الأخبار

هل يصبح موسى الخيار الآمن للجميع؟

 

 

 

98

 

يتألق فى هذه الأيام السيد عمرو موسى كما لم يتألق من قبل، خاصة بعد أن نجح فى إدارة لجنة الخمسين حتى النهاية ووصل إلى وضع مسودة دستور 2013م دون أن ينسحب أحد من اللجنة، وشهد أعضاؤها بكفاءته السياسية وقدراته الإدارية، ووقف بعد ذلك فى محفل تدشين مسودة الدستور ليعرضه على الناس بلباقة واقتدار الدبلوماسى القدير ورجل الدولة العتيق، وبدا فى لقاءاته الأخيرة أكثر حيوية وشبابا وكأن الزمن عاد به إلى الوراء عشرات السنين.

فهل ترؤسه للجنة الخمسين وظهوره المتألق فى وسائل الإعلام يعد مرحلة أولى فى الدفع به لانتخابات الرئاسة القادمة، على أنه الخيار الآمن للجميع من النواحى التالية:

1- هو رجل دولة يعرف معنى المؤسسات ويعرف قيمة الاستقرار وله خبرة فى العمل الإدارى والسيادى وبالتالى سينطلق فى العمل مباشرة.

2- ليس له عداوات أو مواقف حادة مع التيارات المختلفة، فهو كرجل دبلوماسى محنك كان قادرا على الاحتفاظ بحبال الود بدرجات متفاوتة مع سائر الاتجاهات السياسية.

3- ستطمئن له المؤسسة العسكرية لكونه رجل دولة قديم يعرف قدر وحساسية وأهمية تلك المؤسسة، كما لن يستنكف العسكريون أن يكونوا تحت لوائه كرئيس مدنى.

4- سينحل بترشحه الصراع القائم لدى الفريق السيسى (إن كان ثمة صراع) لأن يكون أو لا يكون رئيسا فى مثل هذه الظروف الشائكة والصعبة، فمنصب الرئاسة قد يكون ضارا بشعبيته التى تحصّل عليها فى الشهور الماضية وقد لا ينجح كرئيس، لأن الرئاسة منصب سياسى يحتاج لمهارات خاصة قد لا تتوافر فى الفريق السيسى، لكونه عاش رجلا عسكريا ومخابراتيا.

5- ربما تطمئن له التيارات الدينية نسبيا (باستثناءات قليلة) نظرا لكونه لم يعلن معاداته لهم وليس فى تاريخه ما يدينه أو يصمه بأنه حارب التيار الدينى أو حاول إقصاءه، وقد نجح فى احتواء ممثلى بعض هذه التيارات داخل لجنة الخمسين واحترم رؤاهم ومطالبهم وحقق منها المستطاع.

6- سيطمئن الشعب أو قطاعات كبيرة منه إلى وجود رجل دولة محنك يدير دفة الحكم وله خبرة سابقة طويلة فى ذلك ولن تكون له شطحات أو جنوحات تعرض البلاد لهزات عنيفة.

7- سيطمئن له المجتمع الدولى (عربا وغربا) لأنهم جميعا يعرفونه منذ سنوات طويلة وتعاملوا معه فى كل المحافل الدولية ويثقون فى قدرته واتزانه السياسى.

8- ربما يأتى بالجنزورى رئيسا للوزراء، حيث يجرى تلميعه أيضاً فى هذه الأيام، بنشر مذكراته وحضوره حفل تدشين مسودة الدستور فى الصف الأول، وبالتالى يتدعم الاستقرار برجلى دولة محنكين بارزين.

9- وأخيراً فإن مفاتيح شخصية عمرو موسى «الحزم والحسم والجدية والدبلوماسية» مطلوبة جدا فى هذه المرحلة الحرجة والقلقة التى تعيشها البلاد. ولكن قد يقلق من قاموا بثورة 25 يناير ومن أيدوها لكون عمرو موسى محسوبا على النظام القديم، وأنه لم يكن ثوريا ولن يتوقع منه تحقيق أهداف ثورة لم يشارك فيها وتحقيق أحلام جيل لا ينتمى إليه.

 

الشروق

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى