإله المسئول عن الزوابع، وأمشير يلى شهر طوبة ويسبق شهر برمهات فى هذا التقويم القبطى أو تقويم الشهداء، وهو تقويم شمسى يعتمد أساسًا على التقويم المصرى القديم، وضعه قدماء المصريين لتقسيم السنة إلى 13 شهر، حيث يعتمد على دورة الشمس، ويعتبر من أوائل التقاويم اللى عرفتها البشرية، كما أنه الأدق من حيث ظروف المناخ والزراعة خلال العام ، ولهذا يعتمد عليه المزارع المصرى فى مواسم الزراعة والمحاصيل اللى يقوم بزراعتها من آلاف السنين وحتى الآن.

والشهور المصرية القديمة، ومن بينها أمشير مرتبطة بنجم الشعرى اليمانى والتى استخدمها المصرى القديم فى كل ما يختص بالزراعة والحصاد ولا تزال هذه الشهور تستخدم فى الريف المصرى المعاصر، نتيجة احتضان الفلاح المصرى لها وتوارث العمل بها منذ عرفت فى عام 4241 قبل الميلاد، فباتت جزء من التراث المصرى الفرعونى الذى ظل يمتد وينساب فى سهولة وبساطة ويسر فى الوجدان المصرى منتظما مع دورة المحاصيل الزراعية متوافقًا مع الطقس على طول فصول السنة دون أدنى تغيير أو تبديل، مما يؤكد إنه دائرة معارف شعبية زراعية فلكية متميزة انطبعت فى تراثنا المصرى الأصيل.

وللسنة القبطية التى تشير روزنامتها هذا العام إلى عام 1743، ارتباط وثيق بتراث الأمثال الشعبية فى مصر ولا يخلو شهر من شهورها من مثل أو أكثر، ولشهرة شهر أمشير بالريح والزوابع ، جاءت فيه أمثال شعبية تقول “أمشير أبو الزعابيب الكتير ياخد العجوزة ويطير”، و”أمشير يفصص الجسم نسير نسير” (أى من شدة الهواء).

استقبال مناخ مصر” الحار ” لشهر أمشير، يأتى فى إطار دخول العالم نظاما جديدا يتغير فيه كل ما كان مألوفا، بمعدل قد لا تصبح فيه العمليات الطبيعية قادرة على مواكبته، وفى محاولة لفهم ما يحدث بصورة أفضل وكيفية الاستعداد له، أجرى فريق من علماء المختبر الوطنى الأمريكى للطاقة برئاسة العالم “ستيفن سميث” دراسة جديدة نشرت فى مجلة “Nature Climate Change”، المتخصصة فى نشر الأبحاث المتعلقة بالتغييرات المناخية، كشفت عن أن كوكب الأرض على أعتاب مرحلة جديدة من حيث معدل ارتفاع درجات الحرارة العالمية، الذى قد يصل إلى مستوى لم يشهده العالم طيلة السنوات الألف الماضية، مشددة على أنه بالرغم من أن هذا الارتفاع المتسارع فى درجات الحرارة من شأنه أن يؤثر على جميع الدول، إلا أن منطقة القطب الشمالى، التى تخسر بالفعل جليدا هائلا بمعدل ثابت، من المرجح أن تكون الأكثر تضررًا.

ووجد فريق العلماء أنه بحلول عام 2020، فإن معدل ارتفاع درجات الحرارة على مستوى العالم يمكن أن يعبر حاجز الـ 0.45 درجة خلال عقد واحد( عشر سنوات )، متفوقا بذلك على الارتفاعات التاريخية للسنوات الألف الماضية، وإذا ظل انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحرارى على وضعه الحالى، فإن معدل الاحترار العالمى قد يصل إلى 0.7 درجة خلال عقد واحد.

وبحساب معدلات التغير بين عامى (1971 و 2020)، وجد العلماء أن معظم مناطق العالم الآن تعتبر خارج نطاق درجات الحرارة الطبيعية لها، وأن معدلات التغير فى أوروبا وأمريكا الشمالية ومنطقة القطب الشمالى هى أعلى بكثير من متوسط التغيرات العالمية الأخرى ، وتعد منطقة القطب الشمالى الأسرع احترارا على الإطلاق بين جميع أجزاء الكرة الأرضية، وتشهد تسارعا فى تقلص الغطاء الجليدى فيها، ويمكن أن يصل معدل ارتفاع درجات الحرارة إلى نسبة 1.1 درجة فهرنهايت خلال العقد الواحد بحلول عام 2040، وفقًا للدراسة.

المؤجز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى