الأخبار

الوفد المصرى يشعر بعدم ارتياح لـ«التسويف»

 

41

 

القاهرة وقعت فى فخ المسار الفنى للسد.. وعليها الانسحاب واللجوء إلى المسار السياسى على مستوى القادة

قال مصدر حكومى، شارك فى اجتماعات الجولة السادسة من المفاوضات الفنية لسد النهضة الإثيوبى، إن عدم الاتفاق على العناصر الفنية الخاصة بآلية إجراء دراسات تأثير السد على الأمن المائى المصرى والسودانى، كان السبب الرئيسى فى الخلاف بين الخبراء الفنيين داخل اللجنة، حيث تم الاتفاق على إرجاء توقيع العقد حتى موافقة جميع أعضاء اللجنة على خطة العمل بجميع تفاصيلها الفنية.
ونقل المصدر حالة من عدم الارتياح بين ممثلى اللجنة المصريين بسبب ما وصفوه بـ«التسويف وإضاعة الوقت»، قائلا: «كان هناك عدد من النقاط لا يختلف عليها الرأى الفنى وكان من الممكن الاتفاق عليها إلا أن الإثيوبيين والسودانيين طالبوا بالمزيد من الوقت لحسم هذه الخلافات الفنية».
وأكد المصدر: «مازلنا بحاجة إلى مزيد من الدعم السياسى وعدم الدخول مرة أخرى فى دائرة ترك الأمور للفنيين لحسم الجدل»، مضيفا: «هناك أمور فنية معروفة وواضحة وتؤكد خطورة السد أو تسببه فى آثار سلبية على مصر، وكانت المفاوضات الفنية هدفها فى البداية وضع توصيات فنية لكيفية تفادى هذه المشكلات وعلاجها، لكن الأمور دخلت فى منحنى آخر وهو وجود المخاطر من عدمها رغم أن التقرير الفنى للجنة الخبراء الدولية كان قد اعترف وأكد وجود هذه المخاطر.
وعملت «الشروق» أن الخبراء المصريين فى اللجنة رفعوا تقريرا مفصلا لوزير الموارد المائية والرى، حسام مغازى بجميع التفاصيل ومحاضر الاجتماعات الفنية، والذى رفعه إلى رئيس الوزراء، لإطلاعه على الخلاف الفنى الجديد وتعذر الإسراع بخطوة الاتفاق مع المكاتب الاستشارية.
وحمل التقرير مخاوف الجانب المصرى من إضاعة الوقت مرة أخرى والدخول فى متاهات فنية لا تنهى الأزمة القائمة بشأن السد، خصوصا مع عدم اعتراف أى من الجانبين السوادنى والإثيوبى بمشكلة الوقت، وهو ما يهدد تنفيذ خارطة الطريق المقترحة فى مفاوضات الخرطوم أغسطس الماضى.
وأضاف التقرير أن هناك محاولات مجددة بالإسراع بعقد جولة من المفاوضات الفنية فى الخرطوم فى أسرع وقت وتكون بحضور وزيرى المياه الإثيوبى والسودانى واللذين تغيبا عن اجتماعات اللجنة الفنية فى القاهرة، حتى يكون هناك نوع من الدفع السياسى والتدخل فى حال تعذر الاتفاق فى الاجتماعات الفنية مرة أخرى.
من جانبه، قال رئيس وحدة حوض النيل بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، هانى رسلان، إن مصر وقعت فى «فخ المسار الفنى لقضية سد النهضة»، بإسناد مهمة إجراء دراسات تأثير السد لمكتبين استشاريين، الذى ابتدعته إثيوبيا «لاستهلاك الوقت فى حركة دائرية مفرغة من أى مضمون لإطالة الوقت وبناء السد».
وأضاف رسلان، فى تصريحات لـ«الشروق»، إن على مصر الانسحاب من هذا المسار، الذى وصفه بـ«العبثى وغير المفيد»، واللجوء لمسار سياسى على مستوى قادة الدول الثلاث، مصر والسودان وإثيوبيا، مع إثبات مصر موقفها بتقديم شكاوى إلى مجلس الأمن والاتحاد الإفريقى وأن تثبت للعالم أن الجانب الإثيوبى هو من يماطل.

 

 

الشروق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى