الأخبار

رفــح المصرية تعيـش بيـــن الحربيـن

107

 

 

على بُعد 35 ﻛﻢ ﻣﻦ مدينة ﺍﻟﻌﺮﻳﺶ، ﻳﻌﻴﺶ أهالى مدينة ﺭﻓﺢ ﺍﻟﻤﺼﺮية بين حربين، ﺍﻟﺤﺮﺏ على الإرهاب ﻭﺍﻟﻘضاء على ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻬﺮﻳﺐ، ﻭﻫﺪﻡ الأنفاق الأرضية ﻭﻏﻠﻖ ﻟﺨﻂﻮﻁ ﺍﻟﺎﺗﺼﺎﻟﺎﺕ المحمولة، بالإضافة إلى حياة أهلها فى أﺟﻮﺍﺀ ﺍﻟﺤﺮﺏ على ﻗﻂﺎﻉ ﻏﺰﻩ وأثرها على حياتهم ومعايشهم.

ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ فى رفح ﻳﻤﺮ ﻃﺒﻴﻌﻴﺎ ﺣﻴﺚ ﺣﺮﻛﻪ الأسواق ﻭﺍﻟﺒﻴﻊ ﻭﺍﻟﺸﺮﺍﺀ ﺣﺘﻰ الرابعة ﻋﺼﺮﺍ ﻟﻴﺘﺤﻮﻝ الأمر ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺗﺪﺭﻳﺠﻴﺎ حتى يصبح فى السابعة ﻣﺴﺎء أشبه ﺑﺤﻆﺮ ﺍﻟﺘﺠﻮﻝ.

«ﻧﺮﻭﺡ ﻓﻴﻦ ﻭﻛﻴﻒ نتحرك».. ﻳﻘﻮﻝ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺨﺮﺍﻓﻴن، أﺣﺪ أﺑﻨﺎﺀ المدينة، يتابع: ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺗﺤﻮﻝ ﻟﻨﺼﻒ ﻳﻮم ﻣﻨﺬ أكثر ﻣﻦ ﻋﺎﻡ ﺑﻌﺪ ﻓﺮﺽ ﻗﻮﺍﺕ الجيش والشرطة ﺳﻴﻂﺮﺗﻬﺎ ﻋﻠﻲ رفح، ﻭﻫﺪﻡ مئات الأنفاق، ﻓمع حلول الرابعة ﻋﺼﺮﺍ ﻳﻆﻞ ﻣﻦ ﻓﻲ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨة ﺩﺍﺧﻠﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ﻟﺼﻌﻮﺑة ﺍﻟﺎﻧﺘﻘﺎﻝ، ﺑﻴﻨﻤﺎ تستمر الحركة داخل رفح حتى ﺍﻟﺴﺎﻋة السابعة، ﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﺘﺘﻘﻞ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺑﻴﻦ الأحياء إذ يصبح ﻛﻞ ﻣﺘﺤﺮﻙ ﻫﺪﻓﺎ ﻟﻠﻘﻮﺍﺕ المنتشرة على الأكمنة ﻭﻧﻘﺎﻁ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ .

أﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﺴﻴﺮ ﺑﺸﺎﺭﻉ ﺻﻠﺎﺡ ﺍﻟﺪﻳﻦ، أﻛﺒﺮ ﺷﻮﺍﺭﻉ المدينة ﻭأﻧﺸﻂﻬﺎ، ﻳﺸﻴﺮ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﺯﻋﺮﺏ، أﺣﺪ أﺑﻨﺎﺀ رفح، إلى ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ الفلسطينى ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﻌﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﻂﺮﻳﻖ بمسافة ﺗﻘﺪﺭ 200 م ﺣﻴﺚ ﺗﻨﺘﺸﺮ أبراج المراقبة التابعة ﻟﻠﺠﻴﺶ ﺍﻟﻤﺼﺮى، ﺗﻘﺎﺑﻠﻬﺎ على ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ الفلسطينى ﻏﺮﻑ أرضية ﻳﺘﻤﺮﻛﺰ ﺍﻋﻠﺎﻫﺎ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺎﻓﺮﺍﺩ، ليوضح أﻧﻬﻢ تابعون لحركة ﺣﻤﺎﺱ ﻭﻫﻢ مجموعة مكلفة بحراسة ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ.

وتابع ﺍﻟﺸﺎﺏ الثلاثينى أنه ﻣﻮﺍﻟﻴﺪ ﻣﺪﻳﻨة ﺭﻓﺢ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳة ﻭﻭﺍﻟﺪﻩ ﻭﺟﺪﻩ ﻳﺤﻤﻠﺎﻥ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴة ﺍﻟﻤﺼﺮﻳة ﺍﻟﺎ ﺍﻥ ﺍﺑﻨﺎﺀ ﻋﻤﻮﻣﺘﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻪ ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ ﺑﺎﻟﺠﺎﻧﺐ الفلسطينى ﻭﺣﻘﻬﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﺅﺍﻝ فى ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻆﺮﻭﻑ.

«ﺍﺣﻨﺎ ﻟﻴﻨﺎ 7 ﺳﻨﻴﻦ ﻋﺎﻳﺸﻴﻦ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺷﺒﻜﺎﺕ ﺍﺗﺼﺎﻝ دائمة» ﻳﺅﻛﺪ ﺯﻋﺮﺏ أﻥ ﻋﻤﻠﻴة ﺍﻟﺎﺗﺼﺎﻟﺎﺕ الهاتفية ﺣﺎﻟﻴا ﻣﻨﻌﺪﻣة ﻟﻌﺪﻡ ﻭﺟﻮﺩ ﺷﺒﻜﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﻤﻮﻝ ﻃﻮﺍﻝ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻣﻨﺬ ﺍﻋﻮﺍم «ﻛﻨﺎ ﺑﻨﺘﺼﺮﻑ ﻭﻧﺴﺘﺨﺪﻡ ﺷﺒﻜﺎﺕ دولية»  لكن ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻋﻠﻲ الإهاب ﺑﺴﻴﻨﺎﺀ ﺟﺮﻣﺖ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ تلك ﺍﻟﺸﺒﻜﺎﺕ الدولية.

«ﺗﻌﺎﻃﻔﻨﺎ ﻣﺶ صدقة ﻋﻠﻴﻬﻢ.. إﺣﻨﺎ اخوات»..

ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ بدأ الحاج على برهوم حديثه ﻣﻮﺿﺤﺎ ﺍﻟﺘﺮﺍﺑﻄ العائلى ﺑﻴن ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺎﺕ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳة ﺍﻟﻤﻘﻴﻤة ﺑﻤﺪﻳﻨة ﺭﻓﺢ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳة والفلسطينيين اﻟﻤﻘﻴﻤﻴﻦ ﺑﻘﻂﺎﻉ ﻏﺰة، ومدينة ﺭﻓﺢ الفلسطينية منها خاصة.

ﻓﺎﻟﻌﺎﺋﻠﻪ التى ينتمى لها ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺟﺰﺀ ﻣﻨﻬﺎ ﻳﻌﻴﺶ ﺩﺍﺧﻞ القطاع، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﻟﺠﺰﺀ الآخر ﻳﻌﻴﺶ على الأراضى المصرية، ﻭﻳﺤﻤﻞ ﺟﻨﺴﻴﺘﻬﺎ ﻣﻨﺬ ﻋﻘﻮﺩ.

يشير ﺍﻟﺮﺟﻞ السبعينى إلى ﺗﻮﺳﻊ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ الإسرائيلية فى ﻋﻤﻠﻴﺎﺗﻬﺎ العسكرية ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻘﻂﺎﻉ ﺑﻌﺪ ﻫﺪﻧة ﺍﻧﺴﺎﻧﻴة ﻟﻤﺪة ﺧﻤﺲ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﺖ إﺷﺮﺍﻑ الأمم ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﻩ ﺣﺘﻲ ﻳﺘسﻨﻲ ﺩﺧﻮﻝ ﻣﺴﺎﻋﺪﺍﺕ لأهالى اﻟﻘﻂﺎﻉ.

ﻳﻘﻂﻊ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﺯﻳﺰ الطاﺋﺮﺍﺕ الإسرائيلية ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻠﻖ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻘﻂﺎﻉ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﻪ ﺍﻟﺎﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﻟﺒﺪﺀ ﻋﻤﻠﻴﻪ ﺍﻟﺘﻮﺳﻊ فى ﺿﺮﺏ الأهداف وﻳﺸﻴﺮ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺑﻴﺪﻩ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻘﻨﺎﺑﻞ التى ﺗﻠﻘﻴﻬﺎ الطائرات الإسرائيلية على أهالى ﺍﻟﻘﻂﺎﻉ ﻟﻀﺮﺏ أﻭﻛﺎﺭ الإرهاب ﻋﻠﻲ ﺣﺪ ﻗﻮﻟﻬﺎ ﻣﺴﺘﻨﻜﺮﺍ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﻣﻂﺎﻟﺒﺎ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ الدولى ﺑﺎﺗﺨﺎﺫ ﻣﻮﻗﻒ لوقف ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﺮﺏ.

أصوات ﺍﻧﻔﺠﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻘﺬﻑ الإسرائيلى الجوى والبرى والبحرى تركت أثرها ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﻣﺼﺮى، ﻓﻔﻮﺭ ﺍﻟﺎﻧﺘﻬﺎﺀ ﻣﻦ أﺩﺍﺀ ﺷﻌﺎﺋﺮ صلاة ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ، ﺗﺤﻮﻟﺖ ﺍﻟﺸﻮﺍﺭﻉ لثكنات عسكرية متحركة ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﻟﺘﺰﻡ الأهالى ﻣﺴﺎﻛﻨﻬﻢ  تجنبا لأثر العمليات العسكرية الإسرائيلية وصواريخها الغاشمة على القطاع الذى ﺗﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺴﺎﺋﺮ فى ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻝ



 

الشروق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى