الأخبار

مشوار “الجزمة” في مصر

54

 

PreviousNext

كان الفنان فؤاد المهندس في فيلم “مطاردة غرامية”، مغرمًا بـ”جِزَم” الستات، وهوايته المفضلة بجمعهم ويحتفظ بهم، فهو كان يعتقد أن “الست حلوة جزمتها حلوة”، وهناك أيضًا في الواقع ارتباط سياسي واجتماعي ارتبطا بهما استخدام الحذاء فعليًا ولفظيًا.

“الحذاء” نراه في فاترينات غالية الثمن محجوبة من الأتربة، لدرجة أنه يصبح أعلى قيمة من الخبز الذى يلقى في الشوارع. وتاريخيًا كان موجودًا في قلب الحدث السياسي، حيث قتلت “أم علي” شجر الدر بـ”القبقاب”، وهو نوع من الأحذية، و”الوطن” تلقي الضوء على الحذاء تاريخيًا واجتماعيًا وسياسيًا.

التاريخ السياسي للجزمة في مصر: يعود من عهد محمد علي باشا “1805_1848” عندما أراد أن يعاقب أحد المبعوثين من طلاب الأزهر، على عدم تحصيله علمًا مفيدًا من بعثته، فأمر بأن يمسح أحذية المشايخ والطلاب على باب الأزهر.

واستخدمت في البرلمان عدة مرات، تقدم “الوطن” أبرزها

جزمة طلعت رسلان: وبدأ “حوار الجزمة”، في البرلمان عام 1987م عندما صفع النائب المعارض الراحل طلعت رسلان، وزير الداخلية الأسبق زكي بدر، على خده تحت قبة البرلمان، واشتهرت بواقعة “الحذاء” وانتهت بعزله.

جزمة أشرف بدر في إحدى جلسات مجلس الشعب 2005م: رفع عضو البرلمان أشرف بدر المنتمي للإخوان، الحذاء في وجه العضو حسن نشأت القصاص والمنتمي للوطني المنحل، بعد أن اشتد النقاش بينهما.

أنصار مبارك

رفع أنصار مبارك “الحذاء” في منطقة شبرا، ردًا على مظاهرة لحركة “كفاية”، التي كانت تحتج على ترشيح مبارك لفترة رئاسة خامسة، في سبتمبر 2005م، وهتفوا “ده اللي ليكم عندنا”.

القضاة

خلال تصاعد أزمة اعتصام القضاة الإصلاحيين في أبريل 2006م، اعتدى ضابط شرطة وعدد من مساعديه على القاضي محمود حمزة، ووضع الجزمة على المستشار.

سياسيون يهددون بـ”الجزمة”

في مايو 2006م، تواترت ثلاث وقائع لـ”الجزم”، الأولى تصريحات صحفية لمهدي عاكف، مرشد جماعة الإخوان، وقت ذاك، “أن الإخوان سيضربون المعارضة بالجزمة، عندما يصلون إلى الحكم”.

والثانية عندما نسبت صحف للنائب المستقل طلعت السادات أنه قال لأحمد عز رئيس لجنة الصناعة بمجلس الشعب آنذاك، عبارة “هاضربك بالجزمة”، وإنه حاول خلع حذائه بالفعل تحت قبة البرلمان، بعدما اتهم “عز” بالتجارة في أراضي الدولة، واشتد النقاش بينهما.

والثالثة “جزمة” رئيس نادي الزمالك الحالي، التي رفعها في استاد القاهرة ليضرب بها أعضاء النادي الأهلي، بعد مشادة مع أحد الأعضاء.

الإعلام

هاجم محمد رشدي، الإعلامي بقناة النهار، الكابتن عزمي مجاهد المتحدث الإعلامي لاتحاد الكرة، بعدما قال الأخير في تصريحاته تعقيبًا على أحداث إستاد الدفاع الجوي في فبراير 2015م، “إن جزمة الداخلية فوق رؤوسنا”، ورد رشدي في برنامجه “أن الشرطة أهلنا، وأصحابنا أه، لكن فكرة جزمة الشرطة فوق رؤوس المصريين يا كابتن لا.. فوق راسك أنت، ممكن تحتفظ بالحذاء لنفسك تحطه على راسك”، بذلك تكون جزمة رشدي الأخيرة في الظهور في الساحات المصرية.

المواطنون والموضة

وبما أن الموضة في مصر ارتفعت عن السنوات الماضية ففي جولة بسيطة قامت بها “الوطن”، رصدنا حال فاترينات الأحذية، واستمعنا لآراء المواطنين عن أسباب اختيارهم للأحذية، هل السعر أم الموضة، وكانت الإجابات كالتالي: “بختار ما يناسب بيئتي، وقدرتي المادية” بذلك يحدد المحاسب محمد عبدالرازق أهم أسباب اختياره للحذاء، وقال لـ”الوطن”: “إنني أبحث عن إرضاء ما يناسب وضعي الاجتماعي وليست إرضاء الموضة”، مضيفًا “أنه تواجد الآن ليأخذ فكرة عن المعروض في المحال” وتقول مروة مصطفى: “أهم حاجة تدفعها لشراء الحذاء والذي يتنوَّع بين “بوت، وكوتشي، هو الأناقة والشياكة”، مشيرة إلى أنها تهتم بكل ما هو جديد بعيدًا عن ملاءمته للملابس من عدمه. “اختياري دائمًا لما يلائم راحتي، وعلى حسب تنوع ملابسي”، بذلك عبَّر خالد محمد عن ميوله لاختيار حذائه، مشيرًا إلى أنه يميل إلى اختيار الألوان الغامقة، والتي بدون كعب. يقول مختار حسني، مدير فرع أحد التوكيلات، إن معظم الزبائن يبحثون عن الجودة والمتانة، وآخرون يهتمون في المقام الأول بإيجاد السعر المخفض، ويبقى الأكثر مبيعات لدينا على حسب قوة أسماء التوكيلات.

وأشار مختار إلى أن الأحذية ذات الجلد الطبيعي هي الأغلى سعرًا، وهي غير متوفرة حاليًا، والاستهلاك يصب ناحية “الجلد الصناعي”، وهو ذو السعر المتوسط، والأنواع التي يقبلن عليها الفتيات والسيدات “الكاجوال، الكلاسيك، سواريه، بلارينا، سبوه، بوت، هاف بوت، صندل” ويوافقه في الرأي عصام عباس، بائع بأحد المحال، قائلًا: “إن المتانة والجودة، هما أهم مطلبين للرجال والسيدات”، لافتًا إلى أن الستات هن الأكثر ترددًا لشراء الأحذية، وأيضًا يستغرقن وقتًا أكثر حتى يرتضين بحذاء معين، وأوضح أن أسعار الأحذية الرجالي تبدأ من 145 جنيهًا ويصل إلى 170 جنيهًا، والحريمي يبدأ من 85 جنيهًا ويصل إلى 110 جنيهات.

 

 

 

 

 

 

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى