الأخبار

“الحسيني أبو ضيف”.. لا تسألوا متى يعود!

 

81

 

يحكون في بلادنا.. يحكون في شَجَنْ.. عن صاحبي الذي مضى.. وعاد في كفنْ.. كان اسمه.. لا تذكروا اسمهْ.. خلوه في قلوبنا..خلوه جرحا راعفا.. أخاف يا أحبتي.. أخاف يا أيتام.. أخاف أن ننساه بين زحمة الأسماء.

ربما يأذن لنا الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش أن نقول “كذبا” أننا لم نخف ولم ننس، وأننا نذكر وعدا قطعه علينا “الحسيني أبو ضيف” باسمه وقلمه شهيد الصحافة أمام قصر الاتحادية، “لحظة الخيانة الأولى” وسقوطه برصاص جماعة الإخوان الإرهابية.

“هذه آخر تويتة قبل نزولي للدفاع عن الثورة بالتحرير وإذا استشهدت لا أطلب منكم سوى إكمال الثورة”، كلمات لـ”ضيف” أتى ثائرا من جنوب الصعيد، قبل لحظات من استشهاده فداء للثورة على أبواب القصر.

جاء إلى القاهرة، حاملا قلمه وأحلام الثورة، إلا أن يد الغدر أهدرت دمه لتبقى ذكراه صورة على جدار نقابة الصحفيين وينضم اسمه لقائمة الشهداء الطويلة.

3 أعوام مرت على ذكرى استشهاد “أبو ضيف” يوم الخامس من ديسمبر عام 2012 أثناء تغطيته أحداث الاتحادية، متأثرا بإصابته بطلق ناري في الجمجمة أدى إلى تهتك في الرأس ودخوله في غيبوبة تامة استمرت لأسبوع كامل، لتسلم روحه إلى بارئها، ليشيع شهيدا من مقر نقابة الصحفيين إلى موطنه في سوهاج.

آراء الحسيني، كانت قوية ولاذعة، وكان عضوا بحركة كفاية، ومن أوائل وفود ثورة 25 يناير التي أطاحت بحكم المخلوع محمد حسني مبارك بالإضافة إلى مشاركته في إحياء حركة شباب من أجل التغيير لتحقيق المطالب الثورية المختلفة من عيش وحرية وعدالة اجتماعية ومشاركته في العديد من الوقفات الاحتجاجية للدفاع عن المظلومين.
وبعد مرور ما يقرب من عامين ونصف على استشهاده عاقبت محكمة جنايات القاهرة الرئيس الأسبق محمد مرسي وآخرين بالحبس 20 عامًا، بتهمة التسبب في قتله.

استشهد “الحسيني”، وترك رسالة ومعنى جسده، “درويش” حين قال: “يا أصدقاء الراحل البعيد.. لا تسألوا: متى يعود.. لا تسألوا كثيرا.. بل اسألوا: متى.. يستيقظ الرجال!”.

 

الدستور

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى