الأخبار

ممدوح حمزة: القوى السياسية التى يلتقيها “مرسي” تمثل 5% فقط من الشعب

 

مجدى أبوالليل

 

قال ممدوح حمزة، المهندس الاستشارى والناشط السياسى، إن دعوة الرئيس محمد مرسى للقاء القوى السياسية للتوافق على الدستور هى دعوة جيدة، لكن هذه القوى لا تمثل غير 5% من الشعب، وعلى الرئيس أن يستمع إلى الشعب، واصفاً الجمعية التأسيسية بالعبث وأن ما صدر عنها من مسودة أولى للدستور بـ«الخزعبلات».

* ما تقييمك للدعوة التى وجهها الرئيس مرسى للقاء القوى السياسية من أجل التوافق حول الدستور؟

– شىء جيد أن يلتقى الرئيس القوى السياسية وممثلى الأحزاب، ولكن لا بد أن يعرف أن هؤلاء لا يمثلون سوى 5% من الشعب، ولا بد أن تكون لديه أجهزة تعرف ما هو رأى الشعب فى مسودة الدستور قبل عرضها للاستفتاء، فمعظم هذ القيادات التى يلتقى بها الرئيس مرسى ليس وراءهم ظهير جماهيرى ضخم، كما أن مسئولية الرئيس التشريعية تقتضى منه أن يشكل لجنة مكلفة لصياغة الدستور وليس لوضعه، وتتكون من أساتذة القانون الدستورى، وأقدم 5 أساتذة فى القانون العام فى الجامعات المصرية، وآخرين فى القانون الدستورى الإدارى، ورئيس محكمة النقض ونائبه، ورئيس المحكمة الدستورية ونائبه، ورئيس نادى القضاة ونائبه، والنائب العام، ودورهم الاستماع إلى الشعب خلال جلسات استماع تصل إلى 1500 جلسة، حتى يستمعوا إلى الأطياف المختلفة.

* وما مصير المسودة التى خرجت الآن عن الجمعية التأسيسية؟

– تكون النواة لوضع دستور جديد؛ لأن المسودة هى دستور 1971، قبل تعديلات السادات ومبارك، ولكن يجب مراعاة الوقت فى وضع الدستور؛ لأن الوقت ليس لمصلحة الرئيس أو البلاد، ويجب أن نتذكر أن الدستور كان يجب أن يكون أولاً قبل الانتخابات.

* لكن هناك اعتراضات كثيرة على هذه المسودة حتى من الإسلاميين أنفسهم، ويعدون لمظاهرات «تطبيق الشريعة»؟

– القضية ليست تياراً أو غيره، بل الدستور كله لا يصلح، ومسودة الدستور هى أفشل ما كُتب على مستوى العالم، ومن عطل الدستور منذ قيام الثورة هو المشير حسين طنطاوى والفريق سامى عنان، ويجب أن يحاكما بتهمة الخيانة العظمى على ذلك، وسلما البلاد إلى الإخوان المسلمين، وهما المسئولان عن المصيبة التى نحن فيها الآن، وفى النهاية حين يصر تيار الإسلاميين على النزول إلى الشارع، ويصر تيار آخر على النزول أيضاً إلى الشارع فى نفس التوقيت، قد يؤدى ذلك لحرب أهلية، كما قال واحد منهم.

* ومَن قال إننا «سنحول الأمر إلى حرب أهلية»؟

– قالوا إنه صفوت حجازى، إلا أن صفوت خرج مرة أخرى ونفى وكذب هذا الكلام.

* هل يعنى ذلك أنك تحذر من قيام حرب أهلية؟

– إذا أصر المتأسلمون وتجار الدين على النزول إلى الشارع من حين لآخر فسوف تكون هناك حرب أهلية.

* لكن حق التظاهر مكفول للجميع؟

– شىء طبيعى ومن حق الناس أن تنزل مليونيات، وهذا حق انتزعناه بذراعنا يوم 25 يناير، ولكن لا بد أن يحكم كل واحد منا ضميره، وكلمة المستقبل هى «حكّم ضميرك».

* من وجهة نظرك، إلى أين ستنتهى أزمة الجمعية التأسيسية والدستور الجديد؟

– كل ما نراه الآن حالة مرضية، سرعان ما تزول، ولكن ما يحدث الآن عبث، ومصر «مش هتاكل» عبث الجمعية التأسيسية أو خزعبلات مسودة الدستور، وأرى محاولة إلغاء المحكمة الدستورية عبثية شديدة، ومصر ليست بلداً مولوداً بالأمس، بل لها تاريخ ونحن لسنا «جمهورية الموز» بل جمهورية لها أكثر من 60 عاماً، ودولة لها دستور ومجلس شعب منذ 150 عاماً، ولا يجب كتابة دستور جديد بهذا الشكل، ولا بد أن أجمع الدساتير المصرية وأخرج منها بالمسودة الأولى وأدعو إلى لجان استماع.

* وما ردك على مطالب تطبيق الشريعة والنص عليها فى الدستور؟

– الشريعة مطبقة؛ لأن مبادئ الشريعة مصدر التشريع، ومصر دولة إسلامية، «عايزين إيه أكتر من كده؟»، ومحاولة إلغاء كلمة مبادئ لا تجوز؛ لأن الأحكام وضع أغلبها بشر وهى اجتهادات، ومنذ أكثر من ألف عام، ولا تصلح، لكن المبادئ من عند الله، وأنا مؤمن بأننا نطبق مبادئ الشريعة؛ لأن لكل عصر تفسيره للمبادئ، ولا استخدم العقلية البشرية الموجودة من ألف سنة، ولو استخدمت عقل غيرى الذى كان موجوداً من ألف عام، أكون إنساناً جاهلاً.

 

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى